
أصبح الجنوب محل أنظار الجميع خارجياً بعد انتفاضة الثامن والعشرين ، وأضحى في عيون العالم الخارجي والدولي والإقليمي وأصبح يتمتع باهتمام عربي ودولي ..
فبعد الثامن والعشرين تحركت الكثير من المياه السياسية الراكدة في طاولة الأمم والإقليم الدولي وأصبح محل إعجاب واهتمام الكثير من الدول الخارجية والإقليمية والأوروبية .
من ثمار انتفاضة الثامن والعشرين من يناير :
انتقال الجنوب من قوقعة الداخل إلى العالم الخارجي والدولي وأصبح في عيون العالم ومحل اهتمام العالم ..
فتح قنوات حوار واتصال مع العالم الخارجي واعتبر الجنوبي والمجلس الانتقالي ممثلاً سياسياً لدولة لها وزنها وثقلها وحجمها على الواقع الخارجي وفي الأرض المحلية.
فتح اعترافات دولية واضحة كانت تدور من تحت الطاولة الأممية.
جعل الجنوب الحلقة الأقوى والأهم في الأزمة اليمنية ولا حل بدون تقرير وإعلان مصيره أرضا وإنسانا .
فتح الثامن والعشرون آفاقا وأبوابا مغلقة على العالم العربي والدولي وأضحى الجنوب وممثله المجلس الانتقالي في عيون العالم ( أوروبي - دولي - عربي ) .
وفرض نفسه وأجبر العالم والمجتمع الدولي على الاعتراف لإعادة حقوقه ودولته ومؤسساته واعتبره قوة فرضت نفسها على الأرض .
التحديات والمنغصات :
وجد الجنوب نفسه أمام تركة من التحديات والمنغصات التي خلفتها حقبة زمنية من الحكم العائلي والكهنوتي الملكي وأمام نظام لم يترك شيئاً في الجنوب إلا ودمره وخرب كيانه .
يعج الجنوب بالتحديات والمنغصات والعوائق والمطبات التي تركها نظام احتلالي طيلة وحدة لم يعرف الجنوب منها إلا الفساد والخراب والدمار وتحطيم كل مقومات الحياة الإنسانية والاقتصادية والسياسية والسلم والنسيج الاجتماعي .
يقف الجنوب وممثله الشرعي المجلس الانتقالي على الكثير من التحديات والمنغصات التي تواجه عمله وبناء وتكوين دولته ومن تلك التحديات والمنغصات :
تدمير المؤسسات العسكرية وتحطيم الجيش واغتيال كوادره وتصفية الصفوة من السياسيين والعسكريين والمثقفين والاقتصاديين في عملية تدمير ممنهج ومدروس ومخطط له .
نهب وتدمير وخراب واستيلاء على المؤسسات الحيوية من مصانع ، حيث عمل الشمال على نهب وتدمير ما يقارب 350 مصنعاً حيوياً يرفد الاقتصاد في الجنوب ، وقام بتشريد القوى العاملة وتحويلهم الى بطالة .
ضرب البنية التحتية وتدهور أداء عملها من مدارس ومستشفيات ومرافق عامه ودوائر حكومية.
افتعال مشكلات الوقود وتهريبه وبيع الغاز وتعطيل المنشآت الحيوية مثل الميناء والمطارات ومصفاة النفط في " بلحاف " .. وغيرها من المنشآت الحيوية .
مشكلة المرتبات المدنية والعسكرية حيث يعاني الموظفون مدنيون وعسكريون من انقطاع دام قرابة عام من للمرتبات في ظل بذخ وبذر فاحش في الحكومة ونهب أموال الجنوب .
مشكلة الكهرباء والمياه وإعادة الإعمار وما خلّفه الحرب واجتياح المجوس للجنوب من دمار وخراب .
كل ذلك من أهم التحديات التي تواجه الجنوب في قادم الأيام ويعمل ويسعى من أجل التخلص من كل تلك التحديات والمنغصات والعوائق والعراقيل التي تقف أمام خط سيره .
الجنوب والعالم الخارجي والعربي :
لم يبقَ أمام الجنوب والعالم الخارجي من حواجز تفصله عن دولته والأخذ بيده وانتشاله من تركة نظامية عائلية فسادة كهنوتية سوى بعض الخطوات التي ستغير مجرى ومنحدر الخارطة وترسم ملامح المنطقة أكثر وضوحاً وواقعاً على الأرض والسياسة المطلوبة ، ومن أهم تلك الخطوات هي :
الاعتراف الرسمي بدولة الجنوب وشرعية المجلس الانتقالي دوليا وإقليميا وفي طاولة الأمم وأنه الممثل الشرعي والمفوض من قبل شعب الجنوب باستعادة وإعلان دولته .
حوار الند بالند مع الشمال وفي دولة محايدة ويكون حوار دولة بدولة .
تشكيل لجنة دولية وصندوق دولي لإعادة إعمار الجنوب .
دعم الجنوب عسكريا ولوجستيا في مكافحة الإرهاب وتأمين حدوده بريا وبحريا وجويا والتصدي للتمدد الإيراني وكبح حضوره في الملاحة المائية والممرات الدولية .