آخر تحديث :الاربعاء 12 مارس 2025 - الساعة:16:04:03
لماذا يهاجمون الإمارات ؟!
(الأمناء/متابعات:)

تتعرض دولة الإمارات لهجوم إعلامي مستمر ومن أطراف مختلفة، في الوقت الذي تحقق فيه إنجازات متسارعة على كافة الجبهات العسكرية والأمنية والإغاثية والتنموية وفي مختلف المحافظات المحررة .

وللهجوم المتواصل على دولة الإمارات ودورها ضمن دول التحالف العربي يأتي ضمن الصراع السياسي والعسكري داخل البلد بالإضافة إلى ارتباط هذا الهجوم بالصراع الإقليمي والأزمة الخليجية .

وقبل الخوض في شرح : لماذا يتم مهاجمة الإمارات؟ ومن الأطراف التي تهاجمها ؟، نعيد ونذكر بدورها في التحالف العربي منذٌ انطلاق عاصفة الحزم نهاية مارس 2015م وشكل مختصر وسريع .  

دور عسكري بارز في تحرير المحافظات الجنوبية : 

عسكرياً مازلنا في الجنوب نتذكر جنود دولة الإمارات البواسل وهم يشاركون رجال المقاومة الجنوبية المعارك على الأرض، ومدرعاتهم ودباباتهم تصاحب المقاومة الجنوبية حتى تحقق النصر ودحر الحوثي من المحافظات الجنوبية، وسقط عدد من شهداء الإمارات أثناء تحرير مطار عدن الدولي ومعركة تحرير أبين، وبجانبهم سقط العديد من شهداء الجنوب ليختلط الدم بالدم، وتصنع انتصارات تاريخية هي الوحيدة التي تحققت في اليمن حتى الآن ضد المشروع الإيراني.

كان الحضور العسكري الإماراتي قوي جداً على الأرض، تدريب وتسليح وتأهيل، ومشاركة في القتال، ومازال حتى اليوم يصنع الانتصارات في الساحل الغربي بالشراكة مع المقاومة الجنوبية .

تطبيع الحياة أولوية للإمارات :

بعد تحرير العاصمة عدن، كانت المهمة الرئيسية هي إعادة تطبيع الحياة، وعودة النازحين إلى مدنهم داخل عدن، سواء من نزح إلى الخارج، أو إلى المناطق الريفية القريبة من عدن . أولت الإمارات هذا الملف أهميةً كبيرةً، وتحركاً سريعاً، حيث أعدت خططاً لإعادة تأهيل شبكة الكهرباء، والماء، وهو ما تم فعلاً بعد تحرير عدن بأقل من شهر وصلت 54 ميجا مقدمة من دولة الإمارات إلى عدن للمساهمة في عودة التيار الكهربائي، تم إصلاح الشبكة التي تضررت من الحرب ودفع رواتب موظفي الكهرباء والماء من قبل دولة الإمارات لأكثر من 3 أشهر للكهرباء و 6 أشهر للماء .

بدأت خطوات دعم الأمن من خلال إعادة تأهيل مراكز الشرطة ودعمها بما تحتاج ضمن خطة واسعة تهدف إلى تأمين المحافظات المحررة .

وصلت سفن وطائرات الإغاثة تباعاً ووصلت المعونات إلى كل بيت في عدن والمحافظات المجاورة، ضمن خطة شاملة تهدف إلى التخفيف من آثار الحرب.

تم إعادة تأهيل وترميم أكثر من 150 مدرسة بفترة وجيزة وساهم ذلك في انتظام العملية التعليمية عقب الحرب مباشرة، بالإضافة إلى إعادة تأهيل أكبر مستشفى في عدن وهو مستشفى الجمهورية الذي تعرض للخراب والتدمير والنهب، كما تم تأهيل كافة المجمعات الصحية في عدن ودعم القطاع الصحي بأكثر من 17 سيارة إسعاف وأدوية وأجهزة ومستلزمات مختلفة .

ساهم ذلك الدعم الذي وصل إلى المناطق الريفية والنائية والتي لم يصل إليها أحد من قبل في تطبيع الحياة وتجاوز آثار وتبعات الحرب .

 تأمين المحافظات الجنوبية إنجاز لم يحدث من قبل:

مرت المحافظات الجنوبية بعد الحرب بفراغ أمني رهيب بسبب انهيار الأجهزة الأمنية، وهو ما جعل هذه المحافظات عرضة لسيطرة التنظيمات المتشددة بالتزامن مع عمليات القتل والتفجيرات التي كانت شبه يومية في عدن، وهو الأمر الذي كان سيؤدي إلى فقدان كل الانتصارات التي تحققت ومعها تذهب تضحيات الشهداء .

تداركت الإمارات ذلك وجندت الآلاف من شباب الجنوب ضمن الأجهزة الأمنية والعسكرية في الحزام الأمني والنخب الشبوانية والحضرمية، وساهمت هذه الأجهزة وخلال وقت وجيز في تحقيق إنجازات لم تستطع أجهزة المخلوع صالح تحقيقها عندما كانت بأوج قوتها .  

تم تحرير مدينة المكلا من سيطرة تنظيم القاعدة، وتم تطهير عدن ولحج وأبين، وشبوة، ووصلت القوات العسكرية ولأول مرة إلى الجبال في يافع وردفان وأبين وصحاري شبوة وسواحل حضرموت، في عملية إعادة للجنوب مكانته عمالياً وأثبتت أنه شريك حقيقي في مكافحة الإرهاب .

 تغنى ومدح هذه الانتصارات كل المسؤولين اليمنيين من الرئيس هادي إلى أصغر مسؤول، أثنوا على دور دولة الإمارات ومشاركتها ضمن دول التحالف وما قدمته للمحافظات المحررة عسكرياً وإغاثياً وتنموياً .  

لماذا الهجوم ؟ وكيف بدأ ؟

 بعد النجاحات التي تحققت في عدن والمحافظات الجنوبية ولا سيما بعد تحرير مدينة المكلا من عناصر تنظيم القاعدة وبقوات النخبة الحضرمية، وسيطرة قوات الحزام الأمني على عدن ولحج واقترابها من أبين، ظهرت مخاوف كبيرة لدى الأحزاب اليمنية الشمالية والمتنفذين من أقارب الرئيس هادي، من تمكن هذه القوة من السيطرة على الأرض وفرض الأمر الواقع ، وعندها كانت البداية للهجوم على الإمارات ودورها وزاد من وتيرة هذا الهجوم بعد الإعلان عن تشكيل المجلس الانتقالي المدعوم من قبل الإمارات، لذلك أيضاً استهدفوا علاقة الجنوبيين بالإمارات، وبالتالي كان الهجوم من أطراف متعددة نبرزها في الآتي :  

 أولا : حزب الإصلاح ‘‘ إخوان اليمن ” ودورهم في هذا الهجوم :

بدأ حزب الإصلاح هجومه على الإمارات بشكل غير مباشر، وذلك من خلال الهجوم على شركاء الإمارات في الداخل وكان أبرزهم نائب الرئيس اليمني خالد بحاح .  

تولت أذرع حزب الإصلاح الإعلامية، الهجوم على دور نائب الرئيس اليمني السابق خالد بحاح، وتحت أعذار مختلفة، أبرزها اتهامه بتعطيل تحرير تعز وذلك بهدف تأنيب ناشطي تعز ضده للمساهمة في الحملة الإعلامية عليه وهو ما حدث فعلاً، حيث كان ناشطو تعز هم الأكثر هجوماً على بحاح، وتمكن الحزب بحكم نفوذه في الشرعية من إقالة خالد بحاح تحت عذر” الفشل في إدارة المحافظات المحررة‘‘ .

ضغوطات حزب الإصلاح :

استمر ضغط حزب الإصلاح حتى تم إقالة خالد بحاح، منتصف العام 2016 ليتم تعيين المقرب من الإصلاح علي محسن الأحمر بديلاً له في الرئاسة وتعيين أحمد عبيد بن دغر بديلاً له في رئاسة الوزراء وتدخل اليمن مرحلة صراعات جديدة .

لم يكتفِ حزب الإصلاح بإقالة خالد بحاح، ولكن ظل يشن هجوماً إعلامياً كبيراً على القوات التي تشرف عليها الإمارات ولا سيما قوات الحزام الأمني والنخب الحضرمية والشبوانية، تحت مسميات مختلفة وأعذار كثيرة وعديدة، ولا سيما بعد أن سيطرت هذه القوات على السواحل الممتدة من المكلا وحتى المخا، وتأمينها وطرد عناصر القاعدة .

شعر حزب الإصلاح أنه سيفقد زمام المبادرة في الجنوب، بعد أن فقدها في الشمال، لذلك لجأ إلى شن حرب شعواء ضد هذه الأجهزة الأمنية مستخدماً التقارير المغلوطة، ومستعيناً بقناة الجزيرة القطرية للتروّيج لتلك التقارير، في استهداف واضح للأجهزة الأمنية الجنوبية خوفاً من تقلص نفوذ الحزب في الجنوب وحتى لا يتمكن الجنوبيون من فرض أمر الواقع .

لم يكتفِ بذلك، بل انتقل إلى مهاجمة دور الإمارات بشكل مباشر، من خلال استخدام أذرعه الإعلامية التي تشرف عليها توكل كرمان، كما استمر بالتوازي في الهجوم والتشهير بالقيادات الجنوبية التي كانت شريكة في الانتصارات التي تحققت، حتى تمكن حزب الإصلاح وقوى النفوذ من إقالة محافظي المحافظات الجنوبية والوزراء المحسوبين على المجلس الانتقالي .

 المقربون من هادي وبعض الأطراف الجنوبية

عند تحرير العاصمة عدن، كانت تعامل دولة الإمارات بشكل مباشر مع عناصر الشرعية وجلهم مقربين من هادي، ولكن الإمارات انصدمت بالواقع في تلك الفترة حيث كانت الأوضاع الأمنية تزداد سوءاً، والفوضى تعم، في ظل عدم جدية هؤلاء في حسم الوضع الأمني بعدن والانتقال إلى مرحلة تطبيع الحياة .

قوى نفوذ الرئيس هادي

سعت قوى النفوذ المقربة من هادي، إلى الحصول على امتيازات مختلفة سواء عن طريق السيطرة على ميناء عدن وميناء الزيت ومطار عدن، بالإضافة إلى السيطرة على الأجهزة العسكرية الناشئة، ولكن دولة الإمارات كانت ترفض كل ذلك، ودعمت قوى صاعدة جديدة، وهو الأمر الذي جعل من المقربين من هادي ينضمون إلى حزب الإصلاح في هجومهم الإعلامي على الإمارات .

حيث تشكلت مطابخ إعلامية يشرف عليها مقربون من الرئيس هادي، وتهدف إلى اختلاق مشاكل  وإثارتها واتهام الإمارات والقيادات الجنوبية بها .

سعى المقربون من هادي إلى ضرب حلفاء الإمارات في الجنوب ببعضهم، من خلال استخدام الشرعية والتعيينات المختلفة وفي مواقع حساسة، ويرافق ذلك هجوم إعلامي تصعيدي بهدف الضغط على الإمارات وحلفائها في عدن .

 

استمر التصعيد على الإمارات من قبل المقربين من الرئيس هادي ولا سيما بعد إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي تحت شعارات وعناوين مختلفة، وكانوا يهدفون للضغط عليها للتعامل معهم وتقديم التنازلات لهم، وهو لم يحدث على الأقل حتى اليوم .

ويرى مراقبون أن الحرب الإعلامية التي يشنها المقربون من هادي، ليست وطنية ولكن تهدف إلى الابتزاز، فالإمارات في الأساس هي التي أعادت هادي وحكومته إلى عدن ووفرت لهم الحماية وإعادة تأهيل وبناء قصور معاشيق، ورافقت الرئيس هادي بعد الحرب إلى قاعدة العند و معسكر لبوزة وميناء عدن بعد تحريره من العناصر المسلحة وكل ذلك ساهم في رسم صورة إيجابية عن الرئيس هادي في الداخل والخارج، لكن المقربين منه لا يهتمون بكل ذلك ويهتمون بمصالحهم فقط .

 الانقلابيون في صنعاء

 تدرك مليشيا الانقلاب في صنعاء، الدور الكبير لدولة الإمارات في الانتصارات التي تحققت في المحافظات الجنوبية والساحل الغربي، بالإضافة إلى قيامها بتسليح وتدريب قوات جنوبية، لذلك شن الانقلابيون في صنعاء وتحت شعارات وعناوين مختلفة هجوماً إعلامياً كبيراً على دولة الإمارات يتوافق مع الهجوم الذي شنه حزب الإصلاح والمقربون من هادي في الكثير من القضايا التي أثاروها إعلامياً، بهدف مضايقة الإمارات والتحجيم من دورها .

الصراع الإقليمي :

توافق الهجوم الإعلامي الذي تشنه الأحزاب اليمنية والمحيطون بالرئيس هادي، مع الصراع الإقليمي الدائر في المنطقة والأزمة الخليجية، لذلك استغلت قطر هذا الهجوم وزادت من وتيرته من خلال دعم هذه الأطراف واستقطاب آخرين للمشاركة في هذا الهجوم، بهدف الضغط على الإمارات لدورها المحوري في مقاطعة قطر .  

سخرت قطر وسائل إعلامها المعروفة كالجزيرة والعربي، بالإضافة إلى القنوات والمواقع والصحف الممولة منها للمشاركة في هذه الحملة، مما زاد وتيرتها في الفترة الأخيرة.

 الواقع يُفشِل تلك الحملات :

على الرغم من الهجوم الإعلامي الكبير الذي تعرضت له دولة الإمارات، إلا أنها استمرت في عملها على الأرض، وحققت إنجازات عسكرية غير مسبوقة في الساحل الغربي، ونشرت قوات جديدة في أبين وشبوة، واستمرت في دعم المشاريع الخدمية والإنسانية، وإغاثة الشعب اليمني، وساهمت في الحد من الأمراض الفتاكة التي انتشرت مؤخراً مثل مرض الكوليرا، وهو ما جعل دورها وفي مختلف الأصعدة  محل إشادة ليس فقط من قبل الشعب اليمني، ولكن أيضاً من قبل المنظمات الدولية كمنظمة الصحة العالمية التي أشادت بدور الإمارات وتدخلها السريع لوقف معاناة الشعب اليمني .


ريال
مدريد
ضد
اتلتيكو
مدريد
بث
مباشر
مشاهده
مباراه
يلا شوت
لايف
كوره
ريال مدريد
اتلتيكو مدريد
اون لاين







شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل