تزايدت في الآونة الأخيرة أعداد الغربان الهندية وتكاثرت بصورة مخيفة ومزعجة للغاية في معظم أرجاء اليمن لاسيما في الضالع ، وهذه الغربان مؤذية بسلوكها العدائي ونعيقها المتواصل والمزعج ، ولها تأثيرات خطيرة جداً على صحة الانسان ، حيث انها تساهم في زيادة حجم التلوث وذلك بأكلها ونقلها للنفايات من مكان الى آخر مما يساعد على انتشار الاوبئة والأمراض الفتاكة .. !!!..

وحقيقة ما دفعني أكثر للكتابة بهذا الخصوص هو ما رايته بأم عيني من مهاجمة الغربان بصورة متواصلة لأعشاش اليمام – او ما نسميها في الضالع بلغتنا العامية الجولب – وافتراس بيضها وصيصانها بصورة تعكس وحشية هذا الكائن الذي يجب أن يقتل ويباد ، بل قد وصلت الجرأة بتلك الغربان الدخيلة مهاجمة العصافير الصغيرة حتى في اعشاشها التي بنتها في شقوق المنازل ، ولو استمر الحال هكذا دون أن نضع حداً لتوحش تلك الغربان المهاجمة ستنقرض الكثير من الطيور والعصافير التي تتميز بها بلادنا والتي تصنف بعضها بالنادر والفريد ، وبالتالي سيحدث لدينا اختلال في التوازن البيئي ..!!.. وحتى تدركوا وتعوا بالآثار المدمرة عند انتشار الغربان الهندية ؛ أذكركم بأنه قبل سنوات قامت الأمم المتحدة – عبر أحد برامجها – بعد انتشار الغربان الهندية في جزيرة سقطرى بحملة واسعة لمكافحتها عبر جلب خبيري قنص احدهما ألماني والآخر بريطاني وبأجر يومي 250 دولاراً للواحد ، كما تم منح طلاب المدارس الذين شاكوا في الحملة وقاموا بتدمير وإزالة  أعشاش بيض الغربان من على الاشجار السامقة ألف ريال لكل طالب يومياً وكل ذلك من اجل الحفاظ على الحياة البيئية التي تعبث بها الغربان وتقوم بتغييرها ..!!..

وحتى ديننا الاسلامي الحنيف قد أمر بقتلها في الحل والحرم ، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( خمس فواسق يُـقْـتَـلن في الحرم : الفارة والعقرب والحدأة والغراب والكلب العقور ) وقد سميت هذه الحيوانات بالفواسق على سبيل الاستعارة لخبثهن ، وهذا إعجاز علمياً للإسلام الذي امر بقتل الغربان قبل أكثر من خمسة عشر قرناً ، ليأتي العلم الحديث ويكتشف الاضرار الكثيرة التي يسببها والأمراض الخطيرة التي ينقلها ..!!... أخيراً يجب ان يتحرك المواطن من ذات نفسه وينظم حملات لمكافحة الغربان التي تؤذيه وتلوث بيئته ومحيطه ، ولا يركن على الحكومة لأنها لا تأبه بالمواطن ، ولم يسبق لها ان عملت ما فيه مصلحة البلاد والعباد مطلقاً حتى أيام السلم ، فما بالك في هذه الايام العصيبة التي لا تزال فيها الحرب على أشدها ؟!!!.