- الرئيس الزُبيدي يزور مقر قيادة القوات المشتركة بالعاصمة السعودية الرياض
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الاثنين بالعاصمة عدن
- الأرصاد تحذر من اضطراب مداري في بحر العرب
- بين العجز والارتفاع.. رحلة مؤلمة لأسعار العملات في الأسواق اليمنية!
- سفن أمريكية بمرمى نيران الحوثيين.. رسالة إيرانية لـ"صانع القرار" في واشنطن
- نقيب الصحفيين الجنوبيين: نمد أيدينا لكل من يشاركنا ويساعدنا على تحقيق هدفنا
- الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات
- مطالبات للحوثيين بالإفراج الفوري عن طاقم السفينة جالاكسي
- إعلان تشكيل قيادة "مؤتمر مأرب الجامع" والأخير يحدد هويته واهدافه
- محافظ لحج يشدد على متابعة وإزالة التعديات على أراضي الدولة
الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
الهزيمة الثقافية التي منينا بها خلال العقدين الماضيين لا يشببها أي هزيمة ، هزيمة فاقت هزيمة صواريخ 94 بكثير ، الهزيمة العسكرية يمكننا تجاوزها ببناء جيش وطني قوي ، بيد أن الهزيمة الثقافية لا يمكن لنا أن ننتصر لها إلا مع مرور سنوات طوال يتم فيها غرس فكر مواجه للفكر العقيم الذي زرع في الجنوب منذ العام الأسود- 94 - ونحصد ثماره اليوم ..
منذ عام 94 شكل الجنوب مساحة مفتوحة لكل القوى القادمة من خلف التاريخ للعمل على بناء جيل جنوبي لا يربطه بين تاريخه وثقافتة الماضية بالحاضرة شيء ويرى أن ماضيه مأساوي وأسود ولا يجب أن يكون محل فخر، وفعلاً نجحت تلك القوى -التي تلبس عباءة الدين – في بناء جيل ما يربطه في الجنوب هو تاريخ ميلاده وباقي تفاصيله وثقافته لا يمكنك تصديق أنها جنوبية، حتى الشكل والملبس تغير.
تمارس القوى التي غزت الجنوب ابان الحرب انتقاماً ثقافياً وفكرياً ضد هذا الجيل وضد النظام الذي حكم الجنوب عقب نيل الاستقلال الوطني من بريطانيا في 63 ،يلاحظ بروز جيل جديد لا يربطه أي صلة بثقافة وهوية الجنوب ..
بداية التطرف الديني ..
عرف عن الجنوب وعن حضرموت بالذات ارتباطها الوثيق بالدعوة الإسلامية حتى وصلت إلى مختلف البلدان العربية والأسيوية.
عقب الحرب التي انتهت بانتصار الطرف الشمالي ، شكلت هذه الهزيمة بداية لدخول القوى الدينية التي شرعت لاجتياح الجنوب بالإضافة للقوة العسكرية ، وخلال العقدين الماضيين عملت تلك القوى على تشكيل بيئة جديدة داخل الجنوب واخترقت الكثير من المناطق حتى الريفية مستغلة الفقر والأخطاء التي ارتكبها نظام الحكم في الجنوب سابقاً للترويج لنفسها، وبالإضافة إلى أنها اتخذت من الدين سلاحها للتوسع في كل مناطق الجنوب، انطلاقاً من محاربة الانفتاح والروح المدنية التي عرفت بها دولة الجنوب السابقة .
لم يعد من صالحنا إنكار البيئة الجديدة التي تشكلت خلال عشرين عاما في الجنوب، وهي على استعداد لمجابهة أي مشاريع لا تخدم صنعاء أو الأطراف الإقليمية والمحلية التي تعمل لصالحها.
هذه البيئة التي تشكلت ولائها لرجال دين الشمال لديها صراع طائفي في الشمال مع بعضها البعض ، فمثلاً صراع الحوثي ودماج ، شاهدتم جميعكم ، كيف تم الزج بمئات من الشباب الجنوبيين في هذه الحرب القذرة بسبب هذه التعبئة الدينية التي نشئت في الجنوب منذ سنوات ، وستشاهدون ايضاً كيف سيتم التجهيز والحشد للاقتتال مستقبلاً والزج بالجنوبيين في هذه المعركة الخاسرة .
ومن هنا يبدأ توريط الجنوب والجنوبيين في حرب طائفية، والصح كان يجب ان نكون في معزل عن كل هذه الصراعات الشمالية والتي تريد جرنا إلهيا ، وأن نرفض أن نكون أداه بيد أي قوى دينية سواء للحوثي أو لدماج ، ومستقبلاً ربما يكون هناك لاعبين جدد .
يجب علينا في الحراك الجنوبي العمل على التحذير من المشاريع القادمة من رجال دين الشمال وتوعية الشباب إلى عدم الانجرار وراء هذا المرجعيات التي تعمل لصالح أطراف محليه وخارجيه، وتعمل ليل نهار على تدمير الجنوب اجتماعياً وثقافياً .
وهذا الجماعات الدينية التي تتبنى نفس الفكر هي مشكلة الجنوب الحقيقة التي ستقف عائق امام بناء الدولة الجنوبية المستقلة والمستقرة، والمشكلة ايضاً تكمن ، في غياب الاستراتيجية في كيفية التعامل مع مثل هذه الجماعات.