آخر تحديث :الخميس 28 مارس 2024 - الساعة:05:12:15
كيف نستغل ثرواتنا المادية في تطوير اقتصادنا الوطني؟
علي عبدالله الدويلة

الخميس 01 مارس 2022 - الساعة:20:00:01

غالبًا وفي كل الأحوال، الثورة يدفع ثمنها الثوار الأحرار الذين يؤمنون بحرية كرامة الإنسان وعدالته الاجتماعية وبالحياة الكريمة المفعمة بالعطاء والإبداع الفكري الثقافي الإنساني والاستقلال الوطني، ومستعدون أن يقدموا أرواحهم رخيصة في سبيل القضية الجنوبية، التي تعتبر من أهم وأبرز القضايا الإنسانية منها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها من المجالات الأخرى التي تتمحور في جوهر القضية الفكرية بكل أبعادها السياسية والثقافية، وتعبر تعبيرا صادقا ومؤثرا وبأكثر فاعلية، وتفسر كل الحقائق الموضوعية الهامة في معالجاتها بشكل جاد ومثمر، بينما يستفيد منها الجبناء الأذلاء الذين باعوا ضمائرهم رخيصة بسبب الأنانية والجشع وتهوروا لأجل إشباع رغباتهم وملذاتهم .

والكل يعرف أن لكل أمة مقدار من الثروة النفطية، وهل زادت واستطاعت اليوم أن تسعد بثرواتها شعبها؟ وهل استخدمت العلم أحسن مما استخدمه آباؤنا ؟ وهل فشلت الوفيات وتحسنت صحتها؟ وهذه الأسئلة الإجابة عنها ليست عسيرة، ولذلك لأجل تطوير ورقي الأمة يجب علينا الالتزام بالمقاييس الحقيقية التي يقوم عليها النظام الديمقراطي العادل القائم على حرية الإنسان والعدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات الإنسانية التي تخدم النهوض الثقافي ويسوده روح التفاهم والاحترام المتبادل والعدل في دولة النظام والقانون والسيادة الوطنية ونشر الوعي الثقافي الإنساني بين المواطنين لأجل تطوير البنية الاقتصادية الوطنية ويوضع للبلاد دستور ديمقراطي جديد يحترم الحقوق وبناء المؤسسات الحكومية للقطاع العام الثقافي والاقتصادي والخدماتي لأجل بناء الدولة المدنية الحديثة حتى نستطيع اللحاق بالمجتمعات المدنية التي قطعت شوطًا كبيرًا في شتى المجالات وأصبحت تعتمد على ثرواتها النفطية وغيرها من الموارد الطبيعية وتسخرها في الصالح العام في بناء المؤسسات الحكومية للقطاع العام، مثل المدارس والمصانع الإنتاجية والمساجد والحدائق العامة، حيث استطاعت الكثير من الأسر أن توازن بين دخلها وخرجها وتفرق بين المواد الغذائية الضرورية والسلع الكمالية، وهو ما جعل هذه الأسر تعيش في استقرار وسعادة وأكثر استعدادا في تحسين مستوى المعيشة، وكم من أمة كانت ثرواتها كبيرة ولكنها لم تعرف كيف تستخدمها، وربما إذا ظهرت أمة أخرى لغيرت صحاريها بساتين، وجعلت ترابها ذهبا، وحيث لا يستقيم العدل إلا بحرية الإنسان والمساواة في الحقوق والواجبات وبانتقاء الاستقلال لأخيه الإنسان والاحتكار والتأكيد من عدالة التوزيع وإزالة احتكار الارستقراطية من المناصب العليا ومحاربة المحسوبية ومحاكمة الفاسدين والمفسدين حتى تستطيع الدول العربية النامية اللحاق بالمجتمعات المدنية الراقية.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص