آخر تحديث :الاربعاء 08 يناير 2025 - الساعة:00:25:30
كلية الآداب والبحث العلمي ومناهجه
د. قاسم المحبشي

الثلاثاء 00 يناير 0000 - الساعة:00:00:00

 

إهداء الى طلبة الدراسات العليا في العلوم الإنسانية مع التحية.

اليوم أختتمت الدورة المكرسة لمناهج وتقنيات البحث العلمي لطلبة وطلاب الدراسات العليا في كلية الآداب بجامعة عدن، ولست مطلعا على برنامجها ومحتوياته الأكاديمية، وقد علمت أن الدورة المنهجية كانت مكرسة لتعليم الطلاب الأساسيات الأبجدية في طريقة كتابة الرسائل العلمية من حيث وضع الخطة تفاصيلها الروتينية، المشكلة، والأهمية، والمنهجية والفرضية والمحتويات وطريقة توثيق المصادر والمراجع، وهذا يأكد ما سبق وأن كتبته قبل سنوات عن كلية الآداب وأهمية تعليم مهارة  البحث المنهجي العلمي جاء فيه ما يلي: (( ...نعتقد أن الخطوة الأولى في استنهاض روح الأداب وطاقاتها الإبداعية  تتمثل بتفعيل متطلب كتابة الأبحاث والدراسات والسينمارات منذ المستوى الأول، ومنح الطلاب والطالبات الفرصة الكاملة لاختيار الموضوعات التي يكتبون فيها وتقديمها على شكل سينمارات نقاش منظمة بإشراف معلمي المساقات، وتلك الطريقة هي التي سبق وأن جربتها مع طلابي وطالباتي منذ المحاضرة الأول؛ إذ تعمدت أن أطلب من كل طالب وطالبة في القاعة كتابة سيرته التعليمية والكتب التي قرأها ومواهبه واهتماماته الثقافية وماذا تعني له الآدب؟!
 إن تعلم مهارة الكتابة والقراءة النقدية والبحث المنهجي هو الأفق الكفيل بإعادة تفعيل وتنمية واستنهاض روح كلية الآداب وطلابها، وبدون تعليم الطلاب الكتابة والقراءة  والنقاش والحوار والبحث والتنقيب في إيجاد مقاربات وحلول للمشكلات الخاصة بكل تخصص علمي لا ينبغي لنا الأمل بالحصول على ثمار موعودة في المستقبل المنظور.  إذ أن المثل الأعلى لكلية الآداب لا يتمثل في منح الطلاب والطالبات المعرفة الجديدة بقدر ما يتمثل في منحهم القدرة على فهم ونقد واستخدام المعرفة التي اكتسبوها في سنوات حياتهم العشرين الأولى واستنهاض وتنمية قدراتهم وطاقاتهم الإبداعية الواعدة وبذلك تكون وظيفة الآداب الجوهرية هي العمل على تحويل معرفة الاولاد، والبنات إلى قدرة الرجال، والنساء المعول عليها في بناء وتنمية وتنوير المجتمع وحل مشكلاته.  
 لقد آن الآوان أن ندرك أن كلية الآداب هي رهان استراتيجي في عصر المعرفة والصراع الثقافي والأيديولوجي المحتدم اليوم  في عصر العولمة والثورة الرقمية؛ لكن هذه الحاجة الملحة ينبغي أن نعرف كيف نجيد تلبيتها وتوظيفها بشكل منهجي إيجابي فاعل ومثمر، وهنا أرى إن إعادة التفكير الجاد في آلية العمل بالكلية وتقييم تجربتها المنصرمة تقييما نقديا أمينا بما يخدم الأهداف السامية التي أنشئت من أجلها.
 بات الآن وهنا يشكّل  التحدي الأبرز الذي يواجهنا جميعا، وإذا كنا نشكو اليوم من إجتياح القيم السلبية الأفكار المتطرفة  فعلينا أن نعمل على تحويل كلية الآداب إلى مصدر إبداع وإشعاع معرفي وتنموي وتنويري دائم العطاء والإنجاز)) وهذا ما تضمنه مشروع إعادة تنمية وتأهيل الكلية المقدم الى رئيس الجامعة قبل ستة أشهر.
على كل حال لقد حضرت حفل افتتاح الدورة وحفل اختتامها اليوم وسعدت بذلك الإنجاز، ولما كنت مهتما بهذا الأمر منذ سنوات وكتبت فيه دراسات
فضلا عنه مجال اختصاصي في منصة أريد العالمية للعلماء والباحثين الناطقين باللغة العربية، فقد حفزتني هذه الدورة المباركة لإعادة التفكير والكتابة في موضوع مناهج البحث العلمي ومداراته لعل وعسى أن يجد فيه طلاب الدراسات العليا في جامعتنا وغيرها ما يستحق القراءة والنقد والتقييم. وفِي سبيل تعريف طلابنا باهمية المنهج في البحث العلمي.
أو أن ألفت نظر الجميع بان البحث العلمي لا يعني ابدا تعليم الطلاب
كيفية كتابة رسالة ماجستير أو دكتوراه
بل هو معني بالهدف والوظيفة حل مشكلات حيوية لم تبحث بعد وإضافة
جديرة بالقيمة والأهمية الى رصيد المعرفة الإنسانية. أقول هذا وقد صدمني ذلك الاستخفاف المتزايد عند طلاب الدراسات العليا في كليتنا بكل قيم البحث والمنهج العلمي الرصين، إذ وجدت معظمهم لا يهمهمهم من الماجستير والدكتوراه غير الحصول على الشهادة باي وسيلة كانت، أما العلم والبحث والمنهج العلمي فهو آخر ما يمكن التفكير به للأسف الشديد!
 ومن المعروف أنه على مدى السنوات الماضية حظي العلم ومناهج البحث العلمي عامة والعلوم الإنسانية والاجتماعية خاصة باهتمام  مضطرد من عدد واسع من الباحثين، وهذا ما أفضى إلى تراكم تراث زاخر من الدراسات والإصدارات المتنوعة يمكن الإشارة إلى بعضها: كارل بوبر: منطق الكشف العلمي، وعقم المذهب التاريخي،مناهج العلوم الاجتماعية, والمجتمع المفتوح وأعداؤه, وأسطورة الإطار. وجوستاف باشلار، الفكر العلمي الجديد, والعقلانية التطبيقية. وبول ريكور: الخيال الاجتماعي بين الأيديولوجيا واليوتوبيا.و ج . كراوثر، موجز لتاريخ العلم. وجون ديزموند برنال، العلم في التاريخ. وبرسلوماكينوفسكي، السحر والعلم والدين. وجوزيف نيدهام، العلم والحضارة في الصين. وروبرت ميرتون، العلم والتكنولوجيا والمجتمع في بريطانيا في القرن السابع عشر، وخليقة العلم. وجوزيف بن دافيد، دور العالم في المجتمع. وهربرت بارفيل، أصول العلم الحديث. وألفن جولدنر، الأزمة القادمة لعلم الاجتماع الغربي. وروي ياسكر، العلوم الاجتماعية والعلوم الطبيعية: الاتجاه الواقعي.  وجيوفاني بوسينو، نقد المعرفة في علم الاجتماع. وكارل منهايم، الأيديولوجيا واليوتوبيا. وأنتوني جبدنز، قواعد جديدة للمنهج في علم الاجتماع. وكاستورياديس: تأسيس المجتمع تخيليًّا.  وبول فيين، أزمة المعرفة التاريخية : فوكو وثورة في المنهج. وأيان كريب، النظرية الاجتماعية من بارسونر إلى هابرماس. وفراسو اليوتار، الوضع ما بعد الحداثة: تقرير عن المعرفة. وتوبي أ . هف، فجر العلم الحديث: الغرب والإسلام والصين. وبيير بورديو، بعبارة أخرى محاولة باتجاه سوسيولوجيا انعكاسية. ويان سبوك، أي مستقبل لعلم الاجتماع؟: في سبيل البحث عن معنى وفهم العالم الاجتماعي. ويورجن هابرماس، المعرفة والمصلحة. ويمنى طريف الخولين مشكلة العلوم الاجتماعية:تقنينها وإمكانية حلها. وميليسا هاينز، جنوسة الدماغ، وأنثوية العلم. وجيروم كيغان، الثقافات الثلاث: العلوم الطبيعية والاجتماعية والإنسانيات في القرن الحادي والعشرين. وجيمس تريفيل، لماذا العلم؟. وإبراهيم عبد الرحمن رجب، العلوم الاجتماعية الوضع الراهن وآفاق المستقبل. وعبدالرحمن بدوي، مناهج البحث العلمي، ونايف بلوز، مناهج البحث في العلوم الإنسانية.وعبدالله الشريف، مناهج البحث العلمي، دليل الطالب في كتابة الرسائل والاطاريح.، وروجية روجر وجوزيف دومنيك، مدخل الى مناهج البحث الإعلامي، وعبدالفتاح العيسوي، مناهج البحث العلمي في الفكر الإسلامي.أحمد بدر، أصول البحث العلمي ومناهجه. مصطفى حلمي، مناهج البحث العلمي في العلوم الإنسانية بين علماء الإسلام وفلاسفة الغرب وغير ذلك من مئات الأبحاث والدراسات المنشورة حول المشكلات المنهجية في العلوم الاجتماعية والإنسانية لا يتسع المجال لحصرها هنا.
أنني إذ أكتب ذلك بغرض لفت اهتمام طلبة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية والإنسانية الى أهمية أن يعرفوا ويفهموا بأن مناهج البحث العلمي بالمعنى الأكاديمي للكلمة ليست طريقة كتابة الرسالة وتبويبها وتوثيقها أبدا كما قد يتصورون! بل هي أمر مختلف كلية عن تلك البديهية التي يجيب أن تكون نستوعبها من العالم الثان لدخولهم رحاب المؤسسة الأكاديمية.
مع خالص التقدير للقائمين على الدورة
والمستهدفين منها من الطالبات والطلاب. ومبارك عليكم جميعا التخرج والشهادات التقديرية
واليكم بعض الإضاءات في منهج البحث العلمي نشرتها في منصة أريد العالمية مع التحية.
?-الفرضية هي وجهة نظر حدسية يهتدي بها الباحث في مقاربة مشكلته البحثية ومحاولة حلّها.
?- الشك المنهجي هو الطريق إلى اليقين العلمي.
?- البحث العلمي هو استجابة واعية لمشكلة حيوية، والمنهج العلمي هو الطريقة التي يتبعها الباحث لمواجهتها .
?- المنهج الاستدلالي هو المنطق الصوري الذي يعني استخلاص النتائج الجزئية من مقدمات كلية.
?- المنطق الأرسطي هو قانون قياس الأفكار من الأخطاء والتناقضات .
?- ثمة فرق بين المنهج والطرائق المنهجية فالمنهج رؤية كلية يستلهم بها الباحث عدد من الطرائق المنهجية.
?- المنهج الاستقرائي التجريبي هو المنهج الذي أسسه الفيلسوف الانجليزي فرانسيس بيكون في كتابه الارجانون الجديد.
?- هناك أربع طرق منهجية أساسية  في المعرفة في المعرفة الإنسانية هي:
?- طريقة الرؤية بعين العقل والقياس المنطق.
?- طريقة الرؤية بعين الرأس والحواس الاختبار.
?- طريقة الرؤية بعين القلب والإحساس الحدس.
?- طريقة الرؤية بعين الروح والاعتقاد التقليد.
?- المنهج الجدلي هو منهج وحدة وصراع الأضداد .
?- تّعلم التفكير نظرياً يعني تعّلم البحث منهجياً.
??- تحديد المفاهيم وتعريفها هو الخطوة الأولية في البحث العلمي.
??- لا طريقة تتفوق على غيرها في دراسة الموضوعات.
??- تاريخ العلم هو تاريخ تصحيح الأخطاء.
??- تلعب المصادفات الشخصية للعلماء دوراً هاماً في الاكتشافات العلمية.
??- الحاجة أم الاختراع.
??- التفسير أداة منهجية علمية تعني البحث في الأسباب الحقيقة للظواهر الطبيعية.
??- لاشيء يحدث بدون سبب من الأسباب والأسباب أربعة ؛ قريبة وبعيدة وظاهرة وخفية.
??- القانون العلمي يعنى أن الأسباب المتعينة في الظاهرة سوف تفضي إلى نتائج متطابقة في الحالات المماثلة.
??- احيانا يكون جهل الناس بأسباب بعض الظواهر والمشكلات دافعاً استيهامياً إلى انكار وجودها.
??- عجز الإنسان عن اكتشاف أسباب بعض الظواهر والمشكلات لأيبرر الاعتقاد بعدم وجودها.
??- بالتعليم نكتسب المعرفة وبالتعلّم نفهم ما نعرفه وبالبحث العلمي ننتج معرفة جديدة.
ومن لديه صور من الدورة يسعفنا بها!

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص