آخر تحديث :الخميس 11 يوليو 2024 - الساعة:23:08:40
صيرة ..النصر يتجدد
مدين مقباس

الخميس 00 يوليو 0000 - الساعة:00:00:00

النصر هو حليف الانسان المؤمن بالحق المستمد منه القوة والشجاعة لازهاق الباطل في معركته مع الحياة ، في كريتر مديرية صيرة بعدن يجدد الانسان مواطناً ومسؤولاً أيمانه الكبير بهذا الحق، ليجدد انتصاره على الباطل في معركته معه التي لا تتوقف طالما هناك لا يزال من يحاول القيام بالباطل والعبث بالمدينة وحياة الناس، ونرى أبناء هذه المدينة يحرصون على جعل صمودهم في الحرب عنواناً باهيًا لصناعة غد يحلمون بإشراقته مستلهمين منه معاني التضحية التي نراهم بها مجددا يسقطون مشاريع الفوضى المدمرة للمجتمع . علمنا صمود أبناء صيرة أن مدينتهم القلعة السباقة لصناعة النصر و محطة إنطلاق الانتصارات الكبرى، نتذكر تاريخ المدينة الحافل بالتضحيات في ستينات القرن الماضي منها كانت تنطلق المظاهرات العمالية والنصر الذي تحقق في 20يونيو 1967م، اليوم صيرة تجدد العهد والنصر، وتثبت أنها دوما عنوانا لانتصار إرادة أبنائها الرافضه للاستسلام والصمت أمام مشاريع التدمير والفوضى، وأثبت خالد سيدو والمحامية عفراء حريري والعقيد الجحافي قائد شرطة كريتر والناشط وديع امان ...و.... وهم يتقدمون أبنائها أنهم أقوى من هذه المشاريع المدمرة، وبدأوا بإسقاط مشاريع الفوضى با إزالة البناء العشوائي في مدينتهم التاريخية والأثرية.
كانت بداية موفقة وشجاعة لترجمة حرصهم على مظهر وجمال مدينتهم، ورسالة واضحة تترجم مدى أهمية التكامل المجتمعي والرسمي لتنسيق الجهود مع كافة الجهات لتحقيق النصر يإعادة التطبيع والاستقرار إلى مدينتهم.
روعة وعظمة هذا العمل الذي كان محط إعجاب وتقدير وفخر أبناء عدن والجنوب قاطبة أنه مثالاً حيًا للإرادة الشجاعة وجسد أروع معاني التضحية لحث المجتمع لمغادرة مربع اليأس وحالة الانتظار لمن يأتي يصلح حالة، فهو صحوة مجتمعية للنهوض بالمواطن للمسارعه بخروجه من حالة التقوقع والذهول التي اجتاحته منذُ انتهاء الحرب، وما بعد عودته إلى المدينة بعد إجبار مليشيات الغزاة الحوثيين والمخلوع صالح على الخروج منها تحت نيران أبطال المقاومة وقوات التحالف والجيش الوطني ، هذه الصحوة، وما سبقها من صيحات هي من ستكسر الصمت والسكوت السلبي الذي يخّيم على الجميع مواطنين وحكومة ومنظمات مجتمع مدني والوقوف موقف المتفرج إزاء ما يحدث في عدن، وكفيلة بتحريك الأسرة للتغلب على حالة الإحباط والانتظار للغير لاستعادة أنشطتنا لممارسة حياتنا اليومية بشكلها الطبيعي.
لا نختلف على أن النصر هو إخراج المليشيات الحوثية وقوات صالح من أرضنا لكنه لا قيمة له إن لم يكتمل! ولن يكتمل إلا عندما نشعر أننا أنهينا مخلفات الغزو والحرب المختلفة ليس دمار البنية التحتية فقط ولكن إنقاذ المجتمع من ممارسات التدمير الذاتي الذي يطال المجتمع وأصبح ينهش في سلوكه وقيمه بنشر الفوضى الهدامة، التي بات يصعب التغلب عليها في بقية المديريات والمحافظات المجاورة ، بعد أن أصبحت تتشكل وتخرج عن المستوى الممكن تفهمه؛ لتتحول إلى شكل عصبوي وقد تأخذ توجه سياسي سلبي يضر بتضحياتنا خاصة وأن فترة ما بعد التحرير التي تشكلت فيها تتجاوز اليوم الضعف لفترة الحرب.
لن نتمتع بالنصر الحقيقي ونكون أوفياء لدماء الشهداء وتضحيات من صنعه إلا متى ما استكملتنا كل جوانبه وإزلنا أثار الغزو، ووضع حد للسلوك السلبي والفوضى الذي أصبح ضررها وتدميرها للمجتمع لا يقل فداحة عن حجم الدمار والمآسي الذي الحقته قوى الغزو بالجنوب وأبنائه، هنيئا لأهالي صيرة إنتماء هذه الكوكبة إلى مديريتهم الذي يتقدمها مدير عام المديرية خالد سيدو والناشطة الحقوقية عفراء حريري وهنيئا لعدن هذا الانجاز وتجديدهم للنصر وإحياء الأمل لدى المواطن بأن البلد بخير ، نتمنى من بقية المديريات أن تسارع بصحوتها لتكسر صمتها لمغادرة مربع الخوف والاستسلام، وللسير على نفس خُطى أخوانهم في مديرية صيرة لعل أي صحوة منهم ستخفف أوجاع المرضى الذين يأنون من شدة الحر وألم المرض بسبب انقطاع التيار الكهربائي ومحاصرة المجاري لمنازلهم.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص