- من ثلاثة محاور .. الرئيس الزبيدي يكشف عن استراتيجية ردع شاملة ضد الحوثيين
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الأربعاء بالعاصمة عدن
- من بوابة المؤسسة الاقتصادية.. تصاعد الخلافات الداخلية في صفوف الحوثيين
- بعد اتفاق غزة.. هل يصبح اليمن الساحة الأخيرة للصراع الإقليمي؟
- الرئيس الزُبيدي : مشروع المجلس الانتقالي واضح منذ تأسيسه وهو استعادة دولة الجنوب بحدود العام 90
- شبوة تواجه الأطماع بشجاعة : لن نقبل بالهيمنة على النفط ولا بتهميش للكفاءات
- الدكتور الخُبجي يستقبل فريق محافظة لحج ويؤكد أهمية الدور الميداني
- حلقة نقاشية لمناقشة إدراج عدن ضمن قائمة التراث العالمي
- وزير النقل يتفقد حركة نشاط ميناء الحاويات كالتكس
- رئيس الوزراء يشدد على شراكة الحكومة مع الأمم المتحدة لإعادة تحديث أولويات العمل والتدخلات
الاربعاء 00 يناير 0000 - الساعة:00:00:00
إذ كان حقاً القول: بإن المرء لا يموت طالما وهناك عقول وقلوب حية تتذكره، فمن الجائز التذكير أن الأصعب ليس أن يموت المرء، بل أن يكون الذين حوله ، كلهم، موتا ويبقى هو الحي الجدير بالقيمة والمعني.
لكم تخذل المرء سيماؤه ، ولكم يجهل الناس من يعرفون ، وهل أنت ، إلا الذي جهلوه ؟ ذلك هو عبدالرحمن عبدالخالق بهذا الاسم عرفته كاتبا وأديبا وزميلا وإنسانا مثقفا نبيل الخلق والأخلاق وراجح العقل ونقي الضمير منذ ثلاثة عقود من الزّمن، لم تفارق الابتسامة محياه حتى في أحلك الظروف والأحوال. صباح اليوم وقع عليّ نبأ رحيله الفاجع وقع الصاعقة، الف رحمة ونور تغشاك ياصديقي العزيز، أعزي نفسي فيك زميلي النقي وخالص التعازي والمواساة القلبية الحارة لأهلك وذويك ومحبيك، ونسأل الله تعالى أن يتغمدمك بواسع رحمته وفسيح جناته. فماذا بوسعي أن أكتب بهذا المصاب الجلل؟ فاجع رحيلك في الليل الظليم وأنت القنديل الذي كان حضوره ووجوده مشعا بالأنوار والرفق والسلام. كان الأمل يحدوني بانك نجوت من الموت بعد عملية القلب المفتوح ! وكنت سعيدا بسماع صوتك المتعب بعد نجاح العملية، قبل أربعة أشهر، وكنا نترقب بشوق ولهفة لحظة عودتك الى عدن بصحة وسلام. ولكن يا لتصاريف الاقدار في هذا الزمن الذي يأتي الموت فيه من آخر الأحزان، ليعيد صدمتنا بمأساة الحياة الفاجعة. هل مات حقا عبدالرحمن عبدالخالق؟ الذي جعل من حياته سيموفينة باذخة الجمال باللحن والنغم، أنه صاحب الرأي الحكيم الحليم حينما يغرد بالسياسة.كان فيما يقوله ويكتبه يعرف عماذا يتحدث. لا يحب الظهور والادعاء والانفعال والشطط في الموقف والرأي . وما أجمل عبدالرحمن حينما يغرد بالصحافة والإعلام ، وكم هو انسان حينما يكتب في أدب الأطفال، وفِي النقد الأدبي. كتب وأجاد الكتابة. فضلا عن كتاباته الأكاديمية الرصينة. لقد كان الزميل العزيز مثقفا رفيع الجودة وعميق الثقافة، مرهف الحس وواسع الخيال ومتنوع الاهتمام، نموذج للمثقف الإنساني الملتزم بتواضع جم. في كتاباته تختفي الايديولوجيا ولغتها الوثوقية القطعية. منذ عرفته لم اسأله من هو؟ وماهي أصوله الاجتماعية، وكذلك هو لم يسألني يوما مثل تلك الأسئلة. عرفته من كتابته وعرفني من كتابتي، ولازلت أتذكر ذلك اليوم الذي أوقفني فيه على بوابة كلية الآداب، كان ذلك في صيف ????م إذا لم تخني الذاكرة! واقترح علي الانضمام الى عضوية اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، فرع عدن، قال لي: لماذا لا تنتسب للاتحاد أنت تكتب مقالات جيدة، ولديك قدرات نقدية وتستحق العضوية... قلت أشكرك على هذه اللفتة الكريمة ولكنن لست أديبا ياصديقي، أبتسم ورد على الفور أنت كاتب ونشرت مقالات كثيرة وشروط العضوية تنطبق عليك وافقت على الفور وشكرته على هذه الدعوة الطيبة. وكان هو من زكى عضويتي، كان الرحل حينها هو رئيس الاتحاد في عدن. ومن حينها صرت عضوا في الاتحاد وكانت تجربة رائعة مع الزملاء والزميلات من الأدباء والكتّاب والاديبات والكاتبات. كانت فترة رئاسة المرحوم عبدالرحمن عبدالخالق من أخصب فترات الاتحاد وأكثرها نشاطا وفاعلية وكان يريد الاتحاد بتجرد ومسؤولية ويتعامل مع جميع الأعضاء والعضوات بروح مدنية ورفق وحميمية قل نظيرها. لم أجد أحد من أعضاء الاتحاد يشكو منه ولم اسمع منه قط إساءة لأحد. ومن المواقف الذي لازلت أتذكرها مع العزيز عبدالرحمن، في إطار التحضير للمؤتمر العاشر لاتحاد الأدباء والكتاب، تم تشكيل لجنان وأقترح أسمي على رأس الجنة الثقافية وهو عضو فيها، شكرت ثقته بي واقترحت أن نعمل بروح الفريق الواحد. ماذا يمكنني تذكره من سيرة حياته العطرة كنت والراحل الجميل عبدالرحمن الذي كنا نتبادل المودة والتقدير بصدق وأخلاص وثقة وصفاء ضمير. لروحك السلام صديقي الراحل والإدباء لا يموتون، لأنهم صنعوا من الحروف والكلمات مجدهم الرفيع هذا.
اننا لفراقك لمحزونون، وأنا لله وانّا اليه راجعون