آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:14:35:37
توشكا يفشل جنيف2 (تقرير)
(الأمناء / خاص)

مصادر سعودية: مقتل 68 ضابطاً من قوات الحوثي وصالح بعد مقتل السهيان.. محللون عسكريون: التحالف لن يقبل إلا بتحقيق انتصار وفقا للاستراتيجية التي بدأ بها الحرب..
توقعات بحدوث خيانات وإعطاء إحداثيات لمراكز عمليات قيادة التحالف

أطلقت قوات صالح والحوثيين صاروخ توشكا، فجر أول أمس الأحد، في منطقة "شعب الجن" القريب من باب المندب، هو بمثابة الإعلان الرسمي، عن فشل حوار جنيف ،2 الذي ينطلق اليوم في سويسرا في أحد المنتجعات التي لم يتم الإفصاح عنها، للمحافظة على الوصول إلى حلول، بعيداً عن أضواء وجلبة الإعلام، الذي قيل أنه يساهم بتعبئة الأطراف، ويدفع بها بعيداً عن الحلول التي ترضي كافة الأطراف.
واستبقت قوات صالح والحوثيون هذه الحوارات بإطلاق صاروخ توشكا، على قوات التحالف مما يدل على أن الحرب في طريقها الى التمديد لأشهر أخرى، ويحاول المجتمع الدولي قدر المستطاع وقف الحرب، لكن من دون ان يتخذوا قراراً بوقفها النهائي حتى اللحظة.
وأدى صاروخ توشكا لمقتل قائد القوات السعودية باليمن العقيد ركن "عبدالله السهيان" والضابط الإماراتي "سلطان محمد علي الكتي"، وعدد من الجنود الآخرين، بعملية غادرة في منطقة ذُباب القريبة من باب المندب غربي محافظة تعز اليمنية.
الرئاسة اليمنية كرمته وبعد ساعات نعته
وقالت مصادر محلية في مدينة عدن لــ"الأمناء" بأن قائد القوات السعودية باليمن العقيد السهيان، توجه بعد تكريمه من قبل الرئيس هادي إلى منطقة قريبة من معسكر العمري بباب المندب حيث توقفوا مع حلول المساء، برفقة قوة عسكرية من قوات التحالف.
وشكك محللون محليون أن هذه المقتلة تم تنفيذها بدقة متناهية، وربما حسب معلومات وإحداثيات دقيقة، وهي بسبب خيانات في جيش الشرعية، هي من مكنتهم من تحديد مكان قائد القوات السعودية.
وتعدُّ هذه الاغتيالات التي تم تنفيذها بحق قوات التحالف وقوات الشرعية، ثاني عملية نوعية، وثاني أهداف محققة تستهدف بنية الشرعية في الصميم، بعد حادثة اغتيال جعفر محافظ محافظة عدن، وإرسال رسائل مباشرة، بأنها ستفتك بأي قيادات قد تعمل إلى جانب الشرعية، وإحراج الرئيس هادي والتحالف معاً، بهذه العمليات.
ونعت الرئاسة اليمنية مقتل قائد القوات الخاصة السعودية بمحافظة عدن العقيد الركن عبدالله السهيان والضابط الإماراتي سلطان الكتبي اللذين قتلا في اليمن، الأحد.
وأشادت الرئاسة اليمنية بـ"المواقف الأخوية والبطولية التي جسدتها دول التحالف العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في مساندة اليمن والسلطة الشرعية لاستعادة مؤسسات الدولة من سيطرة المليشيا الانقلابية وتحقيق الأمن والاستقرار في ربوع الوطن".
وقالت إن اليمنيين "لن ينسوا مثل هذه التضحيات الجسمية التي يقدمها الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي نصرة للشعب اليمني وسطلته الشرعية".
ابنة قائد القوات السعودية
ونشرت ابنة قائد القوات السعودية في اليمن العقيد ركن الشهيد عبدالله السهيان، على حسابها الخاص في تويتر، تسجيلاً مصوراً لوالدها قالت أنه تم تصويره بتعز، فيما يبدو أنه آخر فيديو له قبل استشهاده.
وقال الشهيد السهيان في التسجيل: "من بداية العمليات التحرك على عدة جبهات داخل تعز وخارجها لقطع خطوط إمداد العدو وتكبيده أكبر خسائر ممكنة وهذا ما تم".
وأضاف: "خسائر كبيرة في الأرواح وفي العتاد والأسرى، وتقدم على مختلف المحاور".
وقد استشهد قائد قوة العمليات الخاصة السعودية العقيد عبدالله السهيان فجر اليوم الاثنين في محافظة تعز.
تهديد عملية السلام
وما يتم تداوله حتى اللحظة مجرد أحاديث إعلامية ونوايا سابقة، على أن الرئيس هادي يستعد لإعلان وقف إعلان الحرب في الساعات القادمة، بعد زيارة المبعوث الدولي له إلى مدينة عدن، والاتفاق على الذهاب إلى جنيف2، بموافقة كافة الأطراف السياسية المتصارعة.
وكان من المقرر أن يعلن الرئيس هادي موعد وقف إطلاق النار في الساعات القادمة، بعد تحقيق القوات المساندة للشرعية، انتصارات ميدانية على جميع جبهات القتال، إلا أن توشكا قد ينسف معادلة السلام، المقرر بدؤها بعد مشاورات مسقط، التي كانت تهيء لحوار جنيف 2.    
ويؤكد محللون سياسيون أن طرف الشرعية يحاول الآن، ألا يظهر بالموقف الضعيف في هذه الحوارات، بل ذهب إليها بعد تحقيقه انتصارات على الأرض، مضيفين، بأن جولات الشرعية القادمة لن تقبل بأي شروط تطرح من قبل الحوثيين، لأنهم لم يقدموا أي تنازلات تثبت حسن نية في تنفيذ القرار الدولي 2216.
وتحدث محللون عسكريون في التحالف، الذي تقوده السعودية والإمارات، لبعض وسائل الإعلام، بأن التحالف لن يقبل إلا بتحقيق انتصار وفقا للاستراتيجية التي بدأ بها الحرب والمتمثلة في إنهاء التمرد وعودة الشرعية ونزع السلاح وانسحاب المليشيات من المدن اليمنية.
التحالف يرد سريعاً على عملية اغتيال قادة
وجاء رد التحالف سريعاً على عملية اغتيال قائد قواتها، فشنت مقاتلاتهما أمس الاثنين غارات مكثفة على مواقع للمسلحين الحوثيين وقوات صالح في المخا ومحافظة تعز (وسط اليمن)، عقب ساعات من مقتل قائد القوات الخاصة السعودية في اليمن.
وقصفت المقاتلات بغارتين رصيف ميناء المخا، بالقرب من معسكر الزيادي الذي يسيطر عليه المسلحون الحوثيون وقوات صالح، حسبما قال مصدر محلي في المدينة.
وقال شهود عيان بأن غارات استهدفت آليات مسلحة وعربات كانت مخبأة تحت الأشجار في قرية فقاصة بالعمري، كما استهدفت غارات أخرى مواقع للحوثيين بمنطقة حواص في مديرية مقبنة غرب مدينة تعز.
وحسب مصادر إعلامية فإن المقاتلات شنت أيضاً غارات استهدفت اجتماع لقيادات ميدانية حوثية ومسلحي الجماعة في جبل الوعش، وأدى ذلك القصف إلى مقتل وجرح العشرات.
وكشف مصادر سعودية عن تكبد مليشيا الحوثي خسائر كبيرة وفادحة خاصة تشكيلات وحدات الحرس الموالية للرئيس السابق علي صالح تحديدا في الوحدات النوعية.
مقتل 68 ضابطاً برتبة عقيد وعميد
وأشارت وسائل إعلام سعودية الى مقتل  68 ضابطاً برتبة عقيد وعميد على يد القوات السعودية وإصابة أكثر من 233 ضابطاً برتب مختلفة بنيران الجيش السعودي .
وأشارت المصادر الى مقتل 43 قناصاً من فرقة القناصة التابعة للقوات الخاصة وأكثر من143 فرداً وضابطاً من وحدات ألوية الصواريخ بينهم 7 من خبراء منظومة صواريخ سكود  بالإضافة للجنود الذين أحرقتهم المدفعية السعودية والطيران.
وبينت المصادر أن القوات الجوية السعودية قد أجهزت على ثلاث مجموعات من نخبة قوات الحرس الجمهوري بكامل أفرادها بقصف جوي للطيران وكان الدور الأبرز لمقاتلات الأباتشي وهذه المجموعات هي مجموعة العقيد فيصل ربيد ومجموعة العقيد عبد الكريم السريحي ومجموعة العقيد يحيى علي الزهيري التي كانت مكلفة بمهمة التوغل داخل الأراضي السعودية.
وأكدت المصادر ذاتها عن خروج 12 لواء من ألوية الحرس الجمهوري عن الجاهزية وتحول عناصر هذه الألوية لمجاميع مليشاوية تقاتل بشكل منفصل أو ضمن ألوية أخرى أو تحت قيادة الجناح العسكري لمليشيات الحوثي، كما وجه ولي العهد بتحرك قوات حرب العصابات على الحدود السعودية اليمنية.
في غضون ذلك، اندلعت معارك عنيفة بين المقاومة والحوثيين بحي الزنوج، وأسفرت عن مقتل ثلاثة مسلحين حوثيين بينهم قناص، وأجبرت المقاومة الحوثيين على الانسحاب من حي الزنوج، حسبما قال مصدر ميداني.
وقال مراقبون إن حوار جنيف سيخرج بتمديد الحرب، لعدم وجود رؤية حقيقية، تقتضي بإنهاء الحرب فمن الضروري وجود طرف منتصر في هذه الحرب.

 



شارك برأيك