آخر تحديث :الخميس 06 مارس 2025 - الساعة:22:44:00
المستشفى الميداني المستحدث في مبنى (الصداقة) يعلن الطوارئ (تقرير وصور)
(تقرير / أكرم القداحي )

عدن .. التي تتداعى لأجلها جهود المخلصين، نادت أبناءها في تلك الأيام العصيبة وكل من موقعه لبى النداء، وحين آلت الضرورة إلى فتح مستشفى عسكري ميداني تلبية لدعوة المقاومة وأبناء العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية أعلنت العشرات من الكوادر الطبية تلبيتها لهذه الدعوة، حيث بادر الجميع إلى تجهيز أحد المباني الداخلية لمستشفى الصداقة كمستشفى عسكري ميداني ظل يعمل منذ الأيام الأولى للحرب حتى تحرير العاصمة عدن.

جهود بيضاء بإمكانيات شحيحة

ولا يزال المستشفى يستقبل العديد من الجرحى من محافظة تعز اليمنية وغيرها من المحافظات اليمنية التي ما زالت المعارك فيها مستمرة، وبإمكانيات شحيحة جدا تمكنت الأيادي البيضاء للكادر الطبي في هذا المستشفى الميداني أن تمسح بمناديل الأمل دموع اليأس من على تلك الخدود التي أذبلتها رصاصات الغدر، ورسمت البسمة البرتقالية على شفاه الكثير من البسطاء من أبناء هذه المحافظات.

مناشدات ومطالب مشروعة

ظل الطاقم الطبي يعمل طوال الأيام ليلا ونهارا وسط حرب وحصار وبين نيران الصواريخ وشتى أنواع الأسلحة ومعه فروع في جميع جبهات القتال دون أن تلتفت سلطة وحكومة الشرعية إليه أو حتى وزارة الصحة أو مكتبها الصحي في العاصمة عدن رغم المناشدات التي أطلقها الكادر الصحي طوال تلك الفترة والتي كان آخرها في خواتم الأسبوع الماضي، حيث خرج ما يقارب 65 دكتورا وطبيبا ومساعدا صحيا من هذا المستشفى رافعين اللافتات المعبرة حيث تجمعوا لعدة ساعات أمام بوابة المستشفى يطالبون رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء والسلطة المحلية في العاصمة عدن الالتفات إلى هذا المستشفى ودعمه للاستمرار ونقل الحالات الحرجة إلى الخارج والوفاء بمواعيدهم العرقوبية للموظفين.

المستشفى بدون سيارة إسعاف

(الأمناء) من خلال نزولها الميداني للمستشفى التقت عددا من الأطباء والموظفين للحديث عن وضع المستشفى، فتحدثت أولا الدكتورة نبيلة محمد علي قائلة: " أنا متطوعة منذ ( 17 سنة ) عملت في العديد من مستشفيات العاصمة عدن والآن أعمل ضمن الطاقم الطبي للمستشفى الميداني العسكري وسط ظروف صعبة جدا حيث إن المستشفى يفتقر إلى أبسط الوسائل ولا توجد فيه حتى سيارة إسعاف ونحن نعمل جاهدين ليلا ونهارا وسط هذه الظروف منطلقين من الأمانة أمام الله وواجبنا الوطني ونناشد رئاسة الجمهورية والجهات المختصة الالتفات إلى هذا المستشفى والوقوف إلى جوار إدارته وطاقمه الطبي" .

تحدث أيضا العقيد ناصر صالح الحسني ضابط الأخلاق الطبي في المستشفى الميداني العسكري عن النتائج الكبيرة التي حققها المستشفى في أصعب الظروف والمراحل التي تمر بها البلاد وتحدث عن العراقيل التي تواجه الطاقم الطبي ومنها عدم وجود سيارة إسعاف تابعه للمستشفى.

 وعن سبب افتتاح المستشفى الميداني أكد العقيد الحسني أن الضرورة كانت ملحة وخاصة بعد أن سقط مستشفى "النصر العسكري" و "باصهيب" بيد الحوافيش، كان هذا المستشفى بديلا له في أولى أيام بدايات الحرب، وأكد أن المستشفى من تلك الفترة وهو يستقبل الحالات من جميع جبهات القتال من العاصمة عدن ولحج والضالع وأبين والبيضاء وتعز وشبوه.

 وأردف: " كان عدد أفراد الطاقم الطبي في بداية الأمر (621) أما اليوم فقد أصبح الطاقم (750) فردا ومازالوا يعملون بشكل طوعي وعندهم وعود كثيرة بالتثبيت الوظيفي وإلى الان ما زالت مواعيد عرقوب" .

 وعن الإمكانيات التي يعمل بها الطاقم الطبي فهي شحيحة جداً، مؤكداً بأن الطاقم بدون رواتب، أما عن الدعم المادي والمعنوي للمستشفى فقد نفاه نفيا قاطعا من أي جهة، وطالب في الوقت نفسه الرئيس عبد ربه منصور رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء والسلطة المحلية في العاصمة عدن ووزارة ومكتب الصحة الالتفات إلى هذا المستشفى الذي يمر بأصعب مراحله، وأكد أن الطاقم الطبي منتشر في جميع الجبهات وبدون أي دعم مادي وجميع أفراد الطاقم يعملون بجهود شخصية.

قيادة عدن مصدر للتفاؤل

ويختتم العقيد الحسني حديثه قائلا: " الأمل كبير بالقيادة الحكيمة للعاصمة عدن ممثلة باللواء عيدروس قاسم ونحن على يقين أن قيادة عدن منشغلة الان بالملف الأمني وإن شاء الله بعدها سيعم خيرهم المحافظة والوطن ككل" .























شارك برأيك