آخر تحديث :الثلاثاء 11 فبراير 2025 - الساعة:00:01:41
بين المال والفكر ( المال السعودي نموذجا ) :
د. عبدالمجيد العمري

الثلاثاء 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00


قوة النبي مرتبطة بمعجزة الاهية وقوة نبي الله سليمان وداوود كانت عوامل قوة ملكية، وقد خير النبي صلى الله عليه وسلم بين ان يكون ملكا رسولا او بشرا رسولا، وعرضت عليه جبال مكة ذهبا....فاختار طريقا مختلفا في الدعوة والتعليم...اختار بشرا رسولا 
طريقان للوصول لقلوب الناس طريق العلم والحجة والقناعة، وطريق السخاء والعطاء والبذل، وعندما اراد الله ان يمتن على قريش ذكر لهم رحلة الشتاء والصيف، فالمال مهم في الوصول الى الناس وتأليفهم في الدخول للاسلام..وقد اعطى النبي صلى الله عليه وسلم صناديد قريش عطاءات خيالية تاليفا لقلوبهم...
ثلاثة عشر مليون برميل يوميا، واثيين تريليون دولار صندوق مستقبلي، وميزانية 230 مليار دولار موازنة عشرين مليون سعوديا
هذا الثراء الفاحش قد يكون مصداقا للقرآن الكريم بدعوة ابراهيم ( رب اجعل هذا البلد آمنا..) ووعد الله ( وان خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله ان شاء ..) وامتنان الله ( أولم يروا انا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم ....) وقوله ( تجبى اليه ثمرات كل شيء ) 
مايزيد على مائة سنة منذ حكم آل سعود، والمملكة أمن وأمان ورخاء وإيمان، تعاقب على حكمها ملوك حافظوا على الحرمين، وعلى التوجه السني مع اخفاق كبير في القضايا الاسلامية الملحة..
اذا كانت الاقتصاد خيل والسياسة عربة فيجب ان نقدم الخيل لجر العربة، فالسياسة يجرها المال، وتلعب بها المصالح، ومن هنا كنا نؤمل ان يستفاد من هذا المال في سبيل تعزيز العلم والمعرفة وفي نشر التوحيد وفي الوصول الى العالم بقوة...
لا يشك اقل الناس ادراكا بهندسة الاقتصاد ان التخمة المالية السعودية لم يستفاد منها بالحد الأدني، وانه مال هدر غابت عنه الرقابة والمسوؤلية ويمكنك ان تدرك ان البرميل الذي يباع بثلاثين دولار تستخرج منه اليابان 500 نوعا من البتركيمياويات، فالبرميل تشتريه من المملكة بثلاثين دولار وتبيعة بخمسمائة دولار، مالك بئر عندنا يستفيد من نقل الماء أكثر من الماء، وهذا يوضح غياب السياسة الاقتصادية حتى في شركات النقل السعودي... وهكـــذا 
لا اريد ان اخوض كثيرا في تقييم الفشل السعودي في الاستفادة من المال ولكني هنا اضع قراءة قدرية لتمكين المال لهذه الاسرة، وهل هنالك ملك لا زال في صلب هذه الاسرة منتظر يستعيد كرامة الأمة وملكها التليد ..
اثناء دراستي في المدينة النبوية كتبت مقالا فيه مشروع بناء جامعة اسلامية في كل مدينة عالمية فيها ثلاثة تخصصات طب وعلوم ودراسات شرعية، بكل مدينة عالمية، بإشراف نخب عربية وماليزية وتركية، وهذه الجامعات تدرس مجانا، سيكون العدد 2000 جامعة عالمية بكلفة مالية 6 مليار دولار وهذه الجامعات تعتبر العمود الفقري في التغيير في العالم، من أجل أخذ ما عند القوم من مكامن علمية وطبية، واعطائهم ما عندنا من فكر اسلامي حضاري والعالم سيرحب بالعلم والمعرفة، وهو منهج نبوي تم وضعه في غار حراء في الايام الأولى لاشراق نور الوحي ..
تخرجت من الجامعة الاسلامية عام 2003مــ وانا ابعد عن وضع هذه الفكرة ثلاثة عشر سنة، ولو تم تطبيقها لتخرج ما يزيد على مليون كادر في العالم من هذا المال الذي لم يستفد منه كثيرا ...
دائما عندما اسمع الإمام يقرأ في صلاة التراويح في الحرم المكي قوله تعالى ( ولا ينال عهدي الظالمين ) اتعجب مليا أين هؤلاء الملوك من هذه الآية، ثم اتأمل في قدر الرب ان يبعث من صلب هؤلاء الملوك ملك يحمل جينات العرب، وهم الاسلام....
ظهور الملك سلمان بن عبد العزيز وفقه الله أرجو ان يكون في سياق التجديد السياسي الاسلامي لهذه الأمة، فالامة تعبت وأرهقت، واترفت....
قوات رعد الشمال والتحالف السعودي التركي محطات كبيرة ونوعية، فالدول الاسلامية تمتلك مقومات حضارة تفوق كل الحضارات..
فالعقل الماليزي الاداري المحاسبي ، والنجاح التركي الصناعي، والترسانة النووية الباكساتانية، والمال الخليجي كل هذه عوامل بناء حضارة جديدة يدين لها العالم ...
بين المال والفكر، بين المال وسياسة المال، بين المال وهندسة وإدارة العالم بالمال، شجون وآلام وآمال، ولا يبعد عنا النجاح كثيرا فيكفيك ان تضع اسم الدكتور الكويتي عبد الرحمن سميط الذي اسلم على يديه احدى عشر مليون افريقي والذي بنى آلاف المدارس والمستشفيات لتعرف كيف يصنع المال حين يكون في أيدي الرجال ..
لا تستغرب كثيرا حين تسمع ان هناك ثمانين ملياردير عربي ، ومليون مليونير، فلا يعطي الله هبتين في وقت واحد، فمن رقه الله المال والفهم والهم الاسلامي القليل ....
بين الفكر والمال قضية استراتيجية ومشروع حضارة مهمل ، فك اسر المال من الشح والبخل والفساد، مرهون بفك أسر العقل من التخلف والجهل وبينهما خرط القتاد ومفاوز يهيم فيها البيد ، ويهلك فيها الذكي والبليد...

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص