مؤسسة مطابع الكتاب المدرسي فرع المنصورة بعدن ، مؤسسة حكومية ووطنية لعبت دوراً تنموياً وعلمياً وثقافياً في تلبية احتياجات وتوفير وطباعة الكتاب المدرسي للأجيال خدمةً لنشر وهج الإشعاع العلمي وتبديد جهل الظلام الحالك والمساهمة في رفع الأداء التربوي والتعليمي ، واليوم لا يمكن أن يخفى على الأعين مهما رمدت ولا يمكن أن ينكرها إلا من كان جاحداً ، وفرع المؤسسة بالمنصورة كغيرها من مرافق ومؤسسات الدولة بعدن تضررت بسبب الحرب المدمرة على عدن من قبل الحوثيين والعفاشيين لعرقلة نشاطها الخدمي العلمي والثقافي وأداءها في تلك المعاناة إلا أنها صمدت..

 وما إن انتقلت أدواتها التنفيذية إلى العاصمة عدن مؤخراً تعاظم دور فرع المؤسسة بالمنصورة ، وكغيرها من الفروع في عدن وحضرموت رغم التحديات التي لا زالت تواجهها ومن أبرزها تدمير وإحراق منجزاتها من الطباعة وجزء من منظومتها الفنية لكنها صمدت أمام تلك التحديات وخرجت من هذه المعاناة وبإنتاجية كبيرة ومشرفة ، والكل في مؤسسة مطابع الكتاب المدرسي فرع المنصورة يعمل كفريق واحد وبجهود واهتمام معالي وزير التربية والتعليم د. عبدالله سالم لملس ، ومدير عام الإدارة التنفيذية لمؤسسة مطابع الكتاب المدرسي بعدن د. محمد عمر باسليم ، ومدير فرع المنصورة الشاب/ وليد محمد خميس ، وبمعية الجهود المخلصة من الجنود المجهولين العاملين في مختلف أقسام مؤسسة مطابع الكتاب المدرسي فرع المنصورة.

ولمعرفة أكثر عن دور المؤسسة في عملية تزويد التربية والتعليم بالكتاب المدرسي ، وماهي الخطط التي تسير بها المؤسسة لرفع مستوى الأداء ومنسوب الكميات ، وماهي التحديات العالقة أمام المؤسسة... أسئلة وتساؤلات وضعناها على طاولة مدير عام فرع المؤسسة بالمنصورة والذي أجاب علينا مشكوراً وبالصورة الميدانية الواقعية لما يعتمل في هذه المؤسسة الإنتاجية التنويرية ، حيث بدأ حديثه بتفاؤل كبير بأن المؤسسة سوف تتجاوز كل التحديات بفضل دعم وزير التربية والتعليم د.عبدالله لملس والمدير العام التنفيذي لمؤسسة مطابع الكتاب المدرسي ، و د. محمد عمر باسليم والذي أنعش فرع المؤسسة وزاد من الطاقة الإنتاجية في طباعة الكتاب المدرسي ، ولكن هناك تحديات تتعلق بالتمويل لمشاريع المؤسسة والذي تسعى قيادة الإدارة العامة التنفيذية لمؤسسة مطابع الكتاب المدرسي بعدن ممثلة بالدكتور محمد عمر باسليم للبحث عن التمويل الحكومي ومن الدول المانحة .

وأضاف "وليد خميس" مدير فرع المؤسسة بالمنصورة قائلاً :" سنعمل على أن نغطي احتياجات إقليم عدن من الكتاب المدرسي إلى جانب إقليم الجند ، والمطلوب منا فرع المؤسسة طباعة 7 مليون كتاب مدرسي وقد بدأنا في إنجاز إنتاج 12 عنواناً أي ما يقارب 661 ألف كتاب".

وفي إجابته عن سؤالنا المتعلق بواقع حال المنظومة الفنية لفرع المؤسسة ، قال وليد خميس :" نحن نواجه حالياً مشكلة توفير قطاع الغيار الخارجية ولكن نحاول أقلمة احتياجاتنا من السوق المحلي ".

وفي إجابته عن سؤالنا الصحفي عن شحة الكتب المدرسية في العديد من مدارسنا بمحافظة عدن بينما تتوفر على أرصفة الأسواق العامة ، أوضح المدير العام لفرع المؤسسة بالمنصورة وقال : " نحن مرفق إنتاجي في طباعة الكتاب المدرسي بحسب طلبات وزارة التربية والتعليم الموقّع عليها ويتم تسليمها من خلال المخزنين ووفق سندات استلام وبيع نحاسب بها التربية والتعليم ، وبعد أن تسلم الكميات المطلوب من قبلنا للتربية تنتهي مسؤوليتنا كفرع ويصبح الأمر يتعلق بالوزارة ولا شأن لفرع المؤسسة بعد ذلك ".

وفي سياق إجابته على مترتبات الانقطاعات الكهربائية مع اشتداد حرارة الصيف والذي يعكس على أداء وتيرة الإنتاج في طباعة الكتاب المدرسي في فرع المؤسسة أجاب مدير فرع المؤسسة وليد خميس وقال :" نحن لدينا مولد كهربائي ويصرف لنا شهريا ما يقارب 12 ألف لتر من الديزل وبهذا نتغلب على إشكالية انقطاع الكهرباء من خلال هذا المولد الكهربائي".

وحينما سألناه عن الميزانية التشغيلية قال  :" لدينا ميزانية كافية علماً بأن مدير عام الإدارة العامة التنفيذية د. محمد عمر باسليم قد عمل على تذليل كل النواقص في الجوانب الفنية والمالية خصوصاً أننا نقوم بالتنسيق الدائم والمتواصل أولاً بأول ".

وفي الجانب التأهيلي للعمال الفنيين قال وليد خميس :" نحن بعثنا مسبقاً عدداً من العمال الفنيين إلى ألمانيا للتدريب على آلات الطباعة الجديدة وهم الآن يتم تدريب زملائهم عليها في عدن إلى جانب التدريب في معهد السعيد ، لكن بعد الحرب لم نجد بدائل للتدريب داخلياً ".

وحينما سألناه أن بعض غرف الإنتاج المطبعي تفتقد إلى إصلاح المكيفات المتوقفة وتعزيزها بمكيفات أخرى للتغلب على معاناة العمال الفنيين المطبعيين في هذا القسم ، قال مدير عام فرع المؤسسة وليد خميس :" نحن نسير في طريق معالجة هذه الإشكالية حيث عملنا مشروع دراسة وتكلفة وسوق مستعار وسيتم إنزال المناقصة في القريب العاجل".

واختتم "وليد خميس" حديثه بالشكر الذي خصّ به المدير العام للإدارة العامة التنفيذية لمؤسسة مطابع الكتاب المدرسي بعدن د. محمد عمر باسليم الذي لولاه حقيقة لما عادت الحياة لفرع المؤسسة واستئناف نشاطها " .

كما شكر وزير التربية والتعليم لجهوده الطيبة في الدعم والمتابعة والتواصل ومساعدة قيادة المؤسسة في البحث عن مصادر التمويل ، كما جدد شكره لفنيي وعمال وإداريي وموظفي المؤسسة الذين لهم نصيب الأسد في الرفع من شأن هذه المؤسسة.

ثم انتقلنا إلى المهندس / رشدي محسن حيدان المدير الفني في فرع المؤسسة ، والذي اصطحبنا في جولة ميدانية لأقسام المؤسسة .

كما رأينا امرأة تقارب الثمانين في عمرها وهي من عمال الرعيل الأول - الذين بدؤوا عملهم في تأسيس المؤسسة - وهي تتنقل بين خطوط الإنتاج بتقديم الخدمات العاملة للعاملات والعمال وهي الوالدة "عائشة" والتي قالت لنا : " أن المؤسسة هي أمي وأبي وعائلتي وإنني سعيدة بين زملائي وأبنائي العمال ".

المعاقة (نجوين) تتحدى ظروف الإعاقة بكفاءة في قسم المونتاج

كما لفت انتباهنا أن نرى العاملة المعاقة (نجوين) وهي تعمل فوق جاري النقل الشخصي لها بسبب إعاقتها في الأرجل وهي الموظفة في قسم المونتاج ، والذي كرمها مسبقا د. محمد عمر باسليم المدير العام التنفيذي للإدارة التنفيذية والتي قالت لنا :" توظفت في هذه المؤسسة بفضل الله سبحانه وتعالى وتعاون قيادة المؤسسة التي نفذت بدون تردد قرار مجلس الوزراء بتوظيف المعاقين بحسب النسبة المقررة في القرار الوظيفي وهي 5% ، وأشكر د. باسليم الذي شجعني على العمل ، وزملائي الذين عملوا على تدريبي بقسم المونتاج".

نقابي : تم إعادة قسم التجليد وينقصه حاجته للتكييف

من جانبه وصف النقابي/ مشتاق فيصل منقوش العلاقة بالطيبة مع قيادة المؤسسة ، مؤكداً بأن : " الرواتب تسلم بانتظام وكل ما يتعلق بمستحقات العمال والموظفين بما فيها إكرامية رمضان إلا أن هذا العام لشهر رمضان صُرفت نصف الإكرامية نظراً لظروف الحرب ".

مضيفا :" أنتم الآن في المبنى الذي هو عبارة عن هنجر واسع هو قسم التجليد ، تم إعادة تأهيله وترميمه إلى جانب تأهيل مخازن مواد الخام ، وهناك بعض الاحتياجات رفعنا بها تصوراً إلى قيادة المؤسسة وفرعها تتعلق باحتياجاتنا من التكييف التي كانت شغالة لكن تعرضت للحريق أثناء الحرب ، وقد عملنا مناقصات لاستبدال المكيفات التالفة ، كما أن لدينا منظومة حريق ولدينا صالة إنتاجية متكاملة تأسست في عهد "باسليم" والذي لازال يولي اهتماماً كبيراً لنا وأشرف على هذه الصالة دكاترة مدربين من كلية الهندسة في تخصصات البناء والهندسة والتكييف وتم مراعاة فيها كل الأمور الهندسية والمواصفات الخاصة بمنظومة إطفاء حريق وإنذار ومانع صواعق وهي قابلة لاستحداث آلة جديدة والبحث عن مساحة لها مستقبلاً ".