- رصد 280 حالة وفاة بمرض "الحصبة" في اليمن
- خبير جيولوجي: من المخلفات إلى الوقود.. المسيلة تحول بقايا الديزل إلى مازوت!
- أسعار صرف العملات الأجنبية صباح اليوم 28 نوفمبر
- أسعار الخضار والفواكه في عدن اليوم الخميس
- اسعار المواشي المحلية في عدن اليوم الخميس
- أسعار الذهب اليوم الخميس 28-11-2024 في اليمن
- درجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس في الجنوب واليمن
- تفاصيل انفجار هز مدينة لودر بأبين
- الخبير الاقتصادي د. عبدالجليل شايف يوجه نصيحة مهمة للحكومة والرئاسي لوقف انهيار العملة
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الأربعاء بالعاصمة عدن
غياب الحكومة وضعف بعض الأجهزة الأمنية والقضائية من أبرز الأسباب لانتشار الثأر
تركيبة نظام الاحتلال اليمني القبلية المتخلفة عملت على إثارة الفتن بين الجنوبيين عن طريق الثأر
شبوة الأكثر تضررًا من الثارات بسبب ضعف الأمن بمديرياتها لأكثر من 30 عامًا
الثأر آفة تدمر المجتمعات، وهي أن يقوم أولياء الدم "أقارب القتيل" بقتل القاتل نفسه أو قتل أحد أقاربه؛ انتقاماً لأنفسهم دون أن يتركوا للجهات المختصة حق إقامة القصاص الشرعي. وتعد من أخطر وأعقد وأقدم الظواهر الاجتماعية الموروثة التي تعاني منها المجتمعات البشرية وتهدد الأمن والاستقرار والسكينة والسلم الاجتماعي وتعيق التنمية والتطور.
لم تكن هذه الآفة بارزة في الجنوب قبل الوحدة المشؤومة عام 1990م بين الشمال والجنوب، ولكن بدأت عصابات صنعاء تغذي وتنبش النعرات والثارات بين القبائل بمحافظات الجنوب خاصة في المحافظات الغنية بالنفط وظهرت هذه المشكلة أكثر في محافظة شبوة، فانتشرت وتزايدت حوادث الثأر بشكل مخيف بين القبائل ووصلت إلى الثأر في إطار القبيلة والأسرة والواحدة؛ لتحصد الأرواح دون تمييز فانعكست على المجتمع والأسرة سلباً.
النخبة الشبوانية ودورها في انحسار قضايا الثأر
وكان للنخبة الشبوانية منذ انطلاقها في 2017م دورٌ كبيرٌ في منع حمل السلاح وانحسار قضايا الثأر، إلا أنه بعد إخراجها وتسريحها في أغسطس 2019م، عاودت قضايا الثأر بالظهور والتوسع وأصبح "الطارف غريم"، وفي ظل غياب الحكومة وضعف بعض الأجهزة الأمنية والقضائية يصبح الصلح القبلي أو ما يعرف بالتحكيم والأحكام العرفية التي يلجأ إليها المجتمع حل للخروج بحلول ترضي الأطراف المتنازعة في بعض مناطق ومحافظات الجنوب.
أسباب الثأر
فما أسباب الثأر في مناطق ومحافظات الجنوب؟ وما أكثر محافظات الجنوب تضررا منه ؟ ولماذا؟ وما الآثار التي يتركها الثأر القبلي على المجتمع والقبيلة والأسرة؟ وهل هناك جهود حكومية ومجتمعية تبذل لإيقاف الثارات؟ وكيف يمكن الحد من قضايا الثأر وعودة روح المدنية في كل مناطق ومحافظات الجنوب؟
الوحدة اليمنية المشؤومة
البداية كانت مع الشيخ فارس ناصر المشيعي بلعبيد، رئيس حلف أبناء وقبائل شبوة، فيقول: "نشكركم على اهتمامكم بهذا الموضوع المهم جدا، في حياة المجتمع الشبواني خصوصاً والجنوبي عموماً، ونود إحاطتكم بأننا بذلنا جهوداً عظيمة؛ من أجل الحد من انتشار قضايا الثارات والنزاعات وحلها بتأسيس وإشهار حلف أبناء وقبائل شبوة، برعاية محافظ شبوة الشيخ عوض بن الوزير العولقي". مضيفا: "هناك أسباب عديدة للثارات وانتشارها ومن أهم الأسباب بعد إعلان الوحدة اليمنية العادات والتقاليد القبيلة التي كانت سائدة في تركيبة نظام الحكم في الشمال كان لها تأثيراً كبيراً على المجتمع القبلي في الجنوب وإعادة انتشار الثارات والنزاعات الجاهلية ونبشها من جديد".
ويوضح الشيخ الخبيلي قائلاً: "طبيعي جداً ما يحدث في الفترة الأخيرة بالجنوب فهناك قوى معادية عندما شعرت أن الجنوب محرر ويسعى نحو استعادة دولته الجنوبية، وتلك القوى لها أهداف ومصالح كبيرة ستفقدها في حالة عدم زعزعة الأمن والاستقرار بالجنوب، بكل تأكيد يحاولون تغذية الثارات والنزاعات واستغلال التركيبة الاجتماعية القبيلة وزرع الفتنة واستغلال فرصة الصراعات السياسية والعسكرية في الفترة الحالية".
غياب الحكومة
ويتحدث من محافظة أبين الشخصية الاجتماعية الأستاذ محمد الشيبه المرقشي قائلا: "أسباب الثارات في مناطق ومحافظات الجنوب عدة منها: غياب دور الحكومة وأجهزتها، حين تغيب الحكومة وتعطل المحاكم والنيابات تبرز هذه الظاهرة في المجتمع، وأيضا غياب الوازع الديني، وانتشار السلاح".
عصابات صنعاء
بينما يرى الشيخ شائع سالم حيدرة داحوري، شيخ مشايخ الجبل الفضلي بمحافظة أبين "أنَّ بعض محافظات الجنوب تعاني من مشكلة الثارات، ولكن لشبوة النصيب الأكبر منها". ويرجع ذلك هناك لعدد من الأسباب منها:
1- أصبح الحكم القبلي المتبع شمالًا من قبل عصابات الشمال هو الحكم السائد اليوم في عموم محافظات الجنوب؛ ليخلق بيئة خصبة لإعادة مشكلة الثارات التي انتهت سابقاً.
2- اختلاف الأهداف والرؤى أنتج عدة ولاءات كل منها يعمل جاهدة على إفشال الآخر.
الثروات والنفط
ويؤكد القيادي في قوات دفاع شبوة محمد أحمد سعيد بارحمة قائلاً: "الثأر وما أدراك ما الثأر..! هو الجرح الجنوبي النازف من شعب الجنوب منذ حرب صيف 1994م، إن أكثر المحافظات تعاني من الثأر هي محافظه شبوة منذ الاحتلال الشمالي للجنوب حتى يومنا هذا لا زالت شبوة جريحة، وجرحها نازف بسبب الثأر الذي نبشته وتغذيه قوى الشمال الاحتلالية؛ لأن قوى الشمال اليمني الاحتلالي لا تريد لأبناء الأرض الاستفادة من ثرواتهم التي على أرضهم وقبل كل شيء لا يريدون لأبناء شبوة أن يكونوا صفاً واحداً وسداً منيعاً لمحافظتهم الغنية بالنفط والمعادن لهذا يشغل أبناؤها بالفتن والصراعات القبلية".
ضعف الأمن
فيما يقول الأستاذ محمد فضل الحامد الدغاري، رئيس منتدى يزان للحد من الثأر- شبوة: "أكثر محافظات الجنوب التي تعاني من الثأر محافظة شبوة؛ لأن هناك عدة أسباب من أهمها ضعف الأمن في مديريات شبوة منذ أكثر من 30 عاماً".
الآثار كارثية ومدمرة
وعن آثار الثأر على المجتمع والقبيلة والأسرة يقول الشيخ فارس الخبيلي: "الآثار كارثية ومدمرة في المجتمع عامة والأسرة خاصة، وتنعكس على مختلف المجالات الإنسانية والاجتماعية والسياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية".
آثار نفسية واجتماعية
بينما يضيف أ. المرقشي: "آثار هذه الظاهرة في المجتمع والأسرة كارثية فالأسرة تفقد رب الأسرة ومعيلها؛ مما يسبب آثارا نفسية واجتماعية تنعكس سلباً على المجتمع، أما على المجتمع فتكون سببا رئيسيا في تفكك النسيج الاجتماعي".
عهد النخبة الشبوانية
ويضيف محمد بارحمة: "هناك جهود حكومية في كافة مناطق ومحافظات الجنوب امنياً في مكافحه الجريمة واشكالها ماعدا المناطق ذات المجتمعات القبلية التي تتواجد في محافظات الجنوب وبالأخص محافظه شبوة، كان في عهد النخبة الشبوانية سابقاً أمن وأمان وتعمل على الحد من ظاهرة الثأر بشكل كبير ونتيجة لتلك الجهود تأمنت مديريات وأودية وساحل وصحاري شبوة بوجود قوات النخبة الشبوانية الموالين للمجلس الانتقالي الجنوبي".
العرف القبلي
بدوره الشيخ شائع يقول: "لم نشاهد أي جهد يبذل من الحكومة في سبيل إيقاف مشكلة الثأر أو الحد منها والعمل على معالجتها اطلاقاً، وما نشاهده اليوم من مساع ومعالجات لمشكلات الثارات هو من قبل المشايخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية وفي الإطار العرفي المتعارف عليه قبليا".
جهود مبعثرة
ويرى أ. الدغاري "أن المواطن الشبواني لم يلمس أي دور حكومي، وهناك جهود مبعثرة مجتمعية لا ترقى لإيجاد حلول باعتبار هذه المشكلة مشكلة أمنية بامتياز".
توحيد الصفوف
بينما يقول الشيخ الخبيلي: "يمكن الحد من قضايا الثارات وعودة روح المدنية في مدن ومناطق ومحافظات الجنوب باتخاذ عدد من الخطوات منها:
1- أن تعمل الحكومة على تعزيز المنظومة الأمنية والقضاء والنيابات في كل محافظات الجنوب.
2- أن يبادر رجال الدين والعلماء والخطباء والدعاة بالتركيز في المحاضرات والندوات وخطبة الجمعة على توعية الناس وتوضيح آثار الثأر وعقوباته وأحكامه في الشرعية الإسلامية.
3- تكاتف المجتمع، ويجب على المشايخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية والوجهاء أن يوحدوا صفهم في تحالف يجمعهم؛ من أجل لم الشمل والسعي في حل القضايا والتدخل منهم في طلب صلح أو هدنة وإيقاف إراقة الدماء وقتل النفس التي حرمها الله، وخلال فترة الصلح يتم التدخل وحل اغلب القضايا وطبعا يكون ذلك بمساندة السلطة المحلية والمجلس الانتقالي الجنوبي ودعمهم للأحلاف القبلية".
وأوضح قائلا: "نحن بمحافظة شبوة لدينا كيان حلف أبناء وقبائل شبوة، عملنا على تأسيسه منذ 7 شهور، ويضم أغلبية أبناء قبائل شبوة مشايخ وأعيان وشخصيات سياسية وعسكرية واجتماعية وثقافية وإعلامية، ويهدف إلى إصلاح ذات البين وتوحيد الصف ولم الشمل وإنهاء قضايا الثارات والنزاعات".
التعامل بصرامة
بدوره محمد بارحمة يضيف: "للحد من الثأر يجب أولاً: التوعية المدنية والمجتمعية والحكومية والدينية لكل محافظات الجنوب حول ظاهرة الثأر وأضراره وآثاره التي تمزق التعايش السلمي والنسيج المجتمعي الواحد، فهذه أسس الانطلاق نحو مجتمع مدني يتصف بالسلام والترابط الاخوي والوطني الذي يخدم الإنسانية في كل المجتمعات بمحافظات الجنوب. وثانياً: دور القوات الأمنية الجنوبية بتأمينهم لكل مديريات محافظات الجنوب والتعامل بصرامة امام هذه الظاهرة التي تفتك بالحرث والنسل".
سرعة معالجة القضايا
فيما يردف أ. المرقشي: "الحد من الثأر يكون باستعادة الدولة وأجهزتها وتفعيل دور الأمن وسرعة البث في قضايا الثأر وسرعة إصدار الأحكام".
تفعيل الأمن والقضاء
ويؤكد أ. الدغاري قائلاً: "الحل الجذري يكمن في تفعيل الدور الأمني والقضائي، باعتبار القبائل تريد اليوم الخلاص من آفة الثأر بعد ان انتشرت داخل القبيلة نفسها".
عودة الدولة الجنوبية
ويقول الشيخ شائع: "لا يمكن الحد من قضايا الثأر وعودة روح المدنية إلى مدن ومناطق ومحافظات الجنوب إلا بعودة الدولة الجنوبية دولة النظام والقانون وما سواها هو بمثابة ذر الرماد على العيون".
دور الأمن
وللتعرف على كيفية مساندة الأجهزة الأمنية في القضاء على ظاهرة الثأر يقول أ. الدغاري: "تأتي المساعدة بعد أن تتقدم الأجهزة الأمنية خطوات للحد من الثأر، وكذلك التوعية تؤتي أكلها بعد ان تقوم الأجهزة الأمنية بدورها".
درء الفتنة
ويضيف أ. المرقشي: "بالنسبة لصلح هناك خياران أمام المشائخ عند حصول المشكلة فتجدهم يسارعون في إيجاد الحلول وتحجيم المشكلة واقتصاره على القاتل نفسه فيسارعون إلى أخذ صلح قبلي درءاً للفتنة ويوفقون في ذلك".
حياة مدنية
بدوره محمد بارحمة يقول: "الأجهزة الأمنية وحدها من تساعد وتساند نفسها في القضاء على كل من يضعف دورها، أما المواطن فهو يشيد بما يلمسه من أمن وأمان، فمن الطبيعي أن يساعد ويساند الأجهزة الأمنية والوقوف معها للوصول إلى حياة مدنية وسلام".