آخر تحديث :الثلاثاء 11 فبراير 2025 - الساعة:00:01:41
صناعة القيادة
د. عبدالمجيد العمري

الثلاثاء 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00


في ظل الانحطاط الذي تمر به الأمة، وفي ظل حملة التجريف للمبادئ والبشر، والسقوط المدوي، نحتاج اليوم إلى عمل غير تقليدي، ووثبة جادة، تتعاطى مع المشكلة بعمق..
تحرص الجامعات على إخراج مجموعة من الكتاب، والمثقفين، يجلس أحدهم في مكتبه أمام حاسوبه، يكتب وينظر، وهذا عمل طيب، ومشروع كلمة، والحياة كلمة...
أحوج من التنظير، وأعمق من التشخيص، نحتاج اليوم الى طبيب ماهر يستطيع أن يجري العملية الكبرى التي تتوقف عليها حياة الأمة..
إخراج هذا الطبيب، من ركام مليء بالموت، والفشل واليأس، أمر في غاية الصعوبة فالقيادات مخرج من مخرجات الأمة المتوقدة بالعلم والاستقامة...
عبد الكريم الخطابي، ويوسف بن تاشفين، ومحمد الفاتح، وصلاح الدين الأيوبي، ونجم الدين قطز، والعز بن عبد السلام، ونحوهم ممن أحدثوا تغييرا واسعا، وإصلاحا جذريا...
تلك القيادات خرجت من رحم المعاناة ، ويتوازي مع هذه المعاناة وجود مكنة تربوية، أما شيخ مربي، أو محضن تربوي، يسقي القائد مباديء القيادة، ويزرع فيه نبات الأنفة والشجاعة، والثقة بالله ....
تنفق الحكومات والقطاعات الخاصة ملايين الدولارت في البحث عن لاعبين بمواصفات دقيقة ، كذا البحث عن جميلي الأصوات، وكل ذلك يتم وفق برامج ومراكز تدريب متطور....
ليتنا نعتني بصناعة القيادة مثل اعتنائنا بهذه القطاعات السخيفة، فالبحث عن الشاب الذي رضع المعاناة، والذي بداخله مشروع أمة، وغيرة، وحضارة، هدف نبيل، ومشروع كبير....
عندما نعتني بهذا الصنف ونهيأ له الفكر، وندربه على القيادة والسيطرة، ونغرس فيه مبادئ الإسلام الراقية، نستطيع أن نحيي به أمة...
أدعوا قيادات المحافظات، ورؤساء المؤسسات التعليمية، وأصحاب مركز القرار إلى تبني هذه الفكرة، والبحث عن قيادات شابة طموحة على الأقل من حملة الشهادة الجامعية، ثم تهيئتهم خلال سبع سنوات على الأقل، ليعودوا ويكملوا مشوار البناء والتنمية على جميع المستويات ...

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص