- اليمن والكويت توقعان اتفاقية لاستئناف تمويلات الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية
- تسليم أدوية ومستلزمات طبية لمرضى الفشل الكلوي في عدن برعاية العميد طارق صالح
- أسعار العملات الأجنبية والعربية اليوم السبت 8 فبراير
- كسر هجوم حــوثي على قرية حنكة مسعود بمديرية قيفة
- عدد الساعات التي يحتاجها جسمك لنوم صحي بحسب العمر
- الحكومة تجدد رفضها لتهجير الشعب الفلسطيني
- أسعار الخضروات والفواكه صباح اليوم السبت 8 فبراير بالعاصمة عدن
- أسعار المواشي المحلية بالعاصمة عدن اليوم السبت الموافق 8 فبراير
- دخول 8 ملايين طن من الوقود والغذاء إلى موانئ الحوثيين في 2024
- أسعار الأسماك اليوم السبت فى عدن 8 فبراير
السبت 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00
نتغنى كثيراً بأمجاد عدن ، ونهيم بوصفها كيف كانت وكيف كان الأمن والأمان فيها وكيف كان يطبق النظام ويحترم القانون ، وكيف كان تآلف سكانها الوثيق وتعايشهم السلمي رغم وجود بعض الاختلافات بين ثقافاتهم، لكنهم مثلوا نموذجاً ورمزاً لتحضرهم الرائع ووعيهم العالي، وكيف أبهرت عدن دول المنطقة ودولًا أبعد منها بنهضتها المعمارية والثقافية والفنية والسياحية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، فكانت السباقة في نهضتها بين دول المنطقة في كثير من الجوانب، فكان فيها أول كذا وأول كذا إلخ..
وفيها أيضاً ثاني ميناء في العالم وكانت الثالثة في الوطن العربي بكيت وكيت ، ونصبح ونمسي بحديث الهيام على ماضي عدن وكيف كانت عدن، ولم نرتد ببصرنا إلى أنفسنا نحن ، ونوجه كثيرًا من علامات الاستفهام لذاتنا، ماذا قدمنا لعدن؟ وما فعلناه لها كي تنهض من جديد؟ لقد تركناها لتعيدها لنا الصدفة! ، لا شيء يصلح بالتمني والرجاء!، إن لم لم نحرك سواعدنا لنصل بها نحن الى العُلا، فتستعيد بهاءها حتى تبلغ المرتبة الأولى بل العاشرة أو أبعد من الازدهار بين عواصم العالم العربي!.
منذ رحيل الاستعمار البريطاني بدأت تنجاب عن عدن نضارتها رويداً رويدا، فحينها توقفت النهضة المعمارية في الوقت الذي كانت تشهد فيه دول الجوار والعالم من حولنا طفرة معمارية عظيمة، فانعكس ذلك الجمود سلباً على صورة عدن المشرقة فخالطها الذبول والاصفرار، ولم يتم ذلك بشكل متعمد وإنما فرضه التوجه السياسي للبلاد الذي انتهج خط المعسكر الاشتراكي والذي بدوره لم يعطِ الفرصة للرأسمال المحلي والأجنبي بالبناء والاستثمار بل قام النظام بالتقليد الأعمى للدول الاشتراكية والسير في صنع ما يسمى بالإنجازات الثورية التي أضرت بنهضة عدن والجنوب أشد الضرر ومنها قانون التأميم ، واستمر الوضع على ما هو عليه والعواصم من حولها ترتفع مبانيها سامقة زاهية وترصف شوارعها وتشيد جسورها الواسعة، بينما عدن طأطأت برأسها نحو الأرض خجلاً وحزناً من قساوة أهلها وإهمالهم الساذج لضمور وجهها، ومع ذلك حفظ ربنا جمال لوحته الفنية الجميلة التي طبعها على أرض عدن الطيبة المنحوتة بصخور جبالها الشامخة، والمرسومة بنور ألوان بحارها وخلجانها ورمال شواطئها الزاهية الواسعة والمفتوحة ومنها المخنوقة بسياج صخري ملتوي وجميل في انحداره ومعانقته مياه بحرها المتلاطم الأزرق.
وعند انهيار النظام الاشتراكي سلمت السلطة الجنوب وعدن ليد الشمال للإجهاز على عدن ومحو صفة عاصمة دولة منها، فكان الاهتمام بالعاصمة صنعاء وتركت عدن منسية، وفي الأخير نحن من أمعن بالقسوة على عدن ونحن من تنازل عن عاصمته واستمرينا بالمساهمة بخدش جمالها فشاركنا وسمحنا بالبناء العشوائي على جوانب الطرقات والشوارع فأنقصنا من قيمتها الجمالية وضيقنا حيز شوارعها فازدحمت حركة المرور بطرقاتها وضاقت وانسدت، كما آثرنا السكوت على أعمال البناء في سواحلها والسطو على متنفساتها وثم جاءت الحرب الأخيرة اللعينة، فأوغلت في تدمير الكثير من مبانيها وفنادقها وأغلقت صرحيها الإعلاميين (إذاعة عدن وتلفزيون عدن) ، وعوضتنا عنهما بسماع ومشاهدة أزيز ولألأة الطلقات النارية العابثة في الهواء التي تجني ثمارها عدن مآسيًا وأحزانا وموتا وجراحا، فالتدمير حدث أيضاً للإنسان ولجيل كامل من الشباب فلا زال التدمير مستمرا فيهم بعد أن نهش بتعليمهم ووعيهم فانهارت قيمهم وساءت أخلاقهم وتغيرت عاداتهم وتقاليدهم، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
![](images/whatsapp-news.jpg)