- نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك
- تدشين الدراسة العلمية حول مخاطر السيول على عدن وسبل تخفيف حدتها
- دفع الحوثي لإطلاق عملية سياسية.. خيارات على طاولة مباحثات يمنية-أمريكية
- الكثيري يترأس اجتماعًا موسعًا لمناقشة الوضع العام مع نقابات عمال الجنوب وممثلي الاتحادات والهيئات العسكرية والأمنية الجنوبية
- مسلحون يمنعون وصول إمدادات الوقود القادمة من مأرب إلى حضرموت
- السويد تعلن توقيف مساعداتها لليمن
- غموض يلف تشييع قيادات حوثية بارزة رغم توقف القتال
- الأمطار الغزيرة تحاصر خمس عُزل في لحج
- سجون الحوثي.. جحيم النساء في اليمن
- انقطاع مُفاجئ لخدمة الإنترنت في صنعاء
الثلاثاء 11 نوفمبر 2024 - الساعة:17:33:28
بزغ فجر الثامن من مايو 2023 كشعاع أمل على مسار القضية الجنوبية، واشعل النور في جنباته وحفر نفسه في سجلات التاريخ باعتباره اليوم الذي ولد فيه الميثاق الوطني الجنوبي بعد ان اجتمعت فيه شخصيات ومكونات سياسية وثورية بارزة وقيادات وطنية كبيرة وممثلو المجتمع المدني الجنوبي ليوقعوا التزامهم بهذه الوثيقة المحورية، التي تمثل علامة فارقة على طريق استعادة الدولة الجنوبية المستقلة وعاصمتها عدن.
وباعتباري احد اعضاء اللجنة، المكلفة بمسؤولية صياغة هذا الميثاق التاريخي والتي انبثقت عن اللقاء التشاوري الجنوبي ، فقد شهدت على التفاني الكبير والحماس الشديد والخبرة العميقة التي تمتع بها زملائي المشاركون في اللجنة الذين انحدروا من خلفيات قانونية وتشريعية وسياسية وإقضائية وحقوقية وإعلامية عالية، إلى جانب المفكرين والمثقفين الجنوبيين الذين مثلوا الطيف الواسع لشعبنا، حيث صاغوا بدقة وعناية بالغة وثيقة تلخص تطلعات وأحلام شعب يتوق إلى استعادة امجاده بعزيمة لا تقهر..
وبلور الميثاق الوطني الجنوبي في صورته النهائية المبادئ والأسس الأساسية التي تقوم عليها الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقلة. ورسم بدقة الخطوط العريضة لهيكل الدولة ونظام الحكم الديمقراطي، وتضمن على رؤية وطنية شاملة للمستقبل، شملت كافة الجوانب الجغرافية والسياسية والاجتماعية والادارية والمالية والثقافية والاقتصادية والعلمية والتعليمية والعلاقات الخارجية والخ. إن هذه الوثيقة، التي ولدت من اللقاء التشاوري الجنوبي الذي عقد في عدن، العاصمة الأبدية للجنوب خلال الفترة من 4 ـ 8 مايو 2023، بمثابة قوة موحدة للعناصر المتباينة للعمل السياسي والثوري والوطني تحت راية المصير المشترك.
وشكل انجاز هذا المشروع خطوة هائلة نحو الشراكة الوطنية واستعادة السيادة الجنوبية، وتوحيد القيادة ومختلف مكونات الجنوب تحت مظلة المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي. حيث أشعلت الوثيقة التاريخية، التي صيغت بدقة وتم التوقيع عليها رسميا، شرارة الأمل والتفاؤل بين أبناء الجنوب المتشوقين إلى الاستقلال.
وبعد مرور عام كامل منذ التوقيع على الميثاق، ظهرت المخاوف بشأن استدامته وتنفيذه. وعلى الرغم من التطلعات والمبادئ النبيلة المنصوص عليها فيه، فإن التقدم الملموس الذي تم إحرازه كان ضئيلا جدا، الأمر الذي جعل كثيرين يشككون في جدوى المبادرة. وبدون اتخاذ إجراءات جدية لترجمته إلى واقع ملموس فإن شبح التفكك يلوح في الأفق، مما يهدد بتقليص هذه الوثيقة التاريخية إلى مجرد لفتة رمزية مجردة من الأهمية العملية والوطنية.
إن الخوف من أن يتلاشى الميثاق الوطني الجنوبي، ويصبح بناء نظريًا على رفوف التاريخ، يؤكد الحاجة الملحة إلى بذل جهود متضافرة لبث الحياة في أحكامه ونصوصه. وبدون اتخاذ خطوات تطبيقية ذات معنى نحو التنفيذ الحقيقي، فإن الميثاق قد يتحول إلى مصدر للخلاف والانقسام بدلاً من أن يكون قوة موحدة للجنوبيين. ومن الضروري اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة لضمان عدم إهدار وعد الميثاق واهميته الوطنية والسياسية حتى يتحول الي حافز للتغيير الإيجابي والتقدم في تحقيق تطلعات شعب الجنوب نحو الحرية والاستقلال. إن آمال وأحلام شعب يتوق إلى تقرير المصير تتوقف على تحقيق رؤية الميثاق الوطني الجنوبي، وقد حان الآن وقت العمل.