آخر تحديث :السبت 08 فبراير 2025 - الساعة:17:50:19
ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء
ندى سالم

السبت 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00

عندما غابت الرقابة وتلاشت تماماً عن الشارع في محافظاتنا المحررة رأينا العجب العجاب فيما يرتكبه القائمون على أمور العامة وحوائجهم الضرورية في كافة المجالات الخدمية، وسنسلط الضوء هنا على مجالين فقط مع أن أصواتنا قد بحّت وسئمنا لكثر ما نادينا واستغثنا وناشدنا المسؤولين عن هؤلاء الذين تسطلوا على العباد.

ونشير  هنا إلى جانبين حيويين مرتبطين غاية الارتباط بكثير من الناس، ألا وهما: الجانب الصحي والمواصلات، فالمرضى تسلب منهم العافية ومعها تسلب الأموال الطائلة، فقد لاحظنا في الآونة الأخيرة وخصوصا بعد غياب الرقابة وشرعنة الخاص على حساب العام  قد فتح شهية جل الأطباء  لابتزاز أموال كل فريسة قدمت لهم بغية العلاج والتخفيف من معاناتهم ولكن الذي يحصل هو العكس فقد زادوا  من معاناتهم بل وضاعفوها.

حيث أنهم منزوعي الرحمة تماما ونسوا أو تناسوا بأن "الراحمون يرحمهم الله"، وأيضا "من لا يرحم لا يُرحم" و"إنما يرحم الله من عباده الرحماء" ، ولكن ما لاحظناه بأن الأطباء وكأنهم قد أصبحوا مستغنين عن رحمة الله –ولا حول ولا قوة إلا بالله -  وإلا فلِمَ لا يرحمون من أتوهم قاصدين لطلب العلاج والتطبب وهم يشاهدون ما وصل إليه حال المريض من الإعياء والضعف فيصعرون الوجوه ويلوون الأعناق  لمن  عجز عن  امتلاك ثمن  العلاج بل وطرده وإخراجه من مستوصفاتهم الخاصة التي شرعنتها  لهم نظمنا وقوانينا اللاحقة والتي أباحتها لهم  في حين أنها لم تكن موجودة سابقا؟!.

فدفع ثمنها المواطنون البسطاء فقد حصر المريض بين حدين إما بيع ما يمتلك  أو يبقى طريح الفراش إلى أن يتوفاه الله!.

نعم؛ هذا ما طال مواطنينا البسطاء بعد تعميم الخاص في دولة لم تكن تعرف الخاص بتاتا ولم تنتهجه مطلقا.

فالخصخصة حققت الثراء لمنتهجيها ومالكيها  والعناء لوافديها ومرتاديها من البؤساء والبسطاء.

ففي حين أنها تغدق وتصب المال صبا لمالكيها، وبالمقابل  فقد صبت الويلات على رؤوس المرضى القاصدين  طلب العلاج  من أولئك المستثمرين.

فالأمراض أصبحت تجارة مربحة للأطباء، فمصائب قوم عند قوم فوائد .

وأما الجانب الآخر الذي سنعرج عليه هنا هو المواصلات وغياب الرقابة أيضا عنهم؛ حيث أن سائقي الهايسات والباصات وكل المركبات يقومون بابتزاز الركاب بشكل ملحوظ مع أنه قد تم تحديد  التسعيرة لهم من قبل وتم إنزالها و تعميمها في الصحف والنت إلا أنهم ضربوا به عرض الحائط، كيف لا وهم قد أُطلق لهم العنان دون قيد يثنيهم بغياب الرقابة عنهم.

أين باصات التاتا المجري التي كانت مقيدة  بضوابط ونظم لا يتجاوزها أصحابها في ظل وجود رقابة مشددة قامت بواجبها سابقا وغابت عن المشهد  تماما لاحقا .

 وصرنا ننتهج عوضا عنه البقاء للأقوى  والقوي يأكل الضعيف، للأسف هذا قانونا الذي استجد مؤخرا وشاع وذاع في العقدين الأخيرين .

وهذا الانفلات  بالطبع لا يخص الجانب الصحي والنقل فحسب  ولكنه قد سرى في كافة مجالات الحياة، ففسدت قلوب البشر التي تربع فيها الطمع والجشع واجتثت الرحمة منها ونزعت وأصبحت لا تتعامل إلا مع ذوي الأموال وتجاهل من ضاقت به الأحوال .

الخصخصة أفسدت قلوب البشر كما يفسد الخل العسل!.. فحسبنا الله ونعم الوكيل.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص