الثلاثاء 29 فبراير 2021 - الساعة:19:54:50

لم يكن يوم 25 مايو 2015م يومًا اعتياديًا كسائر الأيام الأخرى في حياة أبناء الضالع خاصة وأبناء الجنوب عامة، بل كان يوما مميزا مشرقا وبهيجا وخالدا في الدرب النضالي التحرري الضالعي الجنوبي، كما لم يكن هذا اليوم وليد لحظاته حينها، بل جاء من رحلة النضال التحرري الضالعي الجنوبي الشاقة الطويلة التي استمر مداها 23 عاما متوجا هذه الرحلة بانتصار تحرري صنعه مقاتلو الضالع البواسل الأبطال بأرواحهم الطاهرة وبدمائهم الزكية وبعقولهم النيرة وإرادتهم الصلبة التي لا تقهر أبدا ولا مكان للخوف في قاموسها.

وفي يوم 25 مايو 2015م حقق مقاتلو الضالع الميامين ما كان يعتبره الاحتلال اليمني الغبي مستحيلا وأعادوا التاريخ الجنوبي المضيء إلى وضعه ومساره الصحيح بعد أن كان الاحتلال اليمني المتخلف فعلا قد أغرقه وشوهه بالتزوير والغش والتحريف حتى كاد يمحيه نهائيا متناسيا بأن هناك شعب جنوبي عظيم وجبار لن يخضع للاحتلال ولن يسمح بذلك ولن يقبل بالانهزام، حيث زغردن نساء الضالع بهذا اليوم التحرري ورددن أناشيد وزوامل وشيلات الثورة الجنوبية ورفعن رايات الجنوب في سطوح المنازل وقمم الجبال وأمددن المقاتلين الصامدين في الجبهات بالغذاء والماء والدواء والذخائر والبعض منهن حملن السلاح وقاتلن العدو إلى جانب إخوانهن وآبائهن وأشقائهن وأزواجهن ، وهذه حقيقة وليست ادعاء زائفا.

وبعد الانتصار  العظيم  الذي أحرزه أشجع وأفضل وأنبل وأوفى الرجال الصناديد شكل هذا اليوم فاتحة الانتصارات الجنوبية ومنطلقها الأول وعنوانها البارز وصار هو الحدث الأول والهام الذي تناقلته كافة وسائل الإعلام العالمية المختلفة ونال اهتمام الساسة والمحللين والخبراء العسكريين على المستويات المحلية والعربية والدولية وما زالت أصداؤه تتردد حتى يومنا هذا، وعلى إثره توالت الانتصارات الجنوبية تباعا في مختلف محافظات ومناطق الجنوب، وشكل الانتصار الضالعي مصدر إلهام وتحفيز وقوة لكل مقاتلي الجنوب الذين أثبتوا بالأفعال الملموسة بأنهم لا يهابون الموت ولا يفرطون بوطنهم ولن يتراجعوا عن هدف استعادة دولتهم الجنوبية ولن يقبلوا إلا أن يعيشوا أحرارا مخيرين مهما كلفهم ذلك من تضحيات.

وبهذه المناسبة الغالية على قلوب كل الجنوبيين يشرفنا أن نحيي بإجلال وإكبار كافة أسر الشهداء في الضالع وفي عموم الجنوب ونجدد عهودنا لهم بأننا سنمضي بثبات بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس القائد اللواء عيدروس الزبيدي على درب شهدائنا الأبرار ونواصل مسيرة النضال حتى تحقيق الأهداف التي ضحوا بأرواحهم من أجلها.