آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:00:28:26
لن يطول الانتظار .....
جيهان ماجد

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

لا زالت المواقف في الجنوب العربي تدور على طريقة أم الصبي ، التي نسبت قصتها إلى الكثيرين عبر التاريخ ،وفحواها أن امرأتين تنازعتا أمام حاكم عادل صالح على نسبة أمومة وليد صغير لإحداهن حتى تنازلت بعد مجادلات الام الحقيقية مؤقتا" عنه لكي لا تخسره ويخسر نفسه ولكي يكبر وتستمر حياته امام عينيها، مع علم الام المزيفة بحقيقه الوضع، عندها وبحكمة العادل اصدر الحاكم حكمه بنسبته الى الام الحقيقية ورده اليها، مع تأخر الحكم العادل في قضية الجنوب العربي تنطبق حال الام الحقيقية على حال كل مرجعياته ومكوناته ، فهم ما زالوا يتحركون سلميا" لكي لا يخسروا الارض والسماء ، ولكي يجنبوا بلادهم الخراب والدمار، وهذا هو موقف العقلاء أمام الظالمين وموقف المضحين امام الغاصبين ، وهؤلاء وان امعنوا في الظلم والطغيان فلا بد لشمس الحقيقة والحرية ان تسطع اخيرا" على ايدي رجال يجيدون صناعة الانتصارات وبناء الأوطان الحرة والنفوس الأبية وما اكثرهم في امتنا العربية و بين ابناء الجنوب العربي .

إن مشكلة الجنوب العربي ليس في تخاذل شعبه أو قياداته ، ولكن من تدخل وتغطرس ذوي القربى ، وكلاء الأرض المزيفين ، ذوي الأيادي السامة القاتلة التي لم ولن تسمح بأن يقوم بناء في الجنوب العربي وان تتكاتف الأيدي لأجل اختيار من يتمتع بخصال ومزايا تؤهله لتسلم راية قيادة المسيرة على أساس متين ، وعلى طريقة الأم الحقيقية فقد تأجل هذا الاختيار للمحافظة على كل من هو مؤهل لموقع القيادة ذلك "خوفا عليه من غدر المتربصين للجنوب ، عليه وعلى الاساس من ان يقتلع من جذوره فنخسره ونخسر الاساس معا" وبالتالي تتأخر فرصة من فرص إعادة كامل الحقوق امام كثرة الطامعين والحاقدين والغاصبين والاهل المزيفين .

إنها حكمة الشعب الجنوبي الذي ما زال يحافظ على ترابطه وتماسكه امام هذه الريح التي تهب عليه منذ ما يقارب العشرين عاما" محاولة تغيير الواقع وطمس التاريخ وسلب الحاضر والمستقبل ، حكمة تؤهله لكسب الجولة الاخيرة ولو تأخر الحسم ، و هي تتجلى في مواصلة التحركات والنضال بسلمية تامة وبإرادة قوية لن تركع امام الظلم ولا الارهاب ولا التسلط ، ولو انحنت امام الريح ،فستصل قريبا" بهدوء وبدون خسائر فادحة الى انتزاع حقها من اياد غاصبة مزيفة ، اي بدون ان تخرب ارضها ودورها ونفوس ابنائها.

لم يتكلم التاريخ عن الابن ولا على الام المزيفة بل عن الحاكم العادل الصالح والام الحقيقية التي ضحت من اجل مستقبل ابنها وحياته، لن يذكر التاريخ الا حاكما" عادلا" يعرف بوصلة الحق ومناضلين مضحين بحياتهم من اجل رفعة بلادهم وابنائها .

دام الجنوب العربي دام بنضال شعبه ولن يطول الانتظار.

* (كاتبة لبنانية)

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص