آخر تحديث :الثلاثاء 11 فبراير 2025 - الساعة:00:01:41
الجنوبيون وعقدة الغلو في الحب والبغض
د. عبدالمجيد العمري

الثلاثاء 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00

من ضروريات الحياة والسياسة المرونة، وايجاد خيوط بينك وبين خصمك، وحدود بينك وبين حبيبك، وللأسف نحن الجنوبيين لازلنا نعيش النظرة التقليدية للأمور، فمن أحببناه رفعناه الى السماء، ومن ابغضناه لعناه، وسلخناه من كل جميل، وهــــــــكذا ...
يضع القرآن الكريم قواعد عامة في فقه التعامل مع القريب والبعيد، فالقرآن يؤصل هـــذه المسألة بقوله ( عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة ...) 
فالعدو قد ينقلب حبيب، والبغض ينقلب ود، فكما ان حوادث الزمن لا يقر لها قرار، فمشاعرنا واحاسيسنا لا يقر لها قرار، فنحن بشر....
قلة الدراية، وضعف الحنكة، وعدم صقل المواهب من تجارب الزمن، جعلتنا طيبين( مساكين) ، لا نتملك حيلة في تقييم الأحداث، والتعاطي معها سلبا وايجابا، وجعلت مواقفنا انتهازية، وكلماتنا قاتلة، نعيش حالة الصفر بالمائة والمائة بالمائة....
أحكم معاوية مقاليد الخلافة بالحنكة، وترويض الخصوم، وقد اشتهرت شعرة معاوية، التي جر فيها خصومه اليه، واستطاع ان يقطع مخالبهم بحكمته، وقربه منهم...
فقه التعاطي مع الاشخاص والاحزاب والجماعات، والفرق، غائب عنا، وهنا يضع النبي صلى الله عليه وسلم قاعدة عامة في الحب والبغض ( أحبب حبيبك هونا ما عسى ان يكون بغيضك يوما ما ، وابغض بغيضك يوما ما عسى ان يكون حبيبك يوما ما ) والحديث يصححه الالباني ...
كثيرة هي الاسماء التي تغنينا بها ردها من الزمن، وجعلناها مقدسة، ثم توارت عنا، وندمنا أشد الندم، ثم اتهمناها بالخيانة،وبالغنا في وصفها حتى الثمالة....
وكثيرة هي المواقف الارتجالية بالقبول او الرفض لفكرة، أو عمل تكتيتي سياسي، فليس عندنا نفس سياسي، ولا قبول بالآخر.........
هــــذا الطرح لا يأتي على الكـــل ولكنه تقييم عام، وأخص بالذكر الطبقة المثقفة التي يغرها بهرج المظهر ، ولا تنظر الى الخبايا والبواطن .....
كل هـــذه المعطيات جعلت عدن مدينة تقليدية، بعد ان كانت ملتقى عالمي، وأصبحت بؤرة للغلو الديني والسياسي، والى ان يتغير الحال نحتاج الى ان نغير مشاعرنا واحاسيسنا 
( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم...) 
والله غالب على أمره

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص