
في صبيحة يوم ( الاثنين ) من العام الماضي الموافق 30 يناير من عام 2017م ودعنا بقلوب مكلومة مؤمنه بقضاء الله وقدره وودعت معنا حينها مدينة عدن الباسلة وكافة آل الجيلاني في الداخل والخارج عميد أسرتنا والدنا الحبيب والغالي المرحوم السيد/ مراد علي الجيلاني ( طيب الله ثراه ) والذي وافاه الاجل عن عمر ناهز ال ( 70 ) عاماً وذلك بعد حياة حافلة بالعطاء والعمل الوطني والنضالي والانساني والاجتماعي والجماهيري والنقابي المتميز ، حيث تم مواراة جثمانه الطاهر الثرى بمقبرة القطيع بمديرية صيرة عقب الصلاة عليه بمسجد ابان بكريتر - عدن .
والفقيد الراحل والدنا الحبيب والغالي ( طيب الله ثراه ) عموماً من مواليد ( عدن ) في 28 فبراير 1946م ، وهو أب لاربعه ابناء اكبرهم -- العبدلله -- كاتب هذه السطور واصغرهم الفنان الشاب والواعد / أيمن الجيلاني وابنتان .
كانت آخر وظيفة شغلها الفقيد الراحل والدنا ( طيب الله ثراه ) وقبل تقاعده ووفاته هي وظيفة ( مدير الرقابة والتفتيش الداخلي والمتابعه ) في الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة - فرع عدن ، ولمن لايعرف الكثير عن السيرة الذاتية للفقيد الراحل ( والدنا ) من جيل اليوم فانه كان يعتبر من الشخصيات الوطنية والعدنية الاصيلة والذي تعود اصول اسرته الى ولي الله الصالح / السيد الشيخ عبدالقادر الجيلاني ( رضي الله عنه ) .
وليس امتداحا في خلقه واخلاقه وانما من باب الاعتراف والاقرار بما يكنه له كل من عرفه من محبة واحترام وتقدير .. فقد عرف الفقيد الراحل ( والدنا ) طيب الله ثراه بين الناس بالاخلاق العالية وحسن التعامل مع كل الناس بما فيهم بعض اولئك الذين اختلف معهم او اختلفوا معه احيانا في الرأي ، ولذلك فقد كان ( طيب الله ثراه ) يحظى بقاعدة شعبية واسعه واحترام الصغير والكبير له وذلك منذ بدايه انخراطه وفي وقت مبكر من حياته بالعمل الوطني والنضالي في الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني عن طريق القطاع الطلابي وتأطره لاحقاً بجبهة التحرير على يد المناضل والشخصية الوطنية المعروفة في عدن السيد ابوبكر محمد احمد ( السقاف - العيدروس ) وغيره من مناضلي جبهة التحرير الذين زاملهم ، مروراً بانخراطه بالعمل الجماهيري عن طريق ماكان يعرف بمنظمة لجان الدفاع الشعبي منذ تأسيسها بداية السبعينيات حيث شغل فيها اكثر من منصب قيادي ابتداءا من رئيس وحدة سكنية مرورا بعضوية لجنة الحي وانتهاءا بوصوله لمنصب سكرتير ثاني للرقابة والتفتيش فيما كان يسمى بالقيادة الوطنية ، كما كان له بالمقابل ايضا اسهامات نقابية وعمالية فاعله في اطار العمل النقابي كممثل لنقابة موظفي الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبه في النقابة العامة لعمال الجمهورية في عام 1989م ، وانتهاءً بمشاركته وعضويته في جمعية عدن الخيرية عام 1995م والتي تمكن من خلالها -- اي عضويته في الجمعية -- من تقديم يد المساعدة اللازمه للعديد من الأسر العدنية الفقيرة في اطار منطقة سكنه وخارجها والذين كانوا ومايزالوا يذكرونه بالخير كلما التقيت باحدهم حتى يومنا هذا .
الجدير بالاهتمام إن الفقيد الراحل والدنا الحبيب والغالي السيد / مراد علي الجيلاني ( طيب الله ثراه ) كان قد تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة الخساف بكريتر ، والمتوسطه في إعدادية المعلا ، والثانوية في ( g.s.s ) بخورمكسر ، وعقب حصوله على الثانوية العامة ( نظام قديم ) التحق في عام 1963م بالعمل فيما كانت تُسمى بشركة الباصات والتي تدرج فيها من كاتب حسابات الى مسئول مالي ليترك العمل بالشركة لاحقاُ ويلتحق بالخدمة في القوات المسلحة منذ عام 1973م _ وحتى بداية عام 1975م حيث جرى تسريحه عن الخدمه عطفاً على طلبه لاسباب وظروف صحية - انذاك - لم تمكنه من الاستمرار في الخدمة العسكرية ، ليواصل تقديم خدماته للوطن بعدها وتحديدا في أغسطس من عام 1975م من خلال الالتحاق رسمياً بالعمل وبتوظيف جديد في الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بعدن ويتدرج بوظيفته من ( مراجع حسابات ) الى ( رئيس قسم الاستحقاقات ) حتى يوليو من عام 1999م حيث اصدر رئيس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة - انذاك - قراراً قضى بتعيينه ( مديراً لادارة الرقابة والتفتيش الداخلي والمتابعة ) بفرع الجهاز في عدن ، وهي الادارة التي كان اول من ساهم في تاسيسها على يديه في اطار فرع الجهاز بعدن والوظيفة التي استمر في شغلها وممارستها حتى صدور قرار إحالته للتقاعد في فبراير من عام 2006م .. حيث بدأ بعدها رحلته مع المرض جراء تقاعده المبكر مقارنه لما كان يتمتع بها من حيويه ونشاط كان يرى بانهما يمكناه من الاستمرار في اداء واجبه الوظيفي والوطني من خلال مرفق عمله ، ولهذا فقد انهك جسده الطاهر مرض السكر الذي واصل معه رحلة الحياة حتى رحيله عن الحياة صباح يوم ( الاثنين ) الموافق 30 يناير 2017م .
طبت وطاب مقامك ياوالدي الحبيب والغالي وجسدك الطاهر الذي فارقنا في حين لم تفارقنا ابتسامتك اوافكارك ومبادئك الوطنية النادرة والتي ربيتنا عليها ، ولهذا لايسعنا في ختام هذه السطور التي نتذكرك من خلالها سوى ان نسال المولى عز وجل وفي هذه الذكرى السنوية الاولى لرحيلك عنا بان يجعل من قبرك روضه من رياض الجنة وان يتغمدك المولى عز وجل بواسع مغفرته وان ينزل عليك شأبيب رحمته وان يلهمنا وكافة افراد الاسرة وفي مقدمتهم والدتنا الحبيبة والغالية الصبر والسلوان مع كافة الاهل ومعاريفك واصدقائك الاوفياء والمخلصين وفي مقدمتهم العم / محمود يوسف سليم ( حفظه الله وعافاه ) والذي مايزال يتواصل معنا بين الحين والاخر بالرغم من ظروفه الصحية التي نتمنى من العلي القدير بان يساعده على تجاوزها في اقرب وقت ممكن .