آخر تحديث :الثلاثاء 11 فبراير 2025 - الساعة:00:01:41
نحن نعيش في عصر استثنائي
د. عبدالمجيد العمري

الثلاثاء 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00

سرعة الدماغ في التحليل والتقييم، وسرعة اللحظة في التغيير والتبديل، وهيمنة متغيرات الحياة السمعية والمرئية على هذه اللحظة، جعلت الكل في سباق، سباق في فهم الحدث، وتحليله، وسباق في توخي الحذر وتبديله، فالكل رهين للحظة، وهذه اللحظة لم تعد زمنا أو مرحلة متدرجة كما كانت،  ولكنها منفذ الى  بحر لج عميق من الأحداث المتوالية والمتتابعة في عالم مغنطيسي جذاب.
فيما مضى كان الماضي يؤثر في الحاضر، ولحظة الآن رهينة لعمل الأمس، واليوم لم يعد للماضي مكان كما لم تعد حدود المستقبل واضحة المعالم.
هذه السحر والجذب والخيال بني على مداميك السرعة، وهذه السرعة لم يعد لها مقياس تقاس به، لأنها تجاوزت وحدات القياس المعروفة.
هذه الظواهر انعكست على نفسية المتلقي، ورسخت حالة القلق والفزع والخوف من المجهول، وجعلت الكل أسير لهذه اللحظة، وأسير لحالة التغير والتجديد والتحديث .
ولذا يمكن تسمية هذا العصر عصر الممكن، والمعدوم، عصر الحياة والموت، عصر العلم والجهل، عصر الطغيان المعرفي والموت القلبي .
تطور العقل البشري، وتمكنه من اللحاق والتعمق في دقائق الكون، جعلت بينه وبين قوة، السيطرة الروحية هوة، ومسافات، فالعقل في حالة الأبداع والقلب في حالة الفزع.
وبين حالة الابداع والفزع، تم هندسة فلسلفة حضارة جديدة لهذا العملاق البشري، الذي يعيش حالة الطغيان، ويستمر في الغوص في بحار المعرفة بلا توقف .
نحن اليوم بحاجة الى توازن روحي، ومراجعة حثيثة لهذه الظواهر، ودراسة الذات البشرية وحاجتها للتعلق بالروح، وحاجة الروح وتعلقها بالسماء، فالمعادلة تكمن ضبط ميزان العقل بميزان الوحي، وإيجاد توازن روحي، حتى لا يندثر الطابع الإنساني لمسمى انسان، ويؤثر طغيان العلم على حالة الهدوء والثبات، ويصبح الجنس البشري، رهين لمكاسب العقل ضنين بها، حائر بداخلها، فاقد لحالة الحس، والاستشعار القلبي .

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص