آخر تحديث :الثلاثاء 11 مارس 2025 - الساعة:07:12:06
"الجامع" ممنوع اللمس
فضل مبارك

الثلاثاء 00 مارس 0000 - الساعة:00:00:00

"الجامع" مساحة "مقدسة" و"مسمى شريف" ممنوع اللمس أو الاقتراب منه..إن لم تكن مع "الجامع" وضمن "حملة المباخر" فأنت ضد الجامع.

يسعى "الجامعيون" إلى كسب عداوات مع أطراف أخرى وقوى وطنية هم في غنى عنها في الوقت الحاضر.

لا يريد أصحاب "الجامع" أن يستوعبوا بأنهم جزء من نسيج سياسي وسط تنوع مجتمعي متماهي.. يوهمون أنفسهم ويحاولون تسويق هذا الوهم على أنهم "الكل" وما عداهم "أقزام" من قوى وفصائل.

لا يمكن نكران أن "الجامع" موجود ولا نريد أن نعطي له نسبة صغرت أو كبرت، لكنها تظل محدودة في إطار هذا التنوع السياسي الجنوبي، وبالتالي فإن ما يعمل على زعمه البعض من أن كل مكونات أو معظم مكونات الحراك وفصائله قد اندرجت في إطار "الجامع" وأن السواد الأعظم أو الشعب الجنوبي كله يبارك "الجامع" ويؤيده ويقف خلفه.. فذاك ادعاءٌ باطل ولا يستقيم أو يستند على حقائق.

لذلك فإن إصرار البعض من "أهل الجامع" على أن "الجامع" مبرئ من أي أخطاء أو تجاوزات أو تجيير وأن أي نقد يوجه له يعد اعتداء على "ثوابت" وطنية وخيانة للجنوب وقضيته.. وأنه ينبغي على الكل ودون استثناء أن يسيروا في ركب "الجامع" معصوبي العينين مكتوفي اليدين.

من حق الناس أيا كانت توجهاتهم وآرائهم ومشاربهم أن يقولوا رأيهم وينتقدوا ما يرون أنه اعوجاجا في "مسيرة الجامع" ومحتواه وما يسعى إليه.. ويتوجب على القائمين على اللجنة التحضيرية للجامع واللجان الأخرى استيعاب ما يطرح بدون حساسية أو تربص أو تشخيص أن لا يجعل البعض من أنفسهم حكاما وينصبون المحاكم لشنق الآراء المعارضة، أو المختلفة مع "الجامع" في اطار التنوع السياسي الجنوبي، ومع أن تلك القوى القائمة على "الجامع" تقول بأن "الجامع" هو إطار وطني يستوعب الكل ولا يقصي أحدا فإن ما يدور خلف الكواليس وما يتسرب يلغي هذه الفرضية ويعطي دلائلا بأن هناك حالة تهميش وإقصاء.

قلنا ونكرر أننا نتمنى النجاح للمؤتمر الجنوبي الجامع وفقا ومعطيات وطنية حاصنة للجميع وغير محصورة على "نوع" سياسي معين ليتسنى له أن يجعل من نفسه مشروعا منقذا ، يُخرج الجنوب من أزمته التي تخنقه ويعاني منها وتعمل على تأخير حل القضية الجنوبية وهي وجود كيان سياسي متوحد أو قل متوافق ولو بالحدود الدنيا ، لكن يبدو أن الخبرة السياسية لدى المسيرين للجامع لا زالت محدودة أو منحصرة في زاوية غير منفرجة على كل الآراء والميول.

ولذلك فإن الخوف بأن يتحول "الجامع" من "حاضن وطني" إلى مكون ثوري في ظل جملة من المعطيات وفق أطروحات مقربين ومقصيين ومُقالين من قوام اللجان العاملة يظل واردا إلى أن يثبت العكس.. ولا جدوى من حالة السعار التي أصابت البعض ممن نصب نفسه محاميا على الجامع بدلا  من التعاطي مع أي رأي آخر، لأن ما ينفع الناس يمكث في الارض ...( فأما الزبد فيذهب جفاء ) صدق الله العظيم.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل