آخر تحديث :الاربعاء 08 يناير 2025 - الساعة:00:25:30
اليمن.. شظايا الصواريخ والقنابل وصناعة السيوف والخناجر
د. قاسم المحبشي

الثلاثاء 00 يناير 0000 - الساعة:00:00:00

(( هنا تُصنع وتُباع سكاكين
الصرخة وخناجر العاصفة))

ظهر اليوم وانّا اتابع قناة السعيدة لفت نظري خبر بالغ الدلالة والأهمية والخطر من المنظور الأنثربولوجي، إذ يقول الخبر المعزز بالصور أن اليمنيين ابتكروا طريقة مبدعة في اعادة تصنيع شظايا الصواريخ والقنابل التي تمطرهم بها عاصفة الحزم السعودية منذ أربع سنوات ولا زالت فضلا عن شظايا الصواريخ والدبابات والأسلحة الحوثية الإيرانية التي وصلت الى كل مكان في عموم اليمن جنوبا وشمالا بالاضافة الى مزارع الألغام.
يقول الخبر الطريف أن الحدادين اليمنيين في محافظة حجة قد تمكنوا اخيرا من إيجاد طريقة إيجابية فعالة للاستفادة من تلك الشظايا المصنوعة من الحديد الصلب. إذا جمعوها من الجبال والبوادي وأعادوا تصنيعها سيوف وخناجر وجنابي معكوفة رمز من رموز الزِّي الشعبي اليمني التليد.
الخبر جاء في تقرير أخباري طويل تضمن مقابلات مع الحدادين في
مواقع عملهم مباشرة.
في الواقع بالقدر الذي استوقفني هذا الخبر بما يحمله من إرادة حياة ومقاومة للحرب والموت وتأكيد عن اصرار الناس على الأمل بالمستقبل بكل السبل الممكنة، فهو من جهة اخرى ثبت عندي وجهة النظر التي سبق وأن قلتها قبل سنوات لاحد المراسلين في
جواب عن سؤال (أثر الحرب على الصناعات الحرفية في اليمن ؟)
اليكم ما قلته حينها ((    ويعتقد الدكتور قاسم المحبشي أحد المتخصصين في التراث اليمني أن الحروب في اليمن، أفضت إلى تدمير هذه الثروة القومية، وكانت الحرب الأخيرة بالغة القسوة والوحشية، وقد أجهزت على الرمق الأخير من هذه الاهتمامات المنتجة، إذ تحول دون اهتمام الناس وانشغالهم في البحث عن الأسلحة والذخيرة الحديثة حتى صناعات الأسلحة التقليدية التي كانت تشتهر بها اليمن كالسيوف والجنابي والرماح والتروس كسد سوقها، ناهيك عن أن الحرب جعلت اليمن منطقة خطر للسياح، وبالتالي انعكس سلباً على المنحوتات الأثرية من قبيل العقيق اليماني والأحجار الكريمة والمصوغات الفضية والذهبية والتحف البحرية التي كانت رائجة في أزمنة سابقة، لافتاً إلى أن الحرب كان تأثيرها متعدد المناخ على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياحي والمدني إذا أفضت إلى تعطيل عشرات الآلاف من الأيادي العاملة المهنية وحرمتهم من مورد اقتصادي مهم جداً، وخربت المنتج السياحي الأول في البلد.)) والرابط في أول تعليق.
غير أن ما أود اختم به هذا المنشور هو حقيقة علمية مجربة عن مخاطر العنف حينما يتحول الى ثقافة إذ أن للعنف عدوى شديدة التأثير في سلوك الناس فهو ينتشر بين الناس انتشار النار بالهشيم! إذ حينما يتكرر السلوك يصير عادة وحينما يترسخ يصير ثقافة.
لا تكمن مشكلة العنف في اضراره الواقعية المباشرة التي يحدثها في الاجساد والنفوس بمستويات مختلفة بما يتركه وينمّيه من أثار غائرة  في القلوب والأذهان وخطر موجة العنف الذي تعيشها المجتمعات العربية الإسلامية اليوم بمختلف أنماطها واشدها قسوة وهمجية ووحشية التي تفتك بحياتنا أمتنا العربية العظيمة المستمرة منذ عقود بما لم يشهد له تاريخ مثيل تعد بكل المقاييس أسوأ كارثة في تاريخ الإنسانية على الإطلاق ولا يكمن خطرها فيما نعيشه ونشاهده كل يوم من فضائع وجرائم ترتكب تحت رايات طائفية قذرة في كل مكان وما رأيناه من مشاهد دامية بالصور الثابتة والمتحركة في العراق وسوريا وليبيا ومصر واليمن وفِي كل مكان من بلاد العرب والإسلام.
أن تتحول الصواريخ والقنابل الى سيوف وخناجر يعني أشياء كثيرة لمن يفهم الرموز والدلالات الثقافية.
أوقفوها قبل أن تتصاعد الى اعماق أخرى!
????????‍?وقد علمت أن الخناجر المصنعة من شظايا القذائف الجوية والأرضية قد تم تسميتها بسكين الصرخة وخنجر العاصفة !  وتعد من أغلى منتجات السلاح  الأبيض  في اليمن اليوم!

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص