لا تزال واقعة اختفاء القيادي في حزب الإصلاح (إخوان اليمن) يكتنفها الغموض, منذ ما يقارب العام, في ظل تصريحات لبعض ساسة الإخوان تقول إنه معتقل لدى جماعة الحوثيين الانقلابية.

 وكشفت الجماعة الانقلابية في اليمن عن العديد من القياديات اليمنية التي تعتقلها, لكنها في ذات الوقت لم تكشف عن مصير القيادي الإخواني محمد قحطان الذي ينتمي إلى محافظة تعز اليمنية, والمختفي قسريا منذ نحو عام.

الاختفاء القسري لقحطان سرعان ما تحول (السبت) إلى حالة من الجدل في صفوف الجماعة الإخوانية, عقب تسريب صوتي لزعيم الجماعة ورجل الاعمال اليمني حميد الأحمر الذي اتهم في التسجيل الصوتي المسرب, محمد قحطان بالتمرد على قرارات قادة الجماعة في صنعاء.

 تحالف سري مع الانقلابيين

يقول مسؤولون يمنيون ان الخلافات داخل جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، بدأت بالتوسع, بين مؤيدين للحوثيين سراً ومعارضين لهم إعلامياً, وهو بات يثير شكوك الكثير من الساسة والمسئولين اليمنيين, من مواقف الجماعة.

وترى بعض القيادات الإخوانية انه يجب ان تظل علاقة الجماعة على مسافة واحدة من جميع أطراف الصراع في اليمن, حتى تظهر العلامات الكبرى للمنتصر, لتسارع لتحالف معها.

إخوان اليمن الذين تصدروا مشهد الانتفاضة الشعبية ضد المخلوع صالح, في العام 2011م, سرعان ما وافقوا على منحه الحصانة من الملاحقة القضائية, وهي الحصانة التي دفعت صالح لتحالف مع الحوثيين وقيادته لانقلاب على شرعة الرئيس هادي, لا تزال تداعيات حربها إلى الساعة.

وقالت مصادر سياسية مقربة من الإخوان، إن قيادة الجماعة تنتظر انتصار أحد الأطراف في الحرب الجارية، لتعلن تأييدها له.

وأكدت المصادر  أن "حزب الإصلاح الإخواني أبقى على علاقته الوثيقة بالحوثيين وإتباع المخلوع علي عبدالله صالح، بناء على اتفاق جرى في بلدة مران بصعدة معقل الحوثيين, في أغسطس (آب)2014م، التقت قيادات حزب الإصلاح بزعيم المتمردين عبدالملك الحوثي.

الإخوان يرفضون مواجهة الانقلابيين

وأكد مدير مكتب القيادي الإخوان البارز عبدالمجيد الزنداني، هود أبو راس، أن قيادة الجماعة اتخذت قراراً بمنع 40 آلف مقاتل من مواجهة الحوثيين في العام 2014.

عزل القيادات الإخوانية الزيدية

وكشف هود أبو راس سعي الشباب المؤيدين لحزب التجمع اليمني للإصلاح إلى عزل القيادة السياسية للحزب، موضحاً أنهم ينتظرون استقرار الأوضاع في البلاد، بعد دحر الانقلاب الحوثي، من أجل إعادة ترتيب صفوفهم.

وتتهم قياديات من جماعة الإخوان في محافظة تعز قيادات الحزب في صنعاء بممارسة سياسية الهيمنة الحزبية على كل قرارات الحزب, دون السماح للقيادات التي تنتمي إلى (اليمن الشافعي), بالمشاركة في صنعاء القرار الحزبي.

موقف الجماعة من عاصفة الحزم

ظلت جماعة حزب الإصلاح (الإخوان) تتفجر على الانقلابيين وهم يدخلون المدن اليمنية الشمالية دون أي مقاومة, إلى ان اقتربوا من الجنوب وبدأت المقاومة  الجنوبية بالتصدي لهم, وتدخل لاحقا دول التحالف في عاصفة الحزم, استمر صمت الإخوان لـ11 يوما على الضربات الجوية لتعلن قيادة الجماعة تأييدها لعاصفة الحزم ببيان, وصفه مسؤولون حكوميون بالركيك.

عرقلة تحرير تعز

وعقب تحرير مدن الجنوب, وانتقال المعارك لتحرير تعز والتي عرقلة أكثر من عملية تحرير, أتهم ساسة في دول الخليج حزب الإخوان بعرقلة تحرير المدينة اليمنية المحاصرة.

من يعتقل قحطان؟

في سياق مماثل، كشف تسريب صوتي لمكالمة هاتفية يتحدث فيها زعيم جماعة الإخوان المسلمين رجل الأعمال حميد الأحمر مع شخص آخر، عن علاقة تربط بين الإخوان وجماعة الحوثي، بعد أن ظلت الجماعة تردد عبر وسائل الإعلام وجود صراع بينها وبين الانقلابيين.

ومنذ نحو عام استخدم ساسة الإخوان القيادي محمد قحطان المختفي قسرياً, والذي تقول الجماعة إنه مع الحوثيين، لكن التسريب الصوتي لحميد الأحمر يلمح إلى أن قحطان ربما يكون معتقلاً لدى جماعة الإخوان نفسها.

وقال حميد الأحمر في التسجيل المسرب: "أنت تشكو يا أستاذ جمال من نفس ما نشكو منه نحن في الإصلاح، عندنا شكوى من شخص اسمه محمد قحطان، ومحمد قحطان رجل مراوغ في طبعه، مشكلتنا الآن أن محمد قحطان اليوم أحد أهم الأشخاص الذين ما زالوا موجودين بالبلد، هذا الرجل غير منضبط أساساً".

ويؤكد التسجيل أن محمد قحطان تمرد على قيادات الإخوان التي رفضت مواجهة الانقلابيين.

ويضيف حميد الأحمر المتواجد في تركيا "قحطان يؤمن بالمراوغة، يؤمن أن مسلك الكذب أحد المسالك التي يمكن أن تكون مشروعاً بيده".

تمرد

من جهتها، دعت القيادية في جماعة الإخوان ألفت الدبعي إلى التمرد على قيادة الإخوان في صنعاء.

وقالت ألفت الدبعي في تصريحات نشرتها على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: "هل تدرك قيادة الإصلاح في تعز لماذا تم خطف محمد قحطان بالذات، يوم يدركون ذلك أستطيع القول إنهم صاروا أحراراً".

وتؤكد الدبعي ان قيادة الإخوان في صنعاء هي التي عرقلت معركة تحرير تعز، حيث تقول "إن إدراك قيادة الإصلاح في تعز، سيكون بداية تحرر تعز الحقيقية، حان وقت حرية محمد قحطان وكافة المعتقلين السياسيين".

ومما يزيد من استبعاد اعتقال الحوثيين للقيادي الإخواني المنتمي إلى تعز هو عدم قيام جماعة الحوثيين باعتقال العديد من القيادات الإخوانية الزيدية المتواجدة في صنعاء ومناطق السيطرة للانقلابيين.

عدن الغد