آخر تحديث :الاثنين 18 نوفمبر 2024 - الساعة:23:53:58
مشي حالك….!
حليم امان

الاثنين 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

رغم معرفتنا بتواضع ما لدينا مقارنة بما لدى الآخرين من حولنا إلا أننا نعيش على أمجاد غابرة وأوهام وأحلام فاترة تدل على عجزنا عن بلوغ أعلى المراتب التي تحقق لنا أحلامنا وتجنبنا المصائب..!

أحلام تجعلنا نعيش الواقع بدلا عن التباكي على المجد الضائع.

نقول اليمن الخضراء وهي ولا في بأبوها متنفس أخضر ولا خضرة سوى كيلومترات قليلة في إب ومناطق أخرى لم يزحف بعد إليها البناء العشوائي القبيح الذي أباد كل شيء مليح…! الباقي صحراء جرداء خاوية على عروشها في اليمن السعيد الذي نتشدق به ظلما و عدوانا و زورا نحتسيه و بهتانا… لم نذق طعم سعادته ولا عنبه ولا مع العسل أكلنا فتته..!

مشي حالك…

كافتيريا مترين في مترين على مدخلها لوحة تقول هنا جنة الفواكه وليس لديها سوى عشر حبات ليم يابس و ما نجو معزرط ضربهم الريح وقدهم يابسين و كأنهم من بقايا سنين..!

مشي حالك..

صاحب دباب مشقدف من كل جهة و معلق جزمه و لاصق  يقول عين الحسود فيها عود! عود في عينك وعود في عين اللي خلفوك وما عرفوا يربوك ..أيش كنت باتعلق لو كان عندك فراري والا بورش وأنت أول المخالفين في عكس خط السير يا اللي تمرح مع الطير!! وطارح تحت الكرسي صميل يا مرسي جميل!

مشي حالك…

مطعم يعلق لوحه تقول لدينا أشهى المأكولات الشرقية والغربية ولما تسأله عندك بيبر إستيك يقولك ما هو يا خبير  ع تسلت أو الباب قدامك! إلهي.. ما تسقط اللوحة على راسك و (أقدامك)!

مشي حالك...

كل أطفالنا الضيوف في برامج الأطفال تسألهم المذيعة أيش تشتي تكون في المستقبل يا بطل؟ يرد عليها الأول أنا دكتور والثاني أنا مهندس والثالث أنا طيار وهكذا... أحلام في أحلام وهو يعرف أنه يا دوب يخلص الإعدادي أو الثانوي وبسبب ظروف أسرته بايخرج من المدرسة عشان يساعد أبوه في بيع القات في الكشك أو يبيع جعالة في بقالة!

مشي حالك…

تلاقي نفس الأطفال في برنامج  الأطفال في دول متقدمة وكل طفل يعبر عن ميوله و أحلامه بدون تلقين من الأب أو الأم… واحد يقول أشتي أكون حلاق والثاني يقول  أشتي أكون خباز و آخر يقول اشتي أكون سائق باص أو قطار أو حتى سباك مثل أبيه! ..أحلام بسيطة وخالية من العقد والزيف لمهن نحن نعتبرها دونية وما دانية إلا أنفسنا المليئة بالزيف ورائحة الجيف..!

مشي حالك…

أحلام الغرب تعرف طريقها للتحقيق لأنهم يعرفون امكانياتهم الحقيقية وامكانياتهم الخاصة ويكيفون أنفسهم عليها وعلى من حولهم فلا يصدمون ولا يصدمون..

فارحمونا يا من لا ترحمون ولن ترحمون.. !

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص