آخر تحديث :السبت 23 نوفمبر 2024 - الساعة:17:48:59
في مهمة البحث عن قاتل ؟
ماجد الشعيبي

السبت 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

ودع "موسى" ذات 21 ربيعاً والده محمد عثمان الزهراني -ضابط جنوبي بطريقة تراجيدية لم يسبق لأحدٍ تخيلها من قبل .

كنت أشاهد موسى وهو يصرخ بعبارة "لا اله إلا الله  الشهيد حبيب الله" وهو يقف مودعاً أبيه للمرة الأخيرة على غير العادة والدموع تنهمر من وجهه الأبيض الصافي الذي يشبه كثيراً وجه والده ،كان موسى شجاعاً وهو يتلقى تعازي من حضر جنازة والده ويحتضن أقرباءه بشدة ، ويتبسم في وجههم غصبا ، وكنت أراقب المشهد ,وأخشى من الموقف وأن أقترب وأتساءل  كيف سأقدم له العزاء بهذه المصاب .

على طول الطريق الرابطة من ساحة الاعتصام  حتى مقبرة الرحمن كان الأستاذ محمد ناشر وهو صديق للعقيد الزهراني يحدثني وبرفقتي والدي -صالح- عن مواقف الرجل  وعن كيف توقف من عمله قبل سنة بسبب رفضه تقديم معلومات استخباراتية عن جنوبيين مبرراً إن ذلك ليس من تخصصه ولا مجال عمله، كان قلبي يعتصر وأنا أسمع محمد يشرح تفاصيل بكاء وحزن عائلة العقيد وحالتهم الصعبة طوال اليومين الماضيين ، ويمكنكم التخيل أيضاً أن أربعة أبناء أكبرهم موسى وأصغرهم طفلة تبلغ من العمر أربعة أشهر كيف ستكون حالتهم بعد فراق والدهم.

 

من قتل العقيد الزهراني بهذه الطريقة البشعة ومثله الكثير وقادم الأيام, بالتأكيد سنشهد مقتل ضباط جنوبيين يملكون من الكفاءة ما يؤهلهم ليكونوا  ضحايا لتجار الموت ولتلك الجماعات الخبيثة التي استوطنت في الجنوب منذ سنوات وتقوم بالتنكيل بالانتقام من هذه البلاد.

 سندفع ثمن سكوتنا على  هذه الجرائم التي أقدمنا على حضور مراسيم التشيع فقط دون ان نسأل أنفسنا من القاتل؟ البعض يجيب -نظام الاحتلال، قاعدة الاحتلال- حتى وإن كانوا هؤلاء, لماذا لا يتم إيقافهم؟ هل بلغ حبهم للقتل أكثر من حبنا للحياة؟ ، أم إننا نعرف أن هناك من جنّد هذه الجماعات وهذه السلطة لقتل من تراهم يهددون بقاءها لكونها  تقتل العقل وتقتل الشخص الذي يملك الخبرة وتنتقي ضحاياها بعناية من بيننا, ونحن نؤمن بالقضاء والقدر ونحضر مراسم العزاء ونعود لنمارس حياتنا الطبيعية وكأن شيئاً لم يحدث..

 

لقد قتلونا فعلاً قتلوا فينا الإحساس ، قتلوا فينا القيم ، قتلونا لأننا جبناء ونحب الحياة ,وهم يشترون حياتنا منا بسكوتنا عنهم ، فقط سجل هذا شهيد جنوبي ، حتى وإن كان قبل يوم من مقتله يتّهم أنه خائن وعميل مع صنعاء وحين قتل وأدركنا قيمته الحقيقة لدينا شيعناه كشهيد جنوبي ورضينا عنه في وقتاً لم يعد يهمه فيه أن يرضى عليه سوى ربه .

كلكم مشاركين في مقتل الزهراني ومقتل سالم قطن ومقتل الضباط والطيران والأبرياء الذين يِِِِِِِِِِِصفَّون يومياً في محافظة لحج وفي محافظة حضرموت وباقي محافظات الجنوب تعرفون لماذا لأنكم أدمنتم السكوت أدمنتم لصق صور الشهيد في كل مكان فحسب ، تعرفون من القاتل ، من المحرض ، من يسهل هذه العمليات من ومن ؟ لكنكم تخافون على حياتكم من الرصاص في الوقت الذي أنتم فيه فعلاً ميتون لأن صفات الحياة وصفات الكرامة والرجولة قد ماتت  ولا رجعة لها .

من يأمر بالمعروف من ينهى عن المنكر إذا كان من نعوّل عليهم من خطباء وأئمة مساجد يلتزمون الصمت حيال كل هذا ويكتفون بتوعية الناس عن الحيض والنفاس وعن المرأة الزانية التي شم عطرها الرجال .

إذا ما تحركنا جميعاً لوقف هذا العبث بأرواح الأبرياء ، فتوقعوا أنكم ضحايا لهؤلاء القتلة .فقط انتظروا الرصاص الكاتم في السلالم، وفي الأسواق حتى في غرفكم سيصلونكم لأننا ننتظرهم ولا نبدي أي مقاومة لرفض كل هذا .

موتوا جميعكم فو الله لو أنكم أحياء فعلاً لما فعلوا بنا كل هذا ومروا مرور الكرام؟

 

 

 

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل