آخر تحديث :الاثنين 15 يوليو 2024 - الساعة:23:00:30
صحف عربية : المناورات الإخوانية تعرقل الحوار الليبي
(الامناء/وكالات:)

احتضنت العاصمة التونسية أول أمس الإثنين، جلسات الحوار بين الفرقاء الليبيين عبر وساطة الأمم المتحدة، في مسعى للتوصل إلى تفاهمات لإنهاء النزاع في هذا البلد، والترتيب لوضع مؤسسات الحكم الدائمة.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، تترقب الدول توافق الفرقاء من أجل إنهاء الأزمة الليبية، فيما تتصاعد المخاوف من إعادة تكريس هيمنة تنظيمات الإسلام السياسي على المشهد الليبي.

ليس مجرد حدث

قالت صحيفة البيان الإماراتية، إن ملتقى الحوار الليبي المنعقد بتونس لم يعد مجرد حدث، وإنما سيتحول إلى جسم سياسي من المنتظر أن تكون له اليد الطولى في تشكيل ملامح المرحلة السياسية القادمة.
ويرى المراقبون أن الجسم الجديد سيكون ذا صلاحيات واسعة تتجاوز صلاحيات مجلس النواب ومجلس الدولة الاستشاري، حيث سيكون الدور الأهم في متابعة تنفيذ قراراته بما فيها تشكيل المجلس الرئاسي الجديد وحكومة الوحدة الوطنية والإشراف على التعيينات في الوظائف السياسية والسيادية، كما سيكون الشريك المعلن للأمم المتحدة والقوى الإقليمية والدولية في قيادة البلاد إلى مرحلة الاستقرار.
وأضافت "الأمر لا يخلو من محاذير، بسبب الخلافات حول مدى الشرعية التي سيحظى بها الملتقى في ظل تغييب فعاليات مهمة من المجتمع الليبي عن قائمة المشاركين فيه".
وأشارت الصحيفة إلى أن المشاركين ورغم الاختلافات الحاصلة بينهم، سيصدّقون على مسودة الاتفاق النهائي بعد إدخال بعض التعديلات التي لن تؤثر على جوهره.

دخان أبيض

ومن جهته، قال الكاتب والباحث الليبي الدكتور جبريل العبيدي في مقال له بصحيفة الشرق الأوسط، "الجميع اليوم يترقب الدخان الأبيض في تونس، معلناً توافقاً ليبياً ليبياً لحل أزمة طالت لسنوات".
وأضاف "يبقى حوار الليبيين في تونس بارقة أمل وفرصة حقيقية لتحقيق تقدم في العملية السياسية الليبية، وكذلك أهمية إشراك دول الجوار الليبي في حوارات التسوية السياسية في ليبيا، والاستفادة من مخرجات حوار لجنة العسكريين العشرة للمساهمة في حل الأزمة الليبية".
وأشار إلى أن حوار تونس رغم عدم التوازن في التمثيل المجتمعي والسياسي في قائمة الحضور، فإنه يبقى خطوة إيجابية مهمة، وإن كان يشوبها استبعاد شخصيات وطنية فاعلة؛ وهذا يطرح كثيراً من علامات الاستفهام حول من شكَّل اللجنة ومن اختار أعضاءها، كما أن حوار تونس يتم في وجود شخصيات جدلية بعضها متهم بالمجاهرة بالانتماء لجماعات تصنف إرهابية في بعض دول الجوار الليبي والرباعية العربية".

وأوضح الكاتب أن حوار تونس قد يكون مقدمة لدعوة جادة للنشطاء الوطنيين ومشايخ القبائل وأساتذة الجامعات والمجتمع المدني، إلى مؤتمر ليبي ليبي جامع، قادر على أن يحدث فرقاً إيجابياً وجوهرياً يتبلور في حل سياسي ينتهي بانتخابات، بعد أن سئم الليبيون من المراحل الانتقالية التي أهدرت المال والجهد من دون أن تحقق للمواطن استقراراً مستداماً.
واختتم مقاله قائلاً "في تونس الخضراء، يبقى الأمل في صعود الدخان الأبيض معلناً حكومة وحدة وطنية ليبية، بعد أن تحقق إسكات البنادق والمدافع لشهور حتى الآن من دون خروقات تذكر".

مناورات إخوانية

وبدورها، ذكرت صحيفة العرب اللندنية أن عبارات التفاؤل الحذر بنجاح الحوار الليبي التي ترددت خلال الجلسة الافتتاحية لملتقى الحوار السياسي الليبي المباشر بتونس، لم تبدد المخاوف المُتصاعدة من أن ينتهي هذا الحوار إلى استنساخ وثيقة جديدة تُعيد تكريس هيمنة تنظيمات الإسلام السياسي على المشهد الليبي تحت عناوين خادعة.
وقالت إن "هذه المخاوف التي ترافقت مع تحركات وُصفت بـ"المُريبة" وتم رصدها في العاصمة الليبية طرابلس، أخذت تتسلل بقوة داخل أروقة جلسات ملتقى الحوار السياسي بتونس الذي استأنف أمس الثلاثاء أعماله وسط جدار من التعتيم فرضته بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا".
وأفادت الصحيفة بأن عدداً من المشاركين بدأوا يتوجسون من الاستهدافات الخفية لبعض بنود مسودة وثيقة البرنامج السياسي الوطني للمرحلة التمهيدية للحل الشامل في ليبيا.
وأشارت إلى تأكيد مصادر أن "هذا التوجس بدأ يتعمق أيضاً بعد الاطلاع على آليات الاختيار التي جاءت في ملحق مشروع الاتفاق السياسي الجديد في ما يتعلق بالترشح للرئاسي ورئيس الحكوم”، والشروط التي تضمنتها في الفقرتين 6 و7 من ملحق مشروع الاتفاق السياسي الجديد".
كما علمت الصحيفة أن نحو 100 برلماني ليبي يستعدون لإصدار بيان مشترك، سيحذرون فيه من تواجد بعض الأطراف داخل أروقة الفندق الذي تجري فيه جلسات الحوار السياسي الليبي بتونس، ومن تدخلها في مجريات هذا الحوار، عبر اقتراح أسماء والترويج لاتجاهات مُحددة، بما يُنذر بنسف كل الجهود التي بُذلت لإنجاح هذا الحوار.
ويُنتظر أن يُحمّل هؤلاء البرلمانيون الليبيون، بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، مسؤولية هذا الخرق الجسيم، ويطالبونها بتوضيح دور تلك الأطراف وخاصة منها دور منظمة الحوار الإنساني، وسبب وجودها داخل الفندق، وتبيان علاقاتها بملتقى الحوار ومخرجاته.

تفاؤل في حدود

وفي نفس الصحيفة، قال الكاتب التونسي الحبيب الأسود، إن "ملتقى تونس للحوار الليبي بات مثقلاً بعدد من التحديات وبجملة من الأسئلة حول طبيعة مخرجاته، التي لم يعد خافياً أن البعثة الأممية ستسعى إلى فرضها على المشاركين".
وأضاف أن "أهمّ الأسئلة التي تواجه ملتقى تونس هي: ماذا بعد البيان الختامي؟ وكيف ستتم ترجمة الاتفاق على الأرض؟ وهل ستستطيع البعثة الأممية ضمان إخراج القوات التركية والمرتزقة من إقليم طرابلس؟ وهل ستستطيع الدفع نحو حل الميليشيات فعلاً وجمع السلاح؟ وماذا لو رفض مجلس النواب ومجلس الدولة الاتفاق؟ بل وماذا لو رفضت حكومة السراج في الغرب وحكومة الثني في الشرق الاستقالة وترك المجال لحكومة وحدة وطنية؟".

وأوضح أن أي تفاؤل يجب أن يكون في حدود المعقول، فالأزمة الليبية تعقدت أكثر خلال الأشهر الماضية بعد أن سمح ترامب لأردوغان بدخول البلاد واستعراض قوته العسكرية في غربها، والصراع في ليبيا هو صراع من أجل السيطرة على الثروة، حتى أن هناك من أصحاب النفوذ الحاليين من يرفضون بكل قوة التنازل على مناصبهم لكي لا يخسروا امتيازاتهم.
وأشار الكاتب إلى أن المتفائلون يصرون على أن المشاركين في ملتقى تونس سيوافقون على خارطة الطريق كما أعدتها ستيفاني وليامز، ولكن من يسيطرون على الأرض لهم مواقف أخرى، وهناك تناقضات في ما بينهم، لافتاً إلى أن الانتخابات القادمة لا تعني شيئاً في ظل استمرار نفوذ الميليشيات وإصرار أردوغان على تدخله السافر، وكذلك أمام استعداد الإدارة الأمريكية الحالية لتسليم عهدتها إلى إدارة جديدة قد يكون لها موقف مختلف عما تراه إدارة ترامب حالياً.


مباشر انجلترا واسبانيا
مشاهده مباراه انجلترا واسبانيا
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر

شارك برأيك