آخر تحديث :الثلاثاء 11 فبراير 2025 - الساعة:20:42:04
مدارس حالمين نموذج لشموخ الحاضر واستلهام عبق الماضي(تقرير وصور)
(تقرير/ عبدالباري الضحاك - تصوير - رائد الغزالي)

عايش طلاب مدارس حالمين بمحافظة لحج كغيرهم من أبناء الجنوب تراجيديا الحرب الدموية  الظالمة التي شنها الحوثيون والمخلوع صالح على جنوبنا الحبيب والتي لا  تزال آثار فصولها الدامية مستمرة  إلى يومنا هذا فلم تنفك صور الدم الذي خضب الشهداء وأنين الجرحى, وأصوات الثكالى والأطفال عالقة  في أذهان وأسماع ووجدان طلابنا حتى الأبد، كيف لا وقد  حصدت الحرب الظالمة أعز الأحباب لتترك بصمات موجعة وجروح غائرة في نفوس كل الجنوبيين، ومن رحم المأساة وجحيم الحرب والقهر والألم يستمد طلابنا في مدارس حالمين اليوم قوتهم وإيمانهم وصبرهم ويرسمون بكل عزيمة وإصرار على ميادينهم وساحات مدارسهم لوحات جميلة فيها صورة وطنهم الغالي الجنوب الحبيب.

نموذج للعطاء والتميز

مثلت مدرسة الفقيد "سعيد صالح قاسم النموذجية" بمديرية حالمين بمحافظة لحج أنموذجا فريدا في العطاء والتميز والإبداع، ولا تزال كذلك حتى اللحظة،  فهي حجر الزاوية في إعداد الكوادر في المديرية في مختلف المجالات والتخصصات، وهذا التميز لم يكن وليد اللحظة، بل  كان نتاجاً لما يقارب الثلاثة  عقود ونيف من العمل الدؤوب والتفاني والإخلاص وبتعاون وجهد الكثير من أبناء المديرية ومن الكوادر التربوية الناجحة والشخصيات الاجتماعية والسياسية ورجال المال والأعمال.

وأسهم  هذا التعاون  المشترك في تسجيل بصمات مشرفة في هذا الصرح  العلمي الشامخ  أفضت إلى تخرج أجيال متعاقبة وأفواج من الطلاب المتميزين الذين كان لهم الشرف في إحراز المراتب الأولى على مستوى المحافظة وعلى مستوى الجمهورية أيضاً على مستوى التعليم الثانوي والأساسي أيضاً، وتتوارى الأمجاد والعمل الدؤوب في هذه المدرسة، وستتواصل بفضل الجهد الكبير الذي تبذله إدارة التربية والتعليم بالمديرية ممثلة بالأستاذ "عبدالفتاح مثنى سالم البشيري" مدير الإدارة.

الحصة العسكرية  والبداية الأولى

 وبعد الانتصارات العظيمة التي حققتها المقاومة الجنوبية أدركت القوى الوطنية في المديرية  الأخطار والتحديات المحدقة بوطننا  خاصة ونحن لا زلنا في حالة حرب وأمام منعطفات وتقلبات خطيرة ووضع خطير وأمام عدو يستخدم كل الوسائل القذرة ويتربص بنا في كل  لحظة، فكانت فكرة الحصة  العسكرية هي البذرة الوطنية الأولى لشباب الثانوية العامة بمدرسة الفقيد سعيد صالح قاسم بحالمين.

وجاءت هذه الفكرة إحياءً واستلهاماً للزخم الثوري الذي كان مطبقاً في مدارس الجنوب منذ سبعينيات القرن المنصرم وحتى عام 1990م، وكان لمجلس الحراك السلمي بالمديرية الدور الريادي الأول في إنجاح هذا المشروع الوطني حيث تم التنسيق لهذا العمل مع كل الجهات بالمديرية بما فيها إدارة السلطة المحلية  بالمديرية ممثلة بالمدير العام  للمديرية الأخ "عبدالفتاح حسين حيدرة" , وقيادة  مجلس الحراك والمقاومة ممثلة برئيس مجلس الحراك الأخ العميد "محسن أحمد حسين" ونائبه الشيخ "قاسم محمود مثنى" وإدارة التربية والتعليم بالمديرية  ممثلة  بالأستاذ "عبدالفتاح مثنى سالم" وإدارة  ومعلمي مدرسة الفقيد سعيد صالح قاسم ممثلة بمديرها الأستاذ "علي يحيى عثمان" , ومجلس الآباء بالمديرية ممثلاً برئاسة الأخ "عبدالخالق محمد مرشد", حيث استدعى  مجلس الحراك بالمديرية  لهذه المهمة ثلاثة من الضباط المميزين لتنفيذ هذا المشروع الوطني, وهم  العقيد "عبدربه سيف جهلان" والنقيب "حسين عسكر جبران" والملازم أول "عمر قحطان مثنى".

ويقول العميد  "محسن أحمد حسين" رئيس مجلس الحراك بالمديرية والمشرف العام على تنفيذ هذا المشروع بأن برنامج الحصة العسكرية يشتمل على دورات كثيرة لطلاب الثانوية العامة أهمها التدريب على الحركة النظامية ودراسة نظرية وعملية حول البندقية الآلية ومكوناتها ومواصفاتها وخواصها ودورات على بعض التكتيكات القتالية ودورة في الرماية على البندقية الآلية ودورة نظرية وعملية على بعض الأسلحة المتوسطة والقنابل الهجومية والدفاعية.

أما بالنسبة لمستوى الطلاب فقد كانوا على مستوى عال من الحماس لكي يفهموا كل شيء, لقد رأيتهم في تمرينات الحركة النظامية كأنهم أسود ورأيتهم وهم يتعاملون مع البندقية كأنهم ضباط متمرسون قد تخرجوا من إحدى الكليات العسكرية , فلا خوف على الوطن وفيه شباب بهذه الإرادة والعزيمة.

إشادة التوجيه الفني بالمحافظة

وأشاد فريق التوجيه الفني بمحافظة لحج بعد زيارته لمديرية حالمين الأسبوع المنصرم والمكون من مدير إدارة التوجيه الفني بالمحافظة الأستاذ / عبدالحكيم جبران وفريق التوجيه بالمحافظة ممثلاُ برئيس الفريق زين محمد عبادل , أشاد بنجاح العملية التعليمية في المديرية نجاحاً كبيراً لم يتوقعه الجميع رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد, كما اعتبر فريق التوجيه الحصة العسكرية التي ينفذها طلاب حالمين إنجازاً وطنياً بحد ذاته , وهي جزء من الأنشطة اللا صفية فهي قفزة نوعية ورافداً قوياً للعملية التعليمية تسهم في بناء الشخصية المتكاملة للمتعلمين, وحث فريق التوجيه الجهات المختصة بالمحافظة  على ضرورة تعميم هذا الإنجاز الوطني في كل مدارس الوطن لما لها من أهمية كبيرة في تعزيز القيم الوطنية  في نفوس الأجيال خاصة والبلاد تمر بظروف استثنائية صعبة.

آراء معلمين وطلاب حول الحصة العسكرية

ويقول "عبدالعزيز الأعجم" , وهو معلم في مدرسة الفقيد سعيد صالح: إن استقطاب مدربين عسكريين  لنشر الوعي والثقافة العسكرية في صفوف الطلاب عمل عظيم ورائع وتعتبر الحصة العسكرية لياقة بدنية وذهنية تحقيقاً لمبدأ "العقل السليم في الجسم السليم" وفي ذلك تأهيل للطالب ومزجة بالحياة العسكرية ليكون إلى جانب مهمته التعليمية الحامي والمدافع عن حياض هذا الوطن حاضراً ومستقبلاً. بينما تحدث أ. "علي يحيى عثمان" مدير مدرسة الفقيد سعيد صالح، عن انسجام كبير ومعنوية عالية سادها الحماس والالتزام بين الطلاب والمدربين, مضيفاً: كل هذا السلوك أنعكس إيجاباً على تعزيز علاقة الطلاب بالمعلمين حيث ولدت هذه الحصة العسكرية شيئاً من الانضباط الاعتيادي عند الطلاب وبالتالي انعكس  إيجاباً على مستوى التحصيل العلمي والسلوك العام داخل المدرسة .

أما "محمود سالم مثنى الضحاك" وهو شقيق الشهيد "سليم سالم مثنى" , طالب في الصف الثالث الثانوي في هذه المدرسة فيقول: "سنتعلم كل ما بوسعنا أن نتعلمه في الجانب العسكري والقتالي ولن نكون بإذن الله إلا حراساً وجنوداً لوطننا الحبيب، متبعا: على درب الشهداء نمضي يداً تحمل القلم ويداً تحمل البندقية وتحية  لآبائي المدربين العسكريين, لقد تعلمنا منكم الكثير وسنضل نعتز ونفتخر بكم.

"عبادي سالم"، معلم في المدرسة نفسها هو الآخر، قال: تنمي التمارين العسكرية روح الحماس والوطنية وتعطي الطالب حافزاً معنوياً يدفعه على الإقبال على الدراسة بهمة ونشاط ويعتبر الطلاب المتدربون رافداً احتياطياً للجيش الوطني مستقبلاً .

عباس فارع علي : معلم ورئيس الأنشطة المدرسية في مدرسة الفقيد سعيد صالح قاسم يقول : نحن في هذه الظروف الصعبة بحاجة ملحه إلى شباب متسلح بالعلم أولاً ثم شباب ماهر وواعي يستوعب أحداث المرحلة ومخاطرها وهذا العمل الوطني هو الذي يحفز طلابنا تجاه هذا التوجيه ويدفعهم إليه بقوه وحماس ووطنية .

وأما "غسان سيف علي" المعلم في هذه المدرسة فأوضح أن الحصة العسكرية أضفت على العملية التعليمية شيئاً  من الحيوية فالطلاب بعد عودتهم من ميدان التدريب يعودون بشهية مفتوحة واندفاع قوي نحو الحصة الدراسية وبالتالي رأيت فرقاً كبيراً في تطور مستوى كثير من الطلاب سواءً في مستوى التحصيل العلمي او في مستوى السلوك.

بينما يختتم هذه الأحاديث "غالب صالح مسعد"، طالب في الصف الثاني الثانوي، والذي عبر عن جمالية هذه الحصة وأخلاق المدربين الذين عاملونا كآباء وكنا في المقابل كأبناء نسمع وننفذ كلما يقوله المدربون ومستعدون للتدرب على أي نوع من أنواع الأسلحة، ولا يسعني إلا أن أقول لآبائي المدربين فقد أنجبت أمهاتكم رجالاً , فنعم الرجال أنتم.

رسالة شكر وتقدير

جمعية الوفاء الاجتماعية الخيرية في منطقة نعيمة بحالمين كان لها بصمتها في هذا المشروع، وكان لها شرف السبق في دعم وإنجاز مشروع الحصة العسكرية بمدرسة الفقيد عبر المناضل "قاسم حمود مثنى", فألف تحية وألف شكر وتقدير لهذه الجمعية وهيئتها الإدارية، وكل من ساهم في إنجاح هذا المشروع الوطني.




شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل