آخر تحديث :الاثنين 13 مايو 2024 - الساعة:14:21:49
المُعتبر من أحداث كريتر
ماجد الطاهري

الاثنين 05 مايو 2021 - الساعة:21:46:20

معلومٌ للعموم ما شهدته أحياء مدينة كريتر عدن من أحداث ومواجهات عسكرية دامية لقرابة ثمان وأربعين ساعة ماضية وأظن أن أصدق توصيف لها بأنها تُعدُّ "تمرداً عسكريًا"

وبعيداً عن إشباع الحدث إعلاميًا بِصرفه نحو نظريات المؤامرة والاتهام هنا وهناك رجمًا بالغيب ومحاولات البعض ولو بِحسن نية التقليل من حجم المشكلة كما لاحظناه من بعض المواقع الإخبارية جنوبية الانتماء إضافةً إلى عُصبة الناشطين الموالين لقضية الجنوب التحررية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. ومع أن التعاطي الإعلامي في حال اتخاذ استراتيجية الدفاع قد يكون محموداً أحيانًا من منطلق مفاهيم الحروب والمواجهات مع مطابخ الخصوم التقليديين إعلاميًا، إلّا أنه أيضًا وبنفس الوقت قد تترتب عليه نتائج عكسية تأتي في مقدمتها عدم التركيز على جوهر المشكلة والتقليل من شأنها ومن خلالها وبدون قصد يُمنح كل ذي فعلٍ خاطئ حصانةً مُسبّقةً فلا يخاف أن تطاله العقوبة ويد القانون وبالتالي يُشجِّع على تكرار مشاهد عصيان الأوامر والعنتريات الفردية مستقبلاً ..

وما نحن بصدد الحديث عنه ليس جوهر المشكلة في المنظومة الأمنية والعسكرية المتواجدة في نطاق السيطرة الجنوبية التامة لأن تكرار مشاهدها من وقت إلى آخر أضحت معلومة لداء جميع فئات الشعب مناصرين وخصوم وبالإمكان حلها دون اللجوء إلى خبراء عسكريين إذا ما وجدت نية صادقة وقرار شجاع..

إذن أين تكمن خطورة المشكلة؟

 أعتقد أنها تتركز في معرفة العدو لنقاط الضعف من خلال مشاهدته لتعامل المنظومة الأمنية والسياسية وردة فعلها عقب كل حادثة عرضية على حدة ونأخذ مثالاً لإحداها أحداث التمرد العسكري الذي حصل من قبل المدعو إمام النوبي وشلته في كريتر عدن خلال مواجهة رجال الأمن وقوات العاصفة والحزام الأمني فقد كنا للحظة نظن أن مسألة القضاء على هذا التمرد لن تستغرق ساعة واحدة على الأكثر ولكنها تأخرت ولربما أن الحرص على أرواح المواطنين الأبرياء في الأحياء السكنية إحدى أهم عوامل تأخر الحسم وعدم إخماد التمرد في ساعته الأولى إضافة إلى عوامل واسباب أخرى يطول شرحها.

لكن العبرة من الدرس للاستفادة منه تتمثل بأهمية إحكام القبضة الحديدة على كل شبر من أحياء مدن محافظات الجنوب الواقعة تحت قبضة قواتنا الجنوبية والشروع بتصفية الشوائب العالقة بجسد المنظومة الأمنية والعسكرية والعمل على إصلاحها وفق معايير الجيش والأمن بالمفهوم الوطني وليس المناطقي، والحذر أكثر من عشرات الآلاف المدسوسين في محافظة عدن، والمنتشرين في كل أزقة وحواري المدينة وجُلُّهُم بلباس عمال المطاعم والبوفيات - عمال البناء وأصحاب العربيات باعة القات عمال ورشات وغيرهم الكثير-  أولئك جميعهم خطر يتأبّطُ بجنوبنا شراً وفي حال تلقيهم الأوامر بالكشف عن ماهيتهم الحقيقية عندئذٍ سيصعب التعامل معهم وإخمادهم بسهولة، كيف يتأتى لنا ذلك ونحن ما زلنا بتلكم الصورة من التعامل مع تمرد بسيط وبذاك الشكل من التخبط والعشوائية .

نتمنى أن تصل رسالتنا الى من يهمهم الأمر ممن يحرصون حقاً للحفاظ على منجزات ثورة تحققت لشعبنا الجنوبي بفضل تضحيات جسيمة توجت بدماء أبنائه الشهداء الأبرار وبفضل آلام ومعاناة جرحاهُ الأبطال وبفضل نضال مرير خاضه ثوارهُ الأحرار، وأولاً وآخراً بفضل الله تعالى العزيز الجبّار.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص