آخر تحديث :الاربعاء 26 يونيو 2024 - الساعة:10:53:46
عـــدن من "لهيب الحـرب..إلى لهيب الحر"(تقرير)
(عدن/ الأمناء / فتاح المحرمي :)

في الوقت الذي كان ينتظر فيه المواطن أن يكون هذا الصيف في الحبيبة عدن غير وتنتهي معاناتهم مع الكهرباء سيما بعد أن تحررت من قوى العدوان وفي ظل سماعهم بجهود تبذلها دول التحالف ودور مميز للإمارات لمعالجة أزمة الكهرباء في المدينة المقبلة على الولوج بصيف حار جدا..أتت تحذيرات أطلقها مسئولو كهرباء عدن تفيد بخطورة الوضع الحالي للكهرباء لتنذر المواطن في عدن بأن اللهيب والمعانات سوف تعود ولكن من زاوية أخرى لتنقله من "لهيب الحرب..إلى لهيب الحر" خصوصا ونحن على مشارف صيف تشتد فيه درجة الحرارة وتزيد الأحمال على الطاقة الكهربائية...

وللوقوف أمام مشكلة الكهرباء استطلعت صحيفة "الأمناء" آراء عدد من المواطنين في عدن وأيضا عرجت على آخر تصريحات لمؤسسة كهرباء عدن في مؤتمر صحفي عقدته قبل أيام وخرجنا بالحصيلة التالية.

تراكمات عقدين من الزمن أنهكت كهرباء عدن

البداية كانت مع الناشط محمد هشام الثباتي الذي يحدثنا عن مشكلة  الكهرباء حيث قال:

إن مشكلة الكهرباء في العاصمة عدن ليست بجديدة علينا إنما هي نتاج تراكمات لعقدين من الزمن منذ دخول قوات الجمهورية العربية اليمنية واجتياحها لأرض الجنوب حيث  باشرت بتدمير ممنهج  لكافة المؤسسات والدوائر الحكومية  العامة والقطاع الخاص وكل البنية التحتية لدولة الجنوب وكان لمؤسسة الكهرباء  العامة عدن  نصيب من  التدمير المتعمد والممنهج، إلى جانب انتشار الفساد  والإهمال الإداري والمالي والأخلاقي وغاب الحس الوطني وهذا ما سبب عجز في استمرار خدمة الكهرباء.

وتابع الثباتي تأثير انقطاعات الكهرباء المباشر ظهر جليا على  الواقع من حيث زيادة ضعف الأداء واستمرار الخدمة وتوسعها، ولكن هناك أمل بتحسن الخدمة وذلك بوجود الشرفاء من أبناء الجنوب في السلطات المحلية بعدن ممثلة بالمحافظ عيدروس الزبيدي ومدير الأمن شلال  .

ودعا الثباتي إلى الاستفادة من وجود دول التحالف العربي معنا لنشترك معهم في إعادة بناء وترتيب المؤسسة وتجهيزها بكافة المتطلبات وحتى إنشاء محطة كهربائية جديدة تغطي كافة احتياج العاصمة عدن وباقي المحافظات الجنوبية المجاورة.

وأشار الثباتي إلى أنه لا يجب أن ننسى أننا مسئولون في إعادة بناء المؤسسة وذلك بتسديد فواتير الكهرباء حتى لو بدفعات وأقساط لكي نساعد في استدامة الخدمة ، وأخيرا أتمنى أن يكون هناك حس وواجب وطني لكل فرد في المجتمع وذلك بإعادة بناء المؤسسات والدوائر الحكومية مثل إدارة المياه عدن  التي هي أيضا تعاني وبشكل أكبر من مشكلة تسديد الفواتير .

نريد حلاً لمشكلة الكهرباء

إلى ذلك تقول الطالبة الجامعية ريهام عارف : حتى لا تكون المعاناة أشد على المواطن في عدن، فإننا كطلاب نطالب الجهات المسؤولة أن تعمل حلا لمشكلة الكهرباء، لأن الطلبة في الكليات والمدارس واجين على امتحانات وهذا قد يؤثر على مستوى تحصيلنا العلمي فكم هو مقلق أن تكون منهمكا في المراجعة ثم فجأة تطفي الكهرباء أو أن تطفي الكهرباء وأنت في الامتحان فكيف يساعدك ذلك على أن تجيب على الأسئلة وأنت في وسط زحام وحر.

وتضيف ريهام : وكمان هناك كبار في السن ليس لديهم القدرة على تحمل الحر إلى جانب المصابين بأمراض مثل الضغط  السكري وغيرها من الأمراض التي تتضاعف مخاطرها على المصابين بها في ظل درجة حرارة عالية وانقطاع للكهرباء، ويضاف إلى ذلك ما قد تسببه انقطاعات الكهرباء على المرضى في المستشفيات.

الحل الناجع هو محطة جديدة

وبدوره يقول الأستاذ جميل سيف عبده وهو مدرس في أحد مدارس عدن:

الكهرباء من أهم البنى التحتية التي ترتبط بتطوير البناء الصناعي والسياحي وحاجة المواطن الضرورية لها وشهدت هذا الخدمة إهمالا متعمدا من قبل الدولة واستخدامها كعقاب ضد أبناء المحافظات  الجنوبية لموقفهم من قضيتهم وتفنن نظام عفاش في تدمير المحطات الكهربائية المتواجدة في الجنوب من خلال نهب أرصدتها المالية والتعيين المركزي للمدراء وعدم توفير قطع الغيار الجيدة والممارسات التعسفية لحقوق العمال كذلك الديون المستحقة للشركة.

 

وبخصوص المعالجات يقول جميل: نرى أن من الحلول الضرورية سرعة بناء محطة تغطي حاجة المحافظة وليس كما تعودنا المولدات الإسعافية، إلى جانب جدولة الديون وحث المواطنين على التسديد وتأهيل الكوادر وإعطاء الموظفين مستحقاتهم.

نناشد إمارات الخير

إلى ذلك تقول أم أحمد : يلوح في الأفق أننا بانتظار صيف حار وفي ظل الحال التي تبدو عليه الكهرباء اليوم والتي تنقطع لأكثر من أربع ساعات في اليوم ونحن في أجواء معتدلة..وهذا  ما يؤشر على أن المعاناة ستكون أشد إن لم يتم إيجاد حلول لمشكلة  الكهرباء.

وتضيف أم أحمد بالقول : أمام هذا  فإننا نطالب من الحكومة  ونناشد  التحالف العربي وإمارات الخير التي خيرها  سابق علينا أن تعمل على حل مشكلة الكهرباء وتخفف عن المواطن في عدن معاناة  تنتظره.

وبخصوص عدم سداد المواطن لمستحقات الكهرباء تتساءل أم أحمد : لماذا إدارة الكهرباء لا تزال ترفق المتأخرات كاملة بالفاتورة ولماذا لا يتم إصدار قرار بإعفاء المواطن من المتأخرات خلال فترة الحرب على أقل تقدير وهذا  قد يشجع المواطن على تسديد فواتير  الكهرباء.

صيف حار.. ينتظر معالجات

وكان مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء في محافظة عدن المهندس مجيب الشعبي، قد حذر من صيف ساخن في انتظار المواطن في عدن، في حال عدم تدارك الحكومة للوضع الصعب الذي تعيشه الكهرباء وتعمل على إيجاد الحلول اللازمة لمشكلة الكهرباء.

وقال الشعبي في مؤتمر صحافي عقده الأربعاء أن عدن تحتاج 400 ميجا من الطاقة الكهربائية في حين أن المتوفر في الوقت الحالي 135ميجا وهذا يعني أن ثلثي ما تحتاجه عدن من الكهرباء غير متوفر .

وفي المؤتمر الصحفي أشاد المهندس الشعبي بجهود ودعم دولة الإمارات العربية المتحدة لقطاع الكهرباء في عدن خلال الفترة الماضية منذ تحرير عدن، وناشد الإمارات وكافة دول التحالف العربي إلى المساهمة في حل أزمة كهرباء عدن.

وأشار الشعبي إلى أن مديونية الكهرباء لدى المشتركين بلغت أكثر من 25 مليار ريال، منها 9 مليار ريال لدى الدوائر الحكومية، ومع هذا فإن التجاوب مع دعوات تسديد الفواتير الشهرية ضعيف، ودعا المستهلكين إلى الاستجابة لسداد الفواتير الشهرية قدر المستطاع على أقل تقدير من أجل مساعدة مؤسسة كهرباء عدن في مواجهة الصعوبات التي تقف أمامها والمتمثلة في سداد رواتب الموظفين والإيفاء بالتزاماتها لدى الغير.

ختاماً

ختاما نقول إن اللوم والعتب لا يقع بالكامل على مسئولي الكهرباء فالصعوبات التي تعترضهم تعجيزية وصعبة..

وكذلك الحال بالموطن فلا يلام إن تأخر عن سداد المتأخرات في الوقت الذي فيه نصف مديونية الكهرباء على الحكومة وكبار موظفيها...

إلا أن مسئولي المؤسسة مطالبين ببذل مساعي لدى التحالف العربي إلى جانب أن المواطن مطالب وبصورة عاجلة بتسديد الاستهلاك الشهري على أقل تقدير.

وبين هذا وذاك يبقى المواطنون في عدن بانتظار أن تأتي الأخبار بما تشتهي سفنهم ويتقون معاناة لهيب الصيف الحار .



شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل