- وزير النقل: تعديل المواد (50 (أ) و56 من اتفاقية شيكاغو خطوة مهمة لتعزيز دور "الإيكاو"
- الأمم المتحدة تطالب الحوثي بتفسيرات حول وفاة موظف أممي
- تقرير دولي: اليمن من بين الدول الأكثر فساداً في العالم
- محافظ شبوة يتفقد أعمال إنشاء أعمدة نقل الطاقة في مدينة عتق
- الجمعية الوطنية بالانتقالي تُجدد رفضها أي محاولات لتوطين النازحين في الجنوب
- العمقي يترأس اجتماعا لمجلس إدارة صندوق حضرموت الخيري لدعم الأسر الأشد احتياجا
- الهند تقدم شحنة أدوية كمساعدات لليمن تصل إلى عدن منتصف فبراير
- شاب يقتل زوجته وهي نائمة في مقبنة بتعز
- السعودية ترفض بشكل قاطع التصريحات الإسرائيلية
- مديرة برنامج الأغذية العالمي : وفاة زميلنا في اليمن خسارة مأساوية ومفجعة
![](media/imgs/news/12-04-16-507286707.png)
لا يملك سوى الأرض التي ورثها من أجداده.. الجريح علي جعران من مواليد قرية العقلة بالضالع لديه من الأبناء أربعة، أكبر أبنائه يبلغ من العمر عشر سنوات.
حينما دقت طبول الحرب كان علي أول من لبى النداء، انطلق علي مع رفاقه المقاومين لمواجهة ميليشيات الحوثي والمخلوع ، فكان علي قائد لا يشق له غبار كما يقول المقاوم فضل العقلة الذي كان أحد المرافقين له في المعركة.
كان علي من بين أولئك الأبطال الذين دافعوا ببسالة عن مدينة الضالع، فعندما بدأت الحرب كان علي في قطاع الكمائن في مفرق خوبر من لكام السلامة ونهاية بموقع لكام عراش في العقلة وهو الموقع الذي تعرض فيه علي للإصابة.
ذهبنا للاطمئنان على صحته ومعرفة كيف كانت رحلته العلاجية ومرحلة الجراح فوجدناه نائما على السرير قد أصيب بشلل شبه تام ولم يتبق معه سوى عينيه الغارقتين من شدة الألم تتحركان بحرية لم يستطع مصافحتنا ولكنه رحب بنا بكلمات لا يفهمها إلا أهله ..
فسألناه ما الذي تتمناه وأنت في هذه الحالة ، تحدث إلينا قائلا: لا أتمنى سوى أن يتحقق الهدف الذي جرحنا من أجله.
أراد الله أن يكون أحد الجرحى
أراد الله أن يكون علي أحد ضحايا قذيفة هاون عيار 160 ملم أطلقها الحوثيون عليه وأصدقاءه على موقعهم في لكمة عراش في منطقة سناح لترتقي أرواح ثلاثة من أصدقائه ويدخل جعران في إصابة بعشرات الشظايا توزعت على أنحاء جسده ليدخل بعدها في غيوبة لمدة أربعين يوما .
تم ترحيله إلى الأردن ليتلقى العلاج إلا أن الأطباء اعتذروا عن معالجته وإخراج شظايا القذيفة التي سكنت في رأسه وأخبروه أنه لا يوجد أحد يستطيع إخراجها إلا في مراكز خاصة توجد في ألمانيا أو أمريكا، لأنها تسكن في أماكن حساسة جدا من الدماغ كما قال أحد أقربائه ..
وبسبب ظروف عائلته المادية الصعبة عاد جعران لعقد صفقة طويلة الأمد مع الفراش حتى يجد أحدا يخفف عنه الآلام ويسفره إلى حيث يستطيع الطب علاجه ..
الجريح علي جعران بطل من أبطال المقاومة الجنوبية وقائد لا يشق له غبار لقد رافقته من بداية الحرب من الكمائن في مفرق خوبر إلى لكام السلامة ونهاية بموقع لكام عرش العقلة مكان إصابته لقد دافع عن الضالع دفاع الأبطال ومن المؤسف أن يتم إهماله جريحا معاقا بهذه الطريقة ، إن هذا التصرف نحو الجرحى سيجعل كثيرا من الشباب يعزفوا عن القتال.
منذ أن سقط جريحا ونحن نعاني
يقول عبده عبدالله جعران شقيق الجريح علي: سقط علي جريحا في المعركة فتم إسعافه مباشرة إلى مستشفى الحبيلين وبدأت معاناتنا منذ سقط أخي جريحا، كانت الأوضاع في تلك المرحلة سيئة جدا وكان أخي علي حينها في غيبوبة ويستغرق في اليوم الواحد ثلاث اسطوانات اكسجين، كانت معنا اسطوانتين للأوكسجين كنا حينها نذهب من الحبيلين إلى الضالع ثلاث مرات يوميا لتعبئة اسطوانة أوكسجين والعودة إلى الحبيلين.
أما العلاج فقد كنا نأخذه تهريب من قعطبة أو من اتجاه يافع البيضاء، يتم تهريبه لنا عبر التجار أو المقاوتة، لأن الضالع كانت في تلك المرحلة محاصرة من جميع الاتجاهات ولم يكن يتوفر فيها العلاج المطلوب. ويقول عبده كانت حالتنا المادية تزداد سوءاً، وقد زارنا في تلك اللحظة قائد المقاومة الجنوبية عيدروس إلى مستشفى الحبيلين ليطمئن عن حالة أخي، ووعدنا أنه سيعمل كل ما في جهده لعلاجه ولكن عندما تتيح له الظروف الممكنة.
سافر علي إلى الاردن للعلاج برفقة أحد الأقرباء ، ثم عاد وبعد أن تعذر الدكاترة عن علاجه وأن المكان الوحيد الذي يمكن أن يستخرج الشظايا من رأسه هو إما في أمريكا أو في ألمانيا.
يقول عبده: لم تعد في يدنا حيلة وقال لنا بعض الأطباء إن علينا أخذه إلى عدن ليخضع للعلاج الطبيعي هناك، لكن حالتنا المادية لم تسمح لنا بأخذه.
علي بحاجة إلى لفتة من الجميع
أما نايف أحد أصدقاء الجريح يقول: إن المقاوم الجريح علي جعران بطل من أبطال المقاومة بالجنوب بكل ما تعنيه كلمة بطل من دلالات فقد بادر جعران بالنضال السلمي منذ انطلاقته وحتمت عليه الحرب بأن يلتحق بصفوف المقاومة مبادرا بسلاحه الدوشكا الذي أذاق المليشيات الحوثعفاشية طعم الموت وجعلهم يفرون من أرض المعركة كالقطط المذعورة.
وكان جعران من أشجع المقاتلين وأنبلهم أخلاقاّ بشهادة الجميع ممن كانوا بصحبته في ساحات الوغى.
إن الجريح البطل علي جعران بحاجة ماسة للرعاية والالتفات إلى حالته من قبل القيادة في الجنوب, حيث وقد كان من أوائل المضحين في سبيل الحرية والانعتاق من المحتل الذي تربع على أرض الجنوب طيلة عقدين من الزمن.
مقاوم لا يشق له غبار
رافقته في جميع الجبهات منذ بدأت الحرب بالضالع.. هكذا يقول المقاوم فضل العقلة.. علي هو ذلك القائد المقاوم الشجاع الذي حمل هم الوطن فكان من أوائل الأبطال الذين توجهوا إلى الجبهة للدفاع عن الأرض والعرض.
كان مقاوم لا يشق له غبار لم ترعبه مدافع الاحتلال أو تثنيه عن القتال وكان يتنقل من موقع إلى آخر حتى سقط جريحا في لكام السلام في سناح.
يقول فضل : لقد عانى علي مرارة الألم منذ أن سقط جريحا وإلى الان وهو يعاني... كم أتمنى أن تكون أولوياتنا هي الاهتمام بالجرحى، كما أتمنى على الجهات المعنية وعلى كل من يستطيع أن يقدم شيئا لعلاجه أن لا يتأخر وعليهم أن يلتفتوا إلى الجرحى التفاتة صادقة وعليهم أن يبادروا بكل ما يملكون لعلاج الجرحى.