آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:01:26:46
بين الأمس واليوم
علي عبدالله مغلس

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

لا يوجد شعب في العالم يحن للماضي ويحب الرجوع إليه رغم التقدم والتطور التكنولوجي إلا الشعب اليمني وخاصة في الجنوب فالشعوب التي تنال حريتها تسعى وتعمل بكل جدية لتطوير قدراتها وتحسين حالتها المعيشية وتجد حكام هذه الشعوب يسعون إلى خدمة شعوبهم بل يخافوا أن يخطؤوا في حق شعوبهم ويستقيل الواحد منهم إذا أخطأ في عمله ،هذا إذا لم ينتحر بعكس الحكام والمسؤولين العرب خاصة في اليمن فالشعوب هي التي تخاف من الحكام (مرحبا سيدي) فيا بخت من تحمل مسؤولية في اليمن فكل شيء في إدارته أو وزارته يصير حقه وملك يمينه فلا حسيب ولا رقيب ولا ضمير حي فمفتاح الخزانة بيده ومقود السيارة بيده ولم يكن الوضع كذلك في أيام الاستعمار حتى في أيام الحزب الاشتراكي ففي أيام الاستعمار لا توجد سيارات خاصة للدوائر الحكومية فالسيارات الخاصة فقط هي سيارات القمامة وكانت الشوارع نظيفة وليس كما هي اليوم والكل يذهب إلى العمل على حسابه الخاص وفي أيام الحزب الاشتراكي تحجر على السيارات الحكومية التحرك بعد أوقات العمل كما يمنع المواطن من أن يشتغل أكثر من وظيفة ومن ايجابيات الحزب الاشتراكي رغم كل سلبياته أن الطالب عندما يتخرج من الجامعة يجد الوظيفة في انتظاره كما أن العملة النقدية كانت ثابتة ولها قيمتها ولم يتغير وليس كما هو الحال للريال الذي لم يستقر على حال ،وقوته الشرائية ضعيفة جدا.

لقد أسهبت في مقدمة الموضوع فألتمس العذر من القارئ الكريم وسأدخل في لب الموضوع الذي يمس حياة المواطن الذي هو بين الأمس واليوم ليعرف القارئ الكريم كيف كنا نعيش وكيف أصبحنا ففي الأمس الذي ثرنا عليه كانت الحياة سهلة وكل شيء فيه متوفر وميسر من حليب الأطفال وكل متطلباتهم إلى كل ما يحتاجه الكبار من الضروريات إلى كل الكماليات وكانت حكومة المستعمر البريطاني هي التي تخدم المواطنين وخاصة الفقراء منهم وهذا مثال بسيط أقدمه للقارئ الكريم:

الماء: 600 جالون من استهلاك المياه في الشهر مجانا وما زاد على ذلك فثمنه يسير.

التلفون: مئة مكالمة مجانية وما زاد على ذلك ثمنه يسير أيضا.

الكهرباء: لا تشعر ثقل قيمتها مهما استهلكت والكهرباء والماء والتلفون يوصل إلى بيتك مجانا.

اللحم: الرطل (نصف كيلو) بـ 3 شلن حوالي 20 ريال.

السمك: كان رخيص جدا فالمشك الباغة مثلا بنصف شلن ويتعب البائع المتجول حتى يجد من يشتريه.

الخضار والفواكه متوفرة بكثرة ورخيصة جدا ويكفي أن يشتري خضرة مجموع بنصف شلن تكفيك ليوم واحد.

السيارة والثلاجة والشولة وكل ما يحتاجه للبيت بإمكانك الحصول عليه بالتقسيط المريح.

هكذا كانت الحياة في الماضي ولهذا نحِنُّ إليه ولا مقارنة بين الأمس واليوم فاليوم فيه كل المسببات التي تؤدي إلى الأمراض والهلاك.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص