آخر تحديث :الثلاثاء 11 فبراير 2025 - الساعة:11:25:42
عبدالرزاق القطيبي .. في ذكرى عام على استشهاده.. ماذا قال لوالديه قبل خروجه للدفاع عن الأرض والعرض وبماذا رد عليه والده؟(تقرير)
(تقرير/عبدالقوي العزيبي )

مر عام على حرب مليشيات الحوثي وصالح على أرض الجنوب، وخلال مرور سنة من الحرب الظالمة بحق الجنوب أرضاً و إنساناً معمقة حرب صيف 1994م التي لم تندمل جراحها حتى الان..

 ومنذ ذلك الحين يسقط الشهيد تلو الآخر، للدفاع عن الأرض والعـرض كما أمرهم بذلك الدين الحنيف، ومنهم أول شهيد في لحج الحوطة وهو الشهيد الشاب عـبدالرزاق عارف عـبدالرزاق القطيبي.

لقد طلب من والده بأن يتصورا صورة تذكارية معاً، وهو يحمل سلاحه مع الذخيرة، ودون أن يعرفا أنه الوداع الأخير لأحدهما، ويواصل الأب حديثه بحسرة:"، لقد قال لي: "يا أبي من يتصور يقتل"!.

من أوائل المشاركين

واستشهد في 26 مارس 2015م في معركة وصفت بالشرسة وغير المتكافئة، وهو من مواليد حارة مسجــد الدولة عام 1997م ، يدرس في ثانوية الفاروق سنة ثاني ثانوي.

حيث قال أصدقاء الشهيد لـ"الأمناء" بأنه كان شجــاعا ومقــداما وكــريما معهم ومع الغير وفي نفس الوقت كان مرحا ويحب الحوطة مسقط رأسه إلى أبعد حد .

وتحدث والد الشهيد بأنه على الرغم من صغر سن ولده إلا أنه كان دائماً من أوائل المشاركين بالحراك السلمي الجنوبي وقد كان مشاركاً فعالاً بأي مسيرة أو احتفالية للحراك الجنوبي في محافظة لحج أو عدن أو ردفان.

ويواصل: كانت مشاركة الشهيد نابعة من إحساسه بوجود الظلم الذي مارسته القوات الغازية للجنوب، وكان مع رفاقه الشباب يشعرون بأن لا مستقبل لهم بعد استفحال العديد من المظالم بأبناء الجنوب من قبل النظام.

ويضيف سارداً: لقد استشهد ولدي وهو في ساحات الدفاع عن العرض والأرض بحسب تعاليم الدين الاسلامي ضد المحتل وقاتل بشجاعة واستبسال، وبالرغم من حزني على فراقه إلا أننا فخورون به كشهيد من شهداء المقاومة الجنوبية وعند الله مكتوب مع الشهداء، ونحن في عزة وكرامة بفضل هؤلاء الشهداء الذين قدموا أرواحهم لنصرة الجنوب.

ماذا قال الشهيد لوالده؟

ويتحدث والد الشهيد أنه بعد صلاة الظهر بالمسجد حـضـر الشهيد إلى المنزل وطلب منا نحن والديه بالسماح له بالخروج إلى جبهات القتال مع إخوته وقد كان متعتقا لسلاحه مع ذخيرته وقام بتوديع أمه وإخوته الصغار وهو يقول لنا جميعاً لن نسمح للغــزاة باحتلال أرضنا أو انتهاك أعراضنا وسوف نكون لهم بالمرصاد.

ولقد كانت بذلك الوقت والدته حزينة جداً على فراقه، فقال لها يا أمي الغزاة على مرمى حجر من الحوطة ولا يشرفني مع أصدقائي المكوث في منازلنا مثل النساء وطلب منها السماح له بالذهاب مع الدعاء له بالنصر أو الشهادة.

الخروج لطلب الشهادة

ورغم أن الشهيد ورفاقه لا يمتلكون الخبرة القتالية الكافية، إلا أنهم كانوا يمتلكون العزيمة والشجاعة وحب الوطن، وعندما خرج مع رفاق القتال،  يقول أبوه كان لدي إحساس الأب بأن عبدالرزاق سيكون شهيداً ومع ذلك لم أمنعه من المشاركة بالقتال ضد المليشيات المحتلة، وكان تشجيعي له حافــزاً كبيراً للشهيد ورفاقه للدفاع عن الحوطة خاصة والجنوب عامة.

معركة الرباط واستشهاد عبدالرزاق

ويقول أصدقاء الشهيد بأن معركة الرباط بحوطة لحج كانت معركة  شــرسة جـداً وغــير متكافئة بين الطــرفين ومع ذلك فقد واجه الشهيد عبدالرزاق مع رفاقه العدوان الحوثي بشجاعة كبيرة وأثناء الاشتباكات أصيب عبدالرزاق بالرغم من ذلك ظل يقاوم المحتل ويطلق الرصاص من بندقيته حتى اشتد عليه النزيف مع فقدان الوعي.

ويصف رفاقه تلك اللحظات بقولهم لقد واجهنا صعوبة كبيرة في إسعافه من جبهات القتال لقوة المعركة وتم إخراجه بصعوبة لغــرض إسعافه إلى المستشفى وبينما نحن في لحظات الاسعاف وبالقرب من منزله لفظ الشهيد عبدالرزاق  أنفاسه الأخــيرة وهو ينطق بالشهادة ولم نتمكن من إيصاله إلى المستشفى إلا وهو جثة هامدة حيث كانت تواجهنا صعوبة في سرعة إسعافه لاشتداد المواجهات بالحوطة.

والد الشهيد بالمستشفى

ويقول والد الشهيد لم أعلم باستشهاد عبدالرزاق إلا بعد اتصال من المستشفى فذهبت مسرعاً إلى المستشفى فوجدت عبدالرزاق شهـيداً منور الوجه مشعاً برائحة الدم الـزكية وكأنة حي وليس شهيداً وقد قبلته على جبينه وأنا متمالك لنفسي من البكاء فهو قد نال الشهادة وأول شهيد في مسقط رأسه الحوطة وإن شاء الله من شهداء الجنة .

لماذا لم تبك أم الشهيد

لم يتمالك والد الشهيد الحديث عن موقف أم الشهيد بسماع خبر استشهاد ابنها  فقد كان المشهد  مؤثرا جدا وحاول أن يتمالك نفسه قائلاً:

عند عودتي للمنزل كانت الأسرة بحزن شديد حيث كانت الزوجة تكاد تقتل نفسها حزناً؛ لكنها تمالكت نفسها من البكاء عند سماعها وكذا إخوان الشهيد الصغار والذين يقولون لأمهم لا تبكي يا أماه، فأخونا شهيد  شهيد من شهداء الجنة، والله إنهم بتلك اللحظات قد اسكتوا أمهم عن  البكاء وإلى هذه اللحظه لا تقدر أن  تبكي أمامهم عندما تتذكر ابنها.

قبر الشهيد بقرية الحمـراء

وكعادتهم غير الأخلاقية حتى مع الموتى فلم تسمح مليشيات الحوثي وصالح من دفن الشهيد بإحدى مقابر الحوطة حيث كانت تعتلي بعض العمارات وعن مسافة كيلو تطلق رصاصات القناصات على أي مواطن فحاول الأهل والأصدقاء إخراج الشهيد عبدالرزاق من المستشفى والاتجاه نحو قرية الحمراء حيث تم مواراة جثمانه الطــاهــر بمقبرة قرية الحمراء كأول شهيد من أبناء الحوطة بينما اليوم هناك أعداد كبيرة بهذه المقبرة من شهداء المقاومة الجنوبية من مديرية الحوطة وتبن .

ولا يزال أهل وأصدقاء ومحبي الشهيد عبدالرزاق رافعين صورته في مواقع التواصل الاجتماعي منذ استشهاده ولحد اليوم  إكراماً لهذا البطل الشاب الذي كان مفتاح شهداء الحوطة للدفاع عن الأرض و العرض واستقلال الجنوب باستعادة دولته .




شارك برأيك