آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:00:28:26
عدن حاضرة الجنوب
جيهان ماجد

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

عدن حاضرة الجنوب ، حارسة المحيط خزانة الدرر،  عبير العراقة والتاريخ .. هدأت حروبك ولم يهدأ محبيك، لا زالت ساحاتك تنبض حرية وتتنشق عبيرها وتتجرع جرعات الأمل ،لا زالت القلوب تتناصر تتفاهم على خطى نبض البطولة والكرامة ،لا زالت الأيدي متشابكة تعمل بقبضة رجل واحد للبدء ببناء صروح النصر ،لا زالت العيون شاخصة تنتظر انبلاج الصبح المشرق من تضحيات وشهداء عدن  لؤلؤة الجنوب ، حاضنة الأحرار ، صانعة الأبطال وصنيعتهم ، استجديك مواصلة المسيرة بدون التطلع إلى أصحاب الفتن ، إلى المتربصين بك ليمنعوا عنك الانجازات ، لا تكترثي  للمتصيدين بالماء العكر فهم يريدون تغير مسار افترائهم عليك  ليستمر درب العذاب والاشواك والضياع وليغسلوا أيديهم من دمائك وآهاتك واوجاعك  باسم الدين مره وباسم الأخوة أخرى وباسم الانسانية تارة بعد أن  أذاقوك مرا" وعلقما" لسنوات وسنوات . استجديك أن تمدي يدك للبناء وليس للحرب أن تمدي يدك لتوقِفيهم عند حدهم وأن تضعي الصيغ والحلول والتفاهمات لصنع وتجسيد الأحلام ، وأن تمدي يدك لكتابة تاريخ مشرق بكل هدوء وبدون استفزاز ، استجديك أن تكوني القدوة في التخاطب واحترام الرأي والرأي الآخر وتشكيل الاختلاط الراقي  على أساس الحقوق والواجبات، استجديك أن تنجحي في التحاور مع من مد يده إليك واثقا" من نواياه الصادقة تجاهك ، بأن تمدي له يدا" واثقة قوية في موقفها وتطلعاتها وحسن نيتها وعمق تجربتها لتنحي عنك الكأس المر والشراك السامة التي يريدون إيقاعك فيها ، أرجوك ألا تستجيبي لدعواتهم فبعد أن دفعت الثمن غاليا" جراء اعتدائهم على الحجر  والبشر والنفوس ، ووقفتي شامخه عزيزه مكرمه، لا تسمحي لهم بأن يستدرجوك لدفع ثمن أغلى وأحقر ، بأن تتوشح تضحياتك بتاريخ أسود مظلم تحكمه الغريزة والعصبية القاتلة . عدن درة الجنوب العربي استميحك عذرا" فليس الان وقت النصائح  ولم تنزعي عنك بعد شاراتك السود ولم تتنفسي الصعداء ولكن في قلبي آمال وآمال ما استطاع القلم ايرادها، آمال بأن تثمر معاناتك حرية وحقوقا" كانا مسلوبين ومغتصبين، آمل أن   تلمي أبنائك وتؤويهم في ظل حكم عادل حكيم يراعي مساواة واحتراما" لكل مكونات شعبك التواق للبناء والحياة ، وأن يعيد بناء جنات تكلم عنها كتاب عزيز جنات تروي ظمأ القلب والعين والأذن والنفس .

عدن أتوجه إليك بمشاعر صادقه ومن خلالك أتوجه إلى كل الجنوب العربي الذي عانا ما عانا من ظلم ذوي القربى ، انظري من حولك فكل شقيقاتك العواصم والحواضر التي تعاني اليوم وتتخبط في مخاض عسير لا تعرف نهايته ومدى زمانه ونتائجه، عفوك إن كنت لا تشعرين بما أتوجه به إليك إلى كل فرد مناضل صادق فليس لأنك لا تشعرين بل لأنهم خدروك وحيروك ، أرجوك انهضي معافاة سليمة الرؤيا والرؤى لتزهر أيامك وأيام الجنوب العربي .

* (كاتبة لبنانية)

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص