
لا يزال المعلم بلحج محروماً من حقوقه التي كفلها النظام والقانون وأبرزها المالية ، بالرغم من وجود أربع نقابات كل نقابة ترى نفسها هي صاحبة الحق والنضال النقابي في انتزاع حقوق المعلم ، بينما على أرض الواقع هذه النقابات مختلفة في الأهداف ، بالرغم من خضوعها لمكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بلحج ، لكن القرار الحزبي السياسي يسيطر في توجه بعض هذه النقابات ، وهو الأمر الذي أوجد حتى اليوم بلحج معلماً مسلوب الحقوق في ظل ارتفاع الأسعار .
مساء الخميس تبنى ملتقى تربويي الحوطة وتبن بالواتس آب ، وبإشراف مشرف الملتقى / عدنان سعيد علي ، و خالد الباشا ، حلقة حوار خاصة لمناقشة العمل النقابي ( الأهداف / الإنجازات / المعوقات ) شارك فيها كلٌ من : ( لطف البان رئيس نقابة المعلمين الجنوبيين لحج ، عبدالنور سيف عن الاتحاد العام لنقابات العمال بلحج ، حسن ناصر محمد عن نقابة المهن التعليمية ، مبارك الهبوب عن نقابة المهن التعليمية ، عبدالله مهدي طمبح رئيس نقابة المهن التعليمية والتربوية تبن ) .
نبذة عن النقابات الأربع :
حصلت "الأمناء" على نبذة مختصرة عن أسماء النقابات في إطار التربية والتعليم بلحج ، هي : [ نقابة المهن التربوية والتعليمية / نقابة المعلمين اليمنيين / نقابة المهن التعليمية / نقابة المعلمين الجنوبيين ] ، وربما جاء تشكيل هذه النقابات لغرض تحويلها بمثابة غطاء حاكم عند الطلب ، فمثلاً نقابة المهن التعليمية كانت نقابة قوية بفترة تولي الحزب الاشتراكي اليمني لإدارة المرحلة آنذاك ، وعقب حرب 1994 م ، برزت نقابة المعلمين اليمنيين ، بفترة تولي حزب التجمع اليمني للإصلاح إدارة المرحلة ، ومن ثم نقابة المهن التربوية والتعليمية بفترة قوة المؤتمر الشعبي العام .
ومع ظهور الحراك الجنوبي برزت على السطح نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين ، وقد قام مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بلحج ، بآخر عملية إشراف على الانتخابات بنقابة المهن التربوية والتعليمية ، ولهذا ربما كل النقابات تدعي بأهداف تربوية وتعليمية في الظاهر ، لكن في الباطن لديها توجه حزبي وتخضع لسلطة الحاكم وقبل تحقيق أهدافها .
مناشدة محافظ لحج :
"الأمناء" تنشر جزئيات من حلقة الحوار ، وفي نفس الوقت ترفع مناشدات المعلمين والمعلمات بلحج إلى محافظ محافظة لحج اللواء / أحمد عبدالله تركي الصبيحي ، بضرورة جمع النقابات الأربع بلحج ، مع مدير عام مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بلحج ، بهدف توحيد العمل النقابي باسم نقابة واحدة ذات أهداف واضحة تعمل في اتجاه تحقيق حقوق المعلم وفقاً للنظام والقانون ، وبعيداً عن الحزبية والوصاية من قبل الآخرين .
ندعم توحيد النقابات :
تحدث مبارك الهبوب قائلاً : ( نقابة المهن التعليمية، باعتبارها نقابة ليس وليدة عام 94م ، فهي نقابة المعلمين في الجنوب ، مع الإقرار بوجود حالياً حالة تشرذم في العمل النقابي داخل الأربع النقابات ، نتيجة الهيمنة الحزبية من قبل بعض الأحزاب ، ونطالب اليوم جميع النقابات بلحج بتحديد موقف موحد والقيام بالاعتصام أمام وزارة التربية والتعليم بهدف النظر إلى مرتبات المعلمين فقد أصبحت المرتبات لا تغطي الاحتياجات الضرورية نتيجة لارتفاع الأسعار ) .
وأردف " الهبوب " : ( نحن مع توحيد النقابات ، فنحن منذ فترة نناشد النقابات الثلاث بتوحيد العمل النقابي والابتعاد عن الوصايا الحزبية السياسية ، لكن للأسف حتى اليوم لم نتمكن من تحقيق ذلك ، لهذا لابد من الترفع عن حب الذات وعن الوصايا ، لكي نتمكن جميعاً من تحقيق كيان نقابي موحد يخدم المعلم في الحقوق والواجبات للارتقاء بالعمل التربوي والتعليمي بلحج ) .
وكشف " الهبوب " : ( عدم الاهتمام والرغبة من الدولة بتوحيد النقابات ، فوجود التشرذم في صالح الدولة ، ولهذا حباً للمعلم وحرصاً لتحقيق الحقوق ، يقع علينا بجميع النقابات الأربع واجب التوحد لانتزاع أولاً حقوق المعلم ، ومن ثم السير معاً في اتجاه استعادة الدولة ) .
وأضاف " الهبوب " : ( مدير عام مكتب التربية والتعليم بلحج الدكتور محمد الزعوري ، حريص كل الحرص على توحيد العمل النقابي لأهمية ذلك ، وهو مع فكرة توحيد النقابات الأربع وقد التقى برؤساء ثلاث نقابات ، لكن للأسف النقابة الرابعة ترفض التوحيد ، وتطالب أولاً باستعادة الدولة ، وتشدد مطلب النقابة بوضع شروط مقدماً أعاق مساعي المدير في الحوار نحو توحيد العمل النقابي ، ومع ذلك لايزال المدير العام يبذل جهوداً لتوحيد عمل النقابات الأربع وفقاً للنظام والقانون ) .
استعادة الدولة أولاً :
اعتبر " لطف البان " رئيس نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين بلحج : ( رؤية النقابة تتلخص في [ الوطن / المعلم / التعليم ] ، وأكبر الهموم أمام النقابة هي قضية الوطن ، واستعادة الدولة ، ودعا " البان " بقية الأخوة بالنقابات إلى التوحيد معهم بموجب هذه الأهداف لتحقيق الانتصار وهزيمة الأعداء ، ونفى رئيس نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين وجود لغة التخوين للآخرين بالنقابة ، ويوجد للنقابة أهداف رئيسية تحدد الاتجاه نحو باب عدن وليس باب صنعاء ) .
محكوم بقانون :
واعتبر "حسن ناصر" عن نقابة المهن التعليمية :( عمل النقابة محكوم بقانون ، ولا يحق لأي فرد أن يخضع العمل النقابي لأي أهداف خارج إطار القانون حتى لا يتحول العمل النقابي إلى عمل حزبي بعيداً عن تحقيق المصالح الحقوقية ، فنقابة المهن كانت تحظى باعتراف من قبل اتحاد النقابات العربية والعالمية ، ولكن عقب حرب1994 م ، تعرضت النقابة للحظر ، وأُعيد عام 1998م ترتيب أوضاعها ، وهي تعمل لتحقيق أهدافها ، لكن النزاع في العمل النقابي سيحرف العمل عن حقوق المعلم ،ربما يحدث صراعاً داخل المدارس نتيجة للانتماءات المختلفة ) .
فك الارتباط عن صنعاء :
أوضح "عبدالنور سيف حازم" عن الاتحاد العام لنقابات العمال بلحج ، بأنه ( الاتحاد مع فكرة توحيد عمل النقابات الأربع بإطار قطاع التعليم بلحج ، لكي يعمل الجميع كفريق واحد وتحقيق الأهداف لخدمة المعلم ، لكن نقابة المعلمين التربويين الجنوبيين وضعت ثلاثة شروط [ الحرية / الاستقلال / فك الارتباط مع النقابات بصنعاء ] ، مما أعاقت مساعي التوحيد ومن أبرز ذلك مطلب التوحد باسم نقابتهم وهو الأمر الذي لم يقبل به من قبل النقابات الثلاث ، ولا يزال الاتحاد يبذل مساعي بهدف توحيد وجهات النظر وتوحيد النقابات الأربع ، وهذا أمر ليس سهلاً كما يعتقد الآخرون ، فلابد من إقناع الأطراف والقيام بوضع برنامج موحد وتشكيل لجان وإجراء انتخابات من المدرسة ومع ذلك النية الصادقة تسهل كل الأمور وتحقق نجاح العمل ) .
وعن رؤية الاتحاد من العملية التعليمية قال " عبدالنور " : ( هناك تحسن ملموس عقب الحرب بوجود إرادة وإصرار وتحدٍ من قبل مدراء المدارس وأولياء الأمور بالنهوض بالعملية التعليمية ) . وعن حقوق المعلم دعا " عبدالنور " إلى ضرورة قيام القيادة السياسية بإعادة النظر حول دخل المعلم ، وصرف الحقوق الخاصة بالمعلم بلحج ، مالم فإنه موجه الغلاء سوف تساعد بنجاح إطلاق دعوة عقد وقفة احتجاجية أمام مبنى مجلس الوزراء للمطالبة بحقوق المعلم بلحج.
مجلس تنسيقي :
دعا المشرف "عدنان سعيد علي" بنهاية حلقة الحوار : ( الأخوة بالنقابات الأربع بمجال التربية والتعليم بلحج إلى القيام بتشكيل مجلس تنسيقي يتكون من النقابات الأربع لغرض متابعة قضايا ومطالب المعلمين وأي إجراءات تكون بتوقيعات مشتركة ، وأي اعتصام أو إضراب يقره المجلس التنسيقي باعتبار المجلس كنواة من خلالها يتم توحيد النقابات الأربع تحت مسمى واحد يهدف لخدمة المعلمين بلحج ويساعد بالارتقاء بالتعليم نحو الأفضل ) .
ختـامـــاً
ترك الحبل لهذه النقابات الأربع بالاستمرار في الخلافات ، سيغرق المعلم في مستنقع الديون وضياع الحقوق وتدني مستوى التعليم بلحج ، وهو الأمر الذي يتطلب فعلاً تدخل محافظ محافظة لحج بعقد لقاء مع رؤساء النقابات الأربع وتوحيدها بقوة النظام والقانون بعيداً عن الحزبية والوصاية من قبل الآخرين ، الذين ربما يستغلون بعض هذه النقابات ، وتحويل أهدافها إلى أهداف أخرى لا تخدم حق المعلم أو التعليم داخل المحافظة .