آخر تحديث :الجمعة 12 يوليو 2024 - الساعة:02:47:49
باريس تحت ا?مطار و لكن غزة تحت القنابل
د. ليلى علي عقيل

الجمعة 00 يوليو 0000 - الساعة:00:00:00

جو مشحون بالتوتر و الحماس ، تشعر به ما أن تطأ قدماك  مترو ا?نفاق المتجه نحو ( دانفر روشرو) أخيراً ستنطلق في باريس مظاهرة يوم السبت 2 أغسطس، مظاهرة تطالب بمقاطعة إسرائيل و إدانتها .. زاد توتر الخارجين من المترو عندما أنقضت مجموعة من الشرطة الفرنسية على شباب  يعتمرون   الكوفية الفلسطينية، ذهب الكثير منا يسأل عن السبب  قيل لنا أنه سيتم تفتيشهم من باب ا?حتياط ، الإجراءات ا?منية كثيفة هنا،   أعمال الشغب ? زالت في ا?ذهان و  لم تسمح الحكومة الفرنسية بهذه المظاهرة إلا بعد أن تم ا?تفاق على أن تقوم قوات أمن و حراسة تابعة للحزب الإشتراكي الفرنسي و لأكبر نقابات فرنسا اليسارية بترتيب أمر هذه المظاهرة و الإشراف  عليها. ما أن تخرج من مترو ا?نفاق المظلم إلى ساحة (دانفر روشرو) حتى تفاجأ بأجمل منظر كتل من البشر تتجمع تلقائياً  و أعلام  فلسطينية ترفرف في كل مكان و هتافات تردد هنا و هناك، ثم تلتحم   هذه الكتل و تنصهر في  مجموعات كبيرة لتصبح أنت جزءاً صغيرا ًمنها و ?ول مرة تردد بصوت عالِِ مع ا?لف من الحناجر و ا?فواه ما  يجيش به  صدرك ،إسرائيل فاشية إسرائيل صهيونية إسرائيل إرهابية ، كلنا فلسطينيون، غزة   ستنتصر غزة ستعيش، من باريس إلى غزة قاوموا قاوموا،  ثم تدهش و أنت تسمع  شعارات باللغة العربية، تظن انها  قد ولت بلا رجعة، و لكنها هنا عادت بحماس  كبير: بالروح و الدم نفديك يا فلسطين ..

تلتفت حواليك فترى أسر بأكملها حضرت مع أطفال بعضهم رضع، حمل بعضهم أعلام بلدانهم كالجزائر و المغرب و تونس و فرنسا،، و أناس من كل الفئات و ا?عمار و الجنسيات، و نساء  مسنات فرنسيات و عربيات يمشون معنا بصعوبة و لكن بتصميم ،  كل يعبر بطريقته، منهم  من حمل شعارات بسيطة كتبت بخط اليد ، و منهم  من حمل وردة أو  لعبه رمز ?طفال فلسطين ، و هناك من لبس كفن أبيض ملطخ بالدم ، و اعتمرت  ا?غلبية الكوفية الفلسطينية. جابت المظاهرات شوارع في قلب باريس تعج، و في نهاية عطلة ا?سبوع، بالناس و ا?سواق  والسيارات و رغم أن أغلب الشوارع أقفلت لتمر المظاهرة إ? أن المتظاهرين لم يتركوا فرصة لتُسمع أصواتهم ،  فأصوات الهتافات كانت  ترتفع فجأة، كما حصل عندما وصلت المظاهرة حي (ممبرناس )المشهور، حيث المقاهي و المطاعم و دور العرض و  العلم  الفلسطيني الكبير  الذي يحمله   عشرات الشباب ارتفع فجأة في الهواء ليراه جميع العابرين من فرنسيين و سياح، و ? تملك إلا أن  تشعر بالفخر  بشباب وعيّ تماماً دوره فالرسالة يجب أن تبلغ و العالم الغير مكترث يجب أن يرى و يفهم و يسمع . كان هناك من يبلغنا، بلوح مكتوب  ارتفاع عدد المتظاهرين تدريجياً فتزيد حماسة الناس حتى وصل عدد المتظاهرين  الساعة 5 عصراً إلى 13 ألف .و 500 متظاهر رفضت الشرطة أن تلتقي مجموعات المتظاهرين في نهاية المطاف و هي ثلاثة مجموعات و حاولت  تفريق الناس دون أن تنجح في ذلك  ،ثم انهمر المطر غزيراً بارداً و بدأ التذبذب بين المتظاهرين و هنا تغير الشعار بذكاء فردد الجميع باريس تحت ا?مطار و لكن غزة تحت القنابل  فثبت المتظاهرون  حتى النهاية .

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص