آخر تحديث :الخميس 16 مايو 2024 - الساعة:00:18:25
شكر وتعظيم سلام لشعب الجنوب
د. محضار الشبحي

الاربعاء 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

 

شعب الجنوب شعب عظيم وحر لا يقبل الذل والاستعباد وله تجارب تاريخية عظيمة لمقارعة وطرد من حاول غزوه واحتلاله ووضمه يعيش سيدا على ارضه، كانت البدايات لانطلاق الحراك الجنوبي السلمي "الثورة الجنوبية" حين تم كسر حاجز الخوف وخرجت الجماهير الى الساحات وكانت تواجه آلة القتل بصدور عارية وتطور الامر تدريجيا وبدأت الجماهير في تزايد وتتدفق إلى ساحات الشرف والبطولة حتى وصلت إالى ما هو عليه اليوم بالملايين لكي يعبر هذا الشعب الإبي عن رفضه لهذا الاحتلال المتخلف, تعددت المليونيات الجنوبية تجوب الساحات أدهشت العالم وأجبرته على أن يلتفت ليشاهد هذه الجماهير التي تتدفق وتتزاحم كالسيول الجارفة حاملة رايات التحرير وكسرة الخبز في معطفها لسد حاجتها عند الجوع, ما أروع هذه الأمواج البشرية التي لا يهدأ لها بال إلا على شاطئ الحرية والخلاص، كان آخر تلك المليونيات التي شهدتها ساحات الجنوب الطاهرة مليونية القرار قرارنا وكانت الأجمل والأفضل والقيمة الكبرى حين تزينت عدن وبالتحديد في ساحة الحرية في مدينة خورمكسر الباسلة هتفت الجماهير التي وصلت من أرياف وقرى ومدن الجنوب، هتفت بصوت واحد مدو نحن أصحاب القرار لا أحد يجرؤ أو يستطيع أن يكسر إرادة هذا الشعب تردد الصدى ووصل الهتاف إلى قاعة مؤتمر الطرشان في صنعاء سبب الإرباك والارتباك أفقدهم توازنهم وبدأت القاعة تعج بالخلاف والنزاع الكل خرج عن السيطرة على أعصابه وبدأت الانسحابات واختلطت الأوراق ومازالت تتطاير إلى مسامعهم أصوات ملايين الجنوبيين رافضين هذا الحوار الذي هو بالأصل صلح قبلي بين القبائل المتناحرة والمتقاتلة في صنعاء ولا تزال جبهات القتال واضعة أيديها على الزناد في انتظار لحظة انفجار الموقف من داخل هذا المؤتمر لكي يبدأ حوار الرصاص والقنابل ..هذه اللغة الوحيدة التي يعرفونها ولا تستطيع الأمم المتحدة ولا دول مجلس التعاون تمرير هذا الصلح القبلي على الطريقة الأممية, والأيام القادمة شاهدة على ذلك.

إن الوصفة الجاهزة للسيد جمال بن عمر التي يتباهى بها وصفة غير موقفة لأن المرض استفحل وقاتل أظهر مقاومته لكل المضادات الحيوية وهذا يتطلب تغيير الوصفة حتى تكون ذات تأثير ولكن المؤتمر والواقع المحتوم أن جمال بن عمر أمام حالة hoples case حالة ميئوسة من العلاج بحاجة إلى تدخل جراحي سريع وهو البتر والذي يعتبر المخرج الوحيد لإنقاذ الحالة.. هذه هي الحلول الموفقة لمثل هذه الحالات المعقدة.

واليوم يقف شعب الجنوب شامخا مستبسلا أمام تلك الالة العسكرية الهمجية والعقلية المتخلفة للعائلة الديكتاتورية ومن خلال تلك السنوات الماضية وهذا النظام الاستيطاني الاحتلالي لا يزداد إلا إمعانا في الاجرام وولوغا في دماء وأعراض أبناء الجنوب مستخدما قوة بطش جبارة دونما رادع من قيمة أخلاقية أو بقايا ضمير انساني، ورغم كل هذه الوحشية يزداد شعب الجنوب إصرارا على نيل حريته، وإقبالا على بذل كل ما بوسعه من المال والولد راضية بذلك نفوسهم مطمئنة أفئدتهم وإنها معركة سلمية من معارك الحق الفاصلة تمايزت فيها الرايات والتضحيات في النوايا والغايات وحزب الباطل يدأبون في الاصطفاف ويتفننون في المكر والكيد أفرادا وشعوبا وحكومات ليس فيما ذكر خير ولا تتريب وإنما الممض في الأمر ذلك الصمت المريب لكثير من الدول تجاه شعب الجنوب.

نحن ندرك جيدا أن الفاتورة التي دفعها شعب الجنوب من الدماء والأشلاء لانتزاع حريته ولكي تتحرك الضمائر باهظة ولكن هكذا ارتضى ذلك الشعب الجبار الثائر.

وأن تعي هذه الدول أن دولة الجنوب هي العامل الأهم لحماية الممرات الدولية وأمن واستقرار المنطقة لأجل هذا عليها الإسراع بالوقوف مع الحق الجنوبي في استعادة دولته وهويته المسلوبة.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص