قامت الحكومة الأمريكية، الأحد الماضي، بتصنيف مليشيات الحوثي جماعة إرهابية، ابتداء من 19 يناير 2021 الجاري، ويهدف القرار لمحاسبة الحوثيين على أعمالهم الإرهابية ضد اليمنيين.

وقال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في بيان نشره على صفحة الوزارة باللغتين الانجليزية والعربية، بأن الحوثيين جماعة ميليشيا قاتلة تدعمها إيران في منطقة الخليج قادت حملة وحشية أسفرت عن مقتل العديد من الناس، وما زالت تزعزع استقرار المنطقة، وتحرم اليمنيين من التوصل إلى حل سلمي للصراع في بلدهم.

وصنفت الحكومة الأمريكية ثلاثة من قادة الحوثيين وهم: عبد الملك الحوثي وعبد الخالق بدر الدين الحوثي، وعبد الله يحيى الحاكم، كإرهابيين عالميين.

ما علاقة القرار الأمريكي بالقصف على مطار عدن؟

وتعد مليشيات الحوثي الإرهابية هي أخطر جماعة إرهابية في اليمن وتشمل خطرا كبيرا على المنطقة بسبب ارتباطها بالنظام الإيراني.

ويعتبر الهجوم الإرهابي الذي استهدف مطار عدن الدولي أثناء وصول الحكومة الجديدة في 30 ديسمبر وخلف عشرات القتلى والجرحى من المدنيين دليلا دامغا على إرهاب الحوثيين.

وتقول معلومات استخباراتية أمريكية - سيتم الكشف عنها قريبا – إن للحوثيين علاقة بقصف مطار عدن بعد أن حددت الأقمار الصناعية الأماكن التي تم منها إطلاق الصواريخ وهي مناطق تقع تحت سيطرة مليشيات الإخوان.

واعترف عضو المكتب السياسي للحوثيين، عبدالوهاب الحبشي، باستهداف جماعته مطار عدن، حيث قال ‏عبدالوهاب الحبشي في مداخلة مع قناة 24 الفرنسية: "إن ذلك يأتي في إطار الدفاع عن النفس" وردا على ما وصفه بالعدوان الذي أعلنته السعودية ممثلا بعاصفة الحزم.

وقال بيان الخارجية الأمريكية إن الحادث الإرهابي الذي استهدف مطار عدن الدولي تأكيد واضح وتبرير على إدراج الحوثيين ضمن الجماعات الإرهابية.

وأكد البيان: " نحتاج إلى أن ننظر إلى أبعد من الهجوم القاسي الذي استهدف المطار المدني في عدن في 30 ديسمبر/كانون الأول، والذي ضرب فيه الحوثيون محطة الوصول، مما أسفر عن مقتل 27 شخصاً، بينهم ثلاثة من موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لرؤية الدمار الذي يواصل الحوثيون إلحاقه بالمدنيين والبنية التحتية المدنية.

إدراج الحوثيين مع الجماعات الإرهابية هل سيعيد صنعاء؟

وعلى ما يبدو أن الحرب في اليمن فشلت بعد ست سنوات من تدخل التحالف العربي بقيادة المملكة الغربية السعودية، وأصبح الحوثيون أكثر قوة من أي وقت مضى، ولن يؤثر القرار الأمريكي على قوتهم في الشمال بحيث وأن القرار جاء من إدارة ترمب الذي فشل في الرئاسة الأمريكية مع جو بايدن.

واعتبر المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام أن القرار بتصنيفهم جماعة إرهابية دليل على فشل الإدارة الأمريكية فيما يخص اليمن، فهي تتوج فشلها بقرارات تافهة وبائسة.

وقال عبدالسلام في تغريدة له على "تويتر": "إن القرار يأتي من  إدارة أمريكية هي عرضةٌ للعزل والمحاكمة، عليها أن تنشغل بحالها وتفكر في مصيرها".

ويرى مراقبون أن استعادة صنعاء من مليشيات الحوثي يبدو مستحيلا في هذا التوقيت، نظرا للقوة الصاروخية التي تملكها مليشيات الحوثي بدعم من إيران، حيث استهدفت مواقع ومنشآت حيوية للملكة العربية لذلك ستبقى مصدر خطر على السعودية.

ومن المتوقع أن ترضخ السعودية للسلام في اليمن بعد فشلها في الحسم العسكري وضعف القوى اليمنية الشمالية المناهضة للحوثيين في تحقيق أي انتصار عسكري رغم الدعم العسكري الكبير الذي قدمه التحالف العربي للقوات في مأرب التي تخضع لحزب الإصلاح الإخواني.

كيف سيؤثر القرار حال تطبيقه على الحوثيين؟

ولقي قرار تصنيف جماعة الحوثي ضمن قوائم الإرهاب ترحيبا كبيرا محليا وعربيا وخليجيا، ويأتي في صالح المشروع العربي القومي في نهاية إدارة الرئيس ترامب.

وستخسر المليشيات الحوثية اقتصاديا وعسكريا في حال تم تطبيق القرار الأمريكي وصادق عليه الكونجرس.

حيث سيسمح لواشنطن بفرض قيود على النشاط الاقتصادي والمالي للميليشيات، وتجميد أرصدتها وأصولها في الولايات المتحدة إن وجدت.

وقال مراقبون إن القرار سيسهم في الحد من حركة الجماعة ونشاطها الإقليمي والدولي وطرق تمويلها وسيضاعف الضغوط عليها على أكثر من صعيد.

هل يفك إخوان اليمن ارتباطهم بالحوثيين؟

ويعتبر تنظيم الإخوان المسلمين هو الداعم الأول للتنظيمات الإرهابية في العالم، حيث يعتبر القاعدة وداعش فرعًا من فروع الإخوان المسلمين.

وفضح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تنظيم الإخوان المسلمين وارتباطهم بالنظام الإيراني.

قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو نظام إيران ساعد تنظيم القاعدة في تنفيذ هجمات 11 سبتمبر، مؤكداً أن القاعدة وإيران محور الدمار في العالم.

وأضاف بومبيو، في مؤتمر صحافي، إن إيران سمحت لعناصر القاعدة بحرية التواصل مع الخارج، وحرية الحركة في الداخل، واصفا إيران بأنها أفغانستان الجديدة بالنسبة للقاعدة.

وكشف وزير الخارجية الأمريكي عن أن عضو القاعدة أبو محمد المصري، الذي قتل قبل نحو عام، كان يعيش في إيران، مشددا أن تنظيم القاعدة وجد الملاذ الآمن في إيران.

هل يستفيد الجنوب من تصنيف الحوثيين جماعة ارهابية؟

اعتبر مسؤول  في المجلس الانتقالي أن قيام الولايات المتحدة بتصنيف المليشيات الحوثية جماعة إرهابية مؤشر مهم للجنوبيين ليرتبوا صفوفهم .

وقال رئيس العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي أحمد عمر بن فريد: "إن تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية خطوة أمريكية متوقعة من قبل إدارة ترامب".

وبين أن هذه الخطوة غير مستحبة لإدارة بايدن أو المبعوث الأممي لأسباب كثيرة، لم يذكرها، وأشار بن فريد إلى أن تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية لصالح الجنوبيين، حيث قال: "والأهم أنها تعتبر مؤشرا مهما للجنوبيين كي يرتبوا أوراقهم ويوحدوا صفهم وهدفهم تماشيا مع المعطيات الجديدة والواقع على الأرض والأهم حق شعبنا في الاستقلال".

ورحب ‏المجلس الانتقالي بالمساعي الأمريكية لتصنيف جماعة الحوثيين اليمنية منظمة إرهابية، حيث تابع الانتقالي الجنوبي باهتمام تصريحات وزير الخارجية الأمريكية السيد مايك بومبيو المتضمنة سعي حكومته لتصنيف جماعة الحوثيين اليمنية منظمة إرهابية.

‏وأكد الانتقالي -على لسان متحدثه  - أنه يرحب بأي توجه من شأنه وضع حد لممارسات هذه الجماعة وغيرها من الجماعات الإرهابية المتطرفة التي تواصل ارتكاب الجرائم في اليمن والجنوب بما في ذلك القتل والخطف والحصار واستهداف الأعيان المدنية وغيرها من الممارسات الإرهابية حيث تمتد تهديداتها إلى المنطقة عموماً، ‏ولعل أحدث تلك الجرائم والمجازر الهجمات الصاروخية التي استهدفت مطار عدن الدولي يوم الأربعاء 30 ديسمبر 2020م.