آخر تحديث :الخميس 25 ابريل 2024 - الساعة:17:20:53
جنوب جديد مقطوع الصلة عن سائر أنظمة الماضي
فضل العبدلي

الخميس 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

لاشك بأن جميع الجنوبيين يسعون بعزيمة وإصرار نحو ترسيخ مبدأ ثقافة التصالح والتسامح حتى تغدو ثقافة بين أوساط شعبنا الذي اكتووا بنار صرعات الماضي وألامه، وهاهم يعدون العدة للاحتفال بهذه المناسبة التي كانت انطلاقتها الاولى في الثالث عشر من يناير 2006 م من جمعية ردفان بمدينة الشيخ عثمان بالعاصمة عدن .. كلنا يدرك ما خلفته صراعات الماضي من مآسٍ وأحزان ومن تشتت وتشرذم وضياع الجنوب وأهله .. ها هي الذكرى التاسعة تهل علينا والأنظار شاخصة نحو مستقبل واعد بالأمل والأماني الذي بات تحقيقه قريبا بإذن الله .

لقد سبق لي وأن تناولت هذا الموضوع المهم مع أخرين مرارا وها أنا أكرر التأكيد على السعي حثيثا باتجاه تحقيق هذه الغاية النبيلة من خلال تأصيلها وترسيخها كمبدأ مهم في عقول وأذهان شعبنا الجنوبي الأصيل للحيلولة الممكنة لتفادي وقوعنا بنفس الأخطاء القاتلة التي كانت السبب الرئيسي في معاناتنا المؤلمة .. ومن حيث هذا فإنه لا ينفع الندم ولا يفيد جلد الذات ( العاشورية ) مع أن عقوبة جلد الذات ذات قيمة استدلالية تفيدنا للتذكير بعواقب الأخطاء القاتلة .

 لقد تعرض الجنوب لضربات مزلزلة عاصفة ومدمرة كانت أشد إيلاما كارثة ال: 13 من يناير 86م  التي يجب أن نعترف بأنها كانت القشة التي قصمت ظهر ( البعير ) .

وعلى هذا فإن المعول من الجميع الدفع باتجاه الخلاص من تداعيات الماضي والالتفات إلى المستقبل بإيجابية ، لأنه ليس بوسع الناس -كل الناس الذين يسعون إلى تحقيق أهدافهم المشتركة إلا الاصطفاف إذا أرادوا الانتصار .

إن سعينا في هذا المضمار إلى مخاطبة البعض بالابتعاد عن لغط الكلام الغث والجارح وحماسية البعض لإقصاء الأخر وزعم الوفاء الانفرادي للوطن ، إن الاحكام الجائرة والحسابات الخاطئة هي واحدة من أسباب التمزق والانغلاق تجاه بعضنا البعض ، بينما الحاجة والضرورة والمصلحة العليا تقتضي الترفع والسمو وتغليب مصلحة الجنوب والجنوبيين فوق كل المصالح الشخصية والأنانية ، وما هو مطلوب اليوم من الجميع هو نقد الذات والتنازل عن الشطحات للبعض والانطلاق إلى آفاق أوسع لوطن قادم ، يستظل بظله الجميع تبنى فيه دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية .. إن ما آل إليه وضعنا الجنوبي من الحال الكارثي سببه الرئيس سيل (العرم وحده) الذي شمل ولم يخص وجعل الكل تحت وطأة المعاناة الواحدة حتى بلغ السيل الزبى والقلوب الحناجر ، لهذا فإن اصطفافنا هو الضمانة الأكيدة لخروجنا من مأزقنا،  دعوا الماضي بكل تفاصيله في ذمة التاريخ،  فقط نستخلص منه العبر والدروس.

 والله الموفق.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص