آخر تحديث :الاربعاء 12 مارس 2025 - الساعة:15:32:57
كيف انتصرت عدن والجنوب وكسب التحالف والشرعية وخسر الإخوان ؟!
(الأمناء / كتب / رائد علي شايف :)

مثّلت أحداث  عدن الأخيرة نقطةً محوريةً غاية في الأهمية وصل صداها إلى أبعد الحدود ، وأفرزت واقعاً جديداً ومغايراً عما قبله خرجت منه بعض الأطراف بنتائج  إيجابية ولو بنسب متفاوتة ، فيما منيت أطراف أخرى بخسارة كبيرة..  دعونا نستعرض كل ذلك في ميزان الربح والخسارة كوجهة نظر تتطابق وإفرازات واقع الأحداث ..

 

الانتقالي وعدن والجنوب وقضيته..

لعل ما أقدم عليه المجلس الانتقالي الجنوبي من خطوة على أرض الواقع كانت فرصة مناسبة لإبراز الميزات التي يتمتع بها واقعياً وإثبات حجم الالتفاف الشعبي الذي يحظى به ، وهو بذلك قد أوصل رسالته إلى كل الأطراف المناوئة له ولمشروعه السياسي مفادها "أننا باستطاعتنا قلب كل الموازين في أي لحظة وكسب الرهان مهما كلف ذلك من تضحيات ، ولولا وقوفنا في صف التحالف واحترامنا لمهامه الحالية في اليمن لمضينا قدما في سبيل تحقيق أهدافنا المشروعة ، ولهذا كانت التهدئة الحالية استجابة لنداء الأشقاء الذي تفهموا لمشروعية مطالبنا وأدركوا حجم ما نتمتع به من حضور على أرض الواقع "..

هذا المكسب الهام الذي حققه المجلس الانتقالي فرض على التحالف الاعتراف به كممثل لشعب الجنوب .. وفي المقابل فإن تلك الخطوة أوصلت صدى المطالب الجنوبية إلى أبعد النقاط وتناقلتها كبرى وسائل الإعلام ،  ناهيك عن تفهم وتجاوب الدبلوماسية العالمية مع تلك النداءات بعد سنوات طويلة من نضالات الشعب الجنوبي في مختلف الساحات والميادين دون إحراز أي تقدم يفضي إلى تفهم خارجي لتلك المطالب..

ولعل مدينة عدن هي الأخرى قد حققت الانتصار المؤزر في الأحداث الأخيرة تمثل ذلك في إخماد اشتعال النيران ووأد الحرب التي اشتعلت بعد الاستجابة المطلقة لسلمية عدن وأهلها واستشعار الجميع بأهمية استمرار الهدوء والسكينة في الشارع العدني المنهك بفعل السياسات الحكومية الغير سوية والأعباء المترتبة عن آثار الحرب التي شهدتها المدينة وبقية المدن الأخرى مطلع العام 2015م، كما أن المدينة تخلصت من كمية العتاد العسكري والترسانة التسليحية التي كانت بحوزة من يضمرون لعدن وأهلها الشر في انتظار ساعة الصفر لاستخدامها لقتلهم وإرهابهم والاستيلاء على مقدرات وخيرات مدينتهم تنفيذاً لأجندات أسيادهم الواهمون باستعادة السيطرة على عدن والجنوب مرة أخرى..

 

التحالف والشرعية

وإذا ما تناولنا طرف التحالف العربي وما جناه في هذه الأحداث فإن أبرز تلك المكاسب تمثلت في كشف الوجه الحقيقي لعصابات الإخوان وزيف ما يدّعونه بالوقوف إلى جانب دول التحالف واستخدامهم للدعم العربي لجبهات القتال في الشمال في غير محله  ، ويتمثل ذلك في سعيهم لتفجير الأوضاع عسكريا في الجنوب لتسهيل مهمتهم في بسط السيطرة على الجنوب خدمة لأجندات إخوانية إقليمية معاكسة لتوجهات التحالف العربي، الأمر الذي مكّن التحالف من تقليص  ذلك التواجد الإخواني عبر إزاحتهم من معسكراتهم واستبعاد قاداتهم وهو ما يحد وينهي من أي أدوار إخوانية مستقبلية في عدن والجنوب ولو على المنظور المستقبلي القريب.

وكانت شرعية الرئيس عبدربه هادي هي الأخرى قد حققت المكسب في أحداث عدن تمثل ذلك بتحريرها من قبضة العباءة الإخوانية ولو بالحد الأدنى ، وهذا يعد نقلة نوعية لتخليص هادي وقراره السياسي  من هيمنة المحسوبين على حزب الإصلاح على طريق التخلص النهائي من تلك القبضة الحديدية.

 

الإصلاح .. الخاسر الوحيد

وفي المجمل العام فإن الجميع قد خرج من هذه الأحداث منتصراً باستثناء حزب التجمع اليمني للإصلاح الواجهة الإخوانية في اليمن الذي تم قصقصة أجنحته العسكرية في عدن بعد سنوات من البناء السري لمليشياته المدعومة من حركات ودول الإقليم الإخوانية في سبيل قلب المعطيات لمصلحتهم في الجنوب ومستفيدين أيضا من الثقة والدعم اللا محدود الذي يتحصلون عليه من دول التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية بغية تحرير الشمال من التواجد الحوثي، ولهذا فقد افتضح أمرهم وبان زيف ادعاءاتهم ، وبالتالي عرف الجميع حجم الضربة القاصمة التي تلقوها من خلال وسائلهم الإعلامية التي لم تتوقف حتى اللحظة من البكاء على اللبن المسكوب وتسخير أبواقهم لكيل أقبح أشكال القدح والشتيمة بحق قادة المجلس الانتقالي والتحالف العربي وأبناء الجنوب بمن فيهم الرئيس عبدربه منصور هادي.


ريال
مدريد
ضد
اتلتيكو
مدريد
بث
مباشر
مشاهده
مباراه
يلا شوت
لايف
كوره
ريال مدريد
اتلتيكو مدريد
اون لاين







شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل