آخر تحديث :السبت 15 فبراير 2025 - الساعة:00:33:23
الأزمة في اليمن تحت عدسة بعض الصحف العربية والدولية (تقرير)
(الأمناء/ خاص)



في خضم ما يحدث الآن في البلد من حشد، وانقسام اليمنيين بين مؤيد ومعارض، ارتأت "الأمناء" أن توافيكم بعدستها، التي ستسلطها على كل من الافتتاحيات والآراء التي في بعض الصحف، بشأن تقييمها للوضع المعقد في اليمن، والبداية كانت من الواشنطن بوست.  
«واشنطن بوست»: تحذر من انزلاق اليمن نحو حرب أهلية جراء مواجهة الحوثيين
حذرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية يوم أمس الاثنين، من إمكانية انزلاق اليمن نحو حرب أهلية جراء مواجهة المتمردين من جماعة الحوثي الشيعية هناك.
ورصدت الصحيفة في مستهل تقرير أوردته على موقعها الالكتروني استيلاء مقاتلي الحوثيين أمس الأحد على أراض جديدة في اليمن عقب دعوات من قبل زعماء الجماعة الشيعية بالتسلح وهو ما يدفع نحو التوجه الى الجنوب حيث يتواجد مقر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المحاصر هناك وهو ما ينذر باندلاع حرب طائفية هناك.
كما حذرت من أن تصبح اليمن ساحة لحرب طائفية "بالإنابة" عن دول إقليمية متناحرة.. لافتة إلى أن الاضطرابات منحت المتطرفين المرتبطين بالقاعدة فرصة لتصعيد هجماتهم إلى جانب مخاوف من أن يستغل تنظيم داعش هذه الاضطرابات عقب إعلانه المسؤولية عن التفجيرات التي استهدفت مسجدين شيعيين يوم الجمعة في اليمن.
وسلطت "واشنطن بوست" الضوء على محاولة مقاتلي الحوثيين السيطرة على مدينة تعز ثالث أكبر المدن اليمنية والمعروفة بمشاعرها المعادية للحوثيين، كما رصدت إعلان الجماعة الشيعية للتعبئة العامة بما يفيد باعتزامها التوجه نحو الجنوب وهو ما ينذر بوقوع حرب طائفية لا يحمد عقباها.
الشرق السعودية : الحوثيون والهروب إلى الأمام
من جانبها، الشرق السعودية قالت : تبدو الميليشيات الحوثية المتمردة في اليمن وكأنها تمارس الهروب إلى الأمام بعد أن باتت في وضعٍ لا تُحسَد عليه لفشلها في التمكين لانقلابها الذي نفذته قبل نحو شهرين ضد الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق برئاسة خالد بحاح.
لا جديد في اليمن .. الأغلبية ترفض الانقلاب الحوثي وما تلاه من إجراءات أمنية وسياسية، وهناك رغبة ملحَّة لدى قطاعات واسعة في اليمن لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل أن يجتاح المتمردون القصر الرئاسي في صنعاء.

الثابت أن التحركات الحوثية مرفوضة داخلياً وخارجياً منذ اليوم الأول للانقلاب على الرئيس والحكومة، لكن المتمردين يرفضون الإقرار بأخطائهم ويصرُّون على المضي قدُماً واتخاذ إجراءات جديدة والتمدد عسكرياً؛ والهدف هو فرض الأمر الواقع على المجتمع وقواه وتكريس وضع جديد يُراد له أن يكون مقبولاً شعبياً، وهو ما لم يحدث.

كلما مرَّ الوقت وجد المتمردون أنفسهم في ورطة حقيقية، إنهم يعزلون أنفسهم بأيديهم، والعزل يأتي من فئات المجتمع، القوى السياسية والشعبية في اليمن تجدد كل يوم رفضها الإملاءات المستندة إلى قوة السلاح وتتمسك بالحوار الوطني والمبادرات التي طرحتها دول الخليج العربي.

لا أفق لهذه التجربة ولا مجال لنجاح هذا المشروع، ولن يجدي الهروب إلى الأمام ومحاولة إخفاء ملامح الأزمة نفعاً، الحل يكمن في الامتثال لإرادة اليمنيين الذين يصرّون على الالتزام بالحوار والمبادرات ويخشون على بلدهم من الانزلاق إلى الفوضى التامة إذا استمر التمرد على الدولة وتفتيت مؤسساتها.

البيان الإماراتية: الخليج لا يتخلى عن اليمن
وقالت البيان الاماراتية :إن إعلان دول الخليج العربي استعدادها لبذل كل الجهود لدعم أمن اليمن واستقراره، وأن أمن الخليج وأمن اليمن كلٌ لا يتجزأ، جاء ليؤكد الدور الأساسي لمنظومة مجلس التعاون في استتباب الأمن والاستقرار الذي تعيشه المنطقة، وجهود المجلس في تحقيق توازن إقليمي، من خلال علاقات متكافئة، حيث أثبتت دول مجلس التعاون أنها لن تتخلى عن اليمن، رغم الأزمة التي تعصف بها، وأنها ستكون جداراً منيعاً أمام أي تدخل خارجي يهدف إلى تقسيم البلد إلى دويلات.

تنفرد دول الخليج دوماً بموقف أخوي وشجاع في دعم أشقائها في اليمن في أحلك الظروف، وهذا ليس جديداً، ولا يمكن أن ينكره إلا جاحد، حيث إن دول مجلس التعاون لم تدخر أي جهد للتواصل والتنسيق المشترك على كافة الأصعدة لحل الأزمة اليمنية، بدءاً بالمبادرة الخليجية، يليها الاجتماعات المتكررة لمطالبة مجلس الأمن باتخاذ قرار تحت الفصل السابع بشأن اليمن، إضافة إلى مؤتمر الحوار المرتقب في الرياض، لاحتواء الصراعات الداخلية في هذا البلد، ما يدل على أن اليمن ليس وحيداً في محنته، بل إن دول الخليج صمام الأمان لهذا البلد، حيث أبدت حرصاً كبيراً على مساعدة اليمن، والحيلولة دون سقوطه بأيدي الميلشيات المسلحة، وبأن يتجاوز هذه المرحلة، بما يحفظ أمنه واستقراره، ويصون سيادته واستقلاله ووحدته.
هناك حرص خليجي على دعم الشعب اليمني، وعدم الاستسلام لسلطة الفوضى والمليشيات المسلحة التي تريد جر البلاد نحو المجهول، بحيث إن التحركات الأخيرة تصب أساساً في التصدي لكل الأطماع التخريبية الهادفة إلى تقسيم اليمن، ولكن في مقابل هذا الحرص، يجب على كل اليمنيين عدم الاستسلام للمتمردين الحوثيين، والوقوف كجبهة واحدة لإنقاذ بلادهم من براثن الفوضى والإرهاب، والتأكيد للجميع أن اليمن موحد، ولن يكون أبداً لقمة طرية في أيدي العابثين.

عكاظ السعودية: اليمن.. والسيناريو الكارثي
إلى ذلك، تحدثت عكاظ السعودية قائلة: يبدو أن كل يوم يمر باليمن من أخطر السيناريوهات، فبعد اجتياح تعز والسيطرة على مفاصلها الاستراتيجية، واستمرار غارات الطائرات الحربية على مقر قصر الرئاسة في عدن، في استهداف مباشر للرئيس الشرعي، وقبل ذلك التفجيرات الإرهابية التي ضربت صنعاء.. بعد كل ذلك لا يزال مجلس الأمن الدولي عاجزا عن اتخاذ قرارات حاسمة لردع الانقلاب ووقف العبث بمقدرات شعب ومنطقة تواجه تحديات غير مسبوقة.

المؤشرات والمعلومات المتوفرة حتى الآن، تقود اليمن إلى السيناريو الكارثي، ما لم تسارع القوى الإقليمية والدولية إلى التدخل السريع لوقف هذا التدهور، لاسيما في ضوء الحديث عن احتمالات توجه الانقلابيين بدعم ومساندة موالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح إلى عدن، وتواصل المخطط الحوثي للسيطرة على محافظة مأرب النفطية التي لا تزال المواجهات مستمرة فيها بين رجال القبائل ومسلحي الحوثي.. صحيح أن مأرب لم تسقط بعد ولاتزال تقاوم، لكن إلى متى يمكن أن تقاوم، في ظل دعم إيراني بالسلاح والعتاد لميليشيات الانقلاب.

وإذا كان الحال كذلك في مختلف مناطق اليمن، فإن السيناريو الأسوأ الذي بدا يلوح في الأفق ليس بعيدا عن اليمن واليمنيين في ظل هذه الأجواء المفعمة بالتفجيرات وقصف الطائرات الحربية، وتواصل الزحف الحوثي على المحافظات والمدن، وهو ما يجب التحذير منه، لأنه سيناريو لن يبقي ولن يذر، ومن ثم فإن حوار الرياض المرتقب الذي باركته القوى الإقليمية والدولية، يبدو أنه المخرج الوحيد للحيلولة دون انزلاق البلاد إلى حرب أهلية وتدخلات خارجية.


الوطن السعودية: مجلس التعاون أقرب لليمن والرهان على إيران خاسر
الوطن السعودية لم تغب عن اليمن فتحدثت كالتالي:" يُفترض في الدعوة التي وجهها قادة ومسؤولون من دول مجلس التعاون الخليجي، بعد اجتماعهم المنعقد في الرياض، إلى سرعة انعقاد الحوار اليمني أن تجد قبولا من مختلف الأطراف المختلفة، فما أوضحه المجتمعون من أن أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن الخليج هو حقيقة لا مجال لإلغائها في جميع الأحوال والظروف.

ولعل ما تم بحثه في لقاء الرياض يصب في المحصلة النهائية في مصلحة أبناء المنطقة، إذ لا ينفصل أمن أي دولة خليجية عن أمن دولة أخرى، واستقرار دول المنطقة بالنتيجة هو مطلب شعبي لا غنى عنه، من أجل استمرار التنمية وحركة التطور في المجالات كلها، ووجود الاضطرابات في اليمن يعني أن المنطقة غير مستقرة، وربما يؤثر ذلك على أمن دولها، ويقود إلى مخاطر على المستوى الداخلي لهذه الدولة أو تلك، ويعطل كثيرا من الحركة النهضوية فيها.

لذلك حين أشار المجتمعون إلى تطورات الأحداث في اليمن وخطورة تداعياتها، ونبهوا من إمكان حدوث عواقب غير جيدة، ربما تتجاوز أمن المنطقة واستقرارها إلى التأثير على الأمن الدولي، فإنما هم يتحدثون عن فهم صحيح للأزمة، فالخروج على الشرعية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، يؤدي في نهاية المطاف إلى فوضى تضر اليمن ودول الجوار، وعليه فإن دعم قادة دول مجلس التعاون الخليجي للشرعية في اليمن هو في حد ذاته دعم للشعب اليمني لإخراجه من حالة الفوضى التي يسعى إليها الحوثيون وأتباع النظام السابق ممن أشار إليهم الرئيس هادي صراحة في كلمته أول من أمس.

من هنا، فإن ما تمخض عنه اجتماع الرياض يجب أن ينظر إليه بعين الاعتبار من قبل الذين يريدون نشر الفوضى في اليمن، إذ من المستحيل عليهم بما يفعلونه أن يجدوا قبولا لدى دول مجلس التعاون، وإن كانوا يعتمدون على إيران فرهانهم خاسر، لأن ما يربط أبناء الشعب اليمني مع أبناء دول مجلس التعاون كبير جدا سواء على المستوى المجتمعي أو السياسي أو الاقتصادي أو التاريخي، ومن الصعب أن يخترق الحوثيون ومن يوالونهم ذلك مهما حاولوا. الأمر الذي يحتم على الجميع تلبية دعوة الرئيس هادي للمشاركة في مؤتمر في الرياض تحت مظلة مجلس التعاون، ومن لا يفعل فإنما لا يريد الخير لليمن.

اليوم السعودية: «نيران اليمن تتسع.. وحتمية الحزم الخليجي»
وأخيراً كان لـ"ليوم السعودية" أن تختتم هذه الآراء بحديثها: يبرهن الحوثيون وحليفهم علي عبدالله صالح، أنهم يستمرون في برنامج تدمير اليمن، وترسيخ الفوضى، واشعال النيران على حدود الخليج، على حساب مستقبل اليمن، وعلى حساب أمن اليمنيين، وعلى حساب مصالح الخليج الحيوية.
واعتداء الميلشيات الحوثية وقوات صالح، على تعز واحتلالها وتحويل مطارها إلى قاعدة إيرانية، يمثل تطوراً أكثر خطورة من التصرفات الحوثية السابقة، إذ تأتي هذه التطورات في أعقاب استعداد دول الخليج لعقد مؤتمر مصالحة وشيك لليمنيين.
وبات احتلال جزء من تعز ومطارها رسالة من الحوثيين وحليفهم إلى الدول الخليجية والعالم، بأنهم مستمرون في خططهم، ولا يلقون بالاً لكل المناشدات بضرورة الجنوح إلى السلام، وتجنيب اليمن محرقة حرب أهلية طاحنة لن يفوز فيها أي يمني، والفائز الوحيد سيكون طهران التي تحاول توظيف المأساة اليمنية في تكتيكاتها الخطيرة.
ويتعين أن يعلم الحوثيون وحليفهم صالح، أن طهران لا تأبه بهم ولا يهمها إن فازوا أو خسروا، وليست معنية بأي مهمة سلام في اليمن، بقدر ما تطمح إلى تحويلهم إلى أوراق لعب في يد جنرالات الحرس الثوري.
وبعد أن سيطر الحوثيون وحليفهم على مطارات اليمن، عدا عدن، وبعد أن برهنوا يوماً بعد يوم، على أنهم ماضون في مخططهم، وتأمين اتصالات مع طهران، فليس أمام دول الخليج إلا أن تتخذ الإجراءات التي تحمي مصالحها الحيوية في اليمن، بكل السبل الممكنة، بما في ذلك دعم عملي وسريع للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والقبائل والفصائل التي تؤيد الشرعية وسلام اليمن، ضد قوى الفتنة والشر التي تسعى إلى تحويل اليمن إلى قاعدة إيرانية، لتكون خنجراً في خصور الخليجيين، ولتكون مركزاً لنشر الفوضى والخراب والمشاكل في طول اليمن وعرضها وفي دول الخليج.
ويتعين على دول الخليج أن تعجل في عقد مؤتمر السلام اليمني بمن حضر، ولا تعطي للحوثيين وحليفهم وخبراء الحرس الثوري الفرصة للمماطلة وتمييع المؤتمر وإفشاله.
وأي طرف يحاول ابتزاز دول الخليج وفرض شروط أو يلجأ إلى المماطلة لكسب الوقت لحساب الحرس الثوري الإيراني، يتعين أن تعتبره دول الخليج مضاداً للسلام ولمصالح اليمن وللمصالح الحيوية للدول الخليجية، وأن تتخذ إجراءات دعم سريعة وقوية لمؤيدي السلام في اليمن، وتتخذ إجراءات ضد مثيري الفتنة والاضطراب وأتباعهم والقبائل التي تدعمهم؛ لأن هدفهم سيصبح تصدير المشاكل والفتن والمؤامرات إلى الإقليم وتمهيد الطريق للعدوان على دول الخليج.
ويمكن بكل بساطة لدول الخليج أن تحاصر الفتنة في اليمن باتخاذ إجراءات سريعة لحظر دخول الحوثيين وأتباعهم والقبائل التي تؤيدهم، ويمنعون من التعامل التجاري مع دول الخليج، عندها سيعيد الكثير حساباتهم حينما يعلمون أن مصالحهم الكبرى المستقبلية مع دول الخليج مهددة، ولن تعوضها رشاوى الحوثيين وحليفهم ولا هدايا الحرس الثوري الإيراني وجعجعة إعلامه.
ومن غير المقبول أن تسمح دول الخليج للنيران التي تشعلها طهران في اليمن لتتسع وتصبح مهددة للمنطقة، وعليها أن تواجه الحوثيين وصالح والخطر الإيراني بحزم وقوة، وأن تغلق باب الشر في وقته قبل أن يتسع ويصبح غير قابل للسيطرة.
ويجب أن تحذر الدول الخليجية من السلوكية الحوثية التي تنتهج أساليب حزب الله اللبناني، وتمارس المماطلة والمخاتلة والتعطيل، وكسب الوقت وترسيخ مكتسباتها؛ لتفرض واقعاً جديداً.

صحيفة الامناء




شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل