آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:01:26:46
الشعوب المحتلة لا تستفتى ..تهدى للرئيس البيض
د. يحيى شائف الشعيبي

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

في الأسبوع الماضي تفاجأ الشعب الجنوبي الثائر برسالتين الأولى في مطلع الأسبوع للدكتور العزيز محمد حيدرة مسدوس رئيس تيار إصلاح مسار الوحدة والمرسلة سرا لقيادات في الحراك الجنوبي والأخرى في نهاية الأسبوع للسيد علي سالم البيض الرئيس الشرعي للجنوب ؛ الرسالة الأولى لم تأتِ بجديد وفكرة السرية من قبل دكتورنا العزيز هي من باب الترويج للرسالة الجديدة القديمة ، إذ لم تخرج الرسالة عن مشروع د مسدوس الذي طرحه في العام 2008م والمتضمن تقرير المصير الاستفتائي وذلك بعد إن عجز عن أقناع شعب الجنوب الثائر وقياداته وكوادره بالعدول عن إنشاء المكونات ( الحامل السياسي ) والتخلي عن المفاهيم الثورية (الاحتلال ، الثورة ، التحرير ، والاستقلال ) كونها لا تلتقي مع المشروع الاستفتائي القريب من مشروعه الأساسي إصلاح مسار الوحدة وكل رسائله ومقالاته ومحاضراته وكتبه تؤكد ذلك وأبرزها كتابه الذي أصدره في مصر عام 2012م ونقاطه الأربع التي تتلون بلون المكان والزمان سخونة وبرودة إلا أنها مكشوفة تماما ولكنه يتعمد أحيانا أسلوب التعمية والتعتيم بهدف كسب المتلقي وخاصة الشباب وبالرغم من إن الدكتور يعي بان الاستفتاء لا يمنح إلا للأقاليم المضطهدة  وليس للأوطان المحتلة إلا انه متمسك بمشروعه الاستفتائي بقوة لعدة أسباب : الأول كون الاستفتاء يبقيه على مقربة من مشروعه الأساسي (إصلاح مسار الوحدة) الذي يهدف إلى تغيير الوحدة من الصيغة الاندماجية إلى الصيغة الفدرالية ، والثاني حتى يبقى كما يقول البعض على مسافة واحدة من كل الجنوبيين بمن فيهم الذين بالسلطة ويؤكد ذلك تمسكه بوحدة القيادة ووحدة كل الجنوبيين بعيدا عن الحامل السياسي وان قبله أشرك كل الحوامل الذي داخل الثورة والذي خارجها واكبر دليل على ذلك رسالته الأخيرة التي قال عنها إنها سرية  ونحن نعلم إن الدكتور رجل شجاع ولا يخاف حتى يقول أنها سرية بدليل إنه يدون معظم تنظيراته وهو في عقر دار الاحتلال بصنعاء وفي قرأتنا السريعة هذه لن نناقش تفاصيل رسالة الدكتور وإنما ركزنا على الجزء المهم والذي له علاقة بالرسالة الأخرى التي صدرت في نهاية الأسبوع الماضي من قبل السيد علي سالم البيض الرئيس الشرعي للجنوب متزامنة مع رسالة الدكتور مسدوس وهو الأمر الذي اغضب الدكتور عندما تم تسريب رسالته القديمة الجديدة قبل ظهور رسالة الرئيس البيض ولها دلالات كثيرة وخطيرة حتى لا يتم التصدي لها وتنعكس سلبا من خلال رفض قيادات الحراك لها وعدم تبنيها من قبل الرئيس البيض في رسالته لمجلس وقد نجح الدكتور في إرباك المشهد إلى حدٍ ما ، وعودة لرسالة الرئيس البيض والتي  كانت صادمة فعلا ولا زالت كونها أتت من قمة الهرم الاستقلالي ولأول مرة وبشكل كتابي معلن وصريح إلا أنها تتناقض كليا مع قناعات الرئيس البيض ومواقفه وأفعاله على الأرض ومعرفته الدقيقة بمعنى تقرير المصير الذي تبناه مجلس الأمن الدولي والذي ينقسم إلى ثلاثة أقسام هي : 1 - تقرير مصير الأقليات المهشمة بمنحها الحكم الذاتي كما هو الحال في إقليم كردستان العراق 2- تقرير مصير الأقاليم المضطهدة من خلال منحها حق الاستفتاء لتختار إما البقاء في إطار الوطن إلام أو الانفصال كما هو الحال في جنوب السودان 3- تقرير المصير للشعوب المحتلة مثل وضعنا في 1967م ووضع كل الثورات العربية حينها وكوضع العراق حديثا إذ تمنح الشعوب المحتلة حق التحرير والاستقلال عبر الثورة بكل أشكالها السلمية والدفاعية والهجومية وقد قررنا مصيرنا في 7/7/2007م ودفعنا الثمن غالي ولم يبقَ إلا الثبات والاستمرار والنصر حليف الشعوب ، كما يدرك الخدعة التي تعرضت لها جبهة البلوساريو في الصحراء الغربية التي أصبحت مسيطرة على الأرض والعالم يتعامل معها وبعد قبولهم لفكرة تقرير المصير سنوات طويلة وهم يتصارعوا حول مفهوم تقرير المصير ، ومن كل ذلك نجزم بان البيض ليس مع تقرير المصير الاستفتائي من خلال الحقائق التالية : 

1 -  في فترة حرب احتلال الجنوب 1994م رفض الرئيس البيض مبادرة الشيخ زايد بتحويل الوحدة الاندماجية إلى وحدة فدرالية .

2 - في 21/ 5 / 1994م أعلن الرئيس البيض تقرير مصير الجنوب عن طريق فك الارتباط وليس عن طريق الاستفتاء .

3 – في العام 1997م تبنى الرئيس البيض حركة حتم لتقرير مصير الجنوب بالمقاومة المسلحة وليس بالاستفتاء .

4- في 21/ 5 / 2009م أعلن الرئيس البيض تأييده واعتزازه وانضمامه إلى الثورة الجنوبية التي تبنت تقرير مصير الجنوب بالنضال السلمي وليس بالاستفتاء .

      الرسالة المرفوعة إلى مجلس الأمن متناقضة ، إذ تفضي إجمالا إلى تقرير المصير عن طريق التالي :

1 – إما عن طريق فك الارتباط من خلال إقناع نظام الاحتلال في صنعاء بهدف تصحيح خطيئة احتلال الجنوب الذي أصبح الكل يبتزه  فيها سواء الجنوبيين الذي في صنعاء أو الأطراف المعارضة في صنعاء أو الدول الإقليمية أو دول الشركات العالمية والتي على أثرها قدم الكثير حتى فقد السيادة والوحدة في الجمهورية العربية اليمنية نفسها وإذا استمر في مكابرته قد يفقد النسيج الاجتماعي برمته .

2- أو عن طريق استعادة الدولتين بوساطة المجتمع الدولي بهدف ضمان مصالحه أولا كون الاستقرار مرهون أولا باستقرار الشعوب وعلى رأسها  استقرار الشعب  الجنوبي باستقلاله .

3 – أو عن طريق النضال السلمي والدفاع عن سلمية النضال حتى يستجيب الاحتلال .

4 – أو عن طريق حق شعب الجنوب في الدفاع عن هويته ودولته وسيادته بكل الأساليب التي كفلتها نواميس السماء والأرض للشعوب المحتلة .

     إلا إن الطلب الذي ذيل في نهاية الرسالة والمتجسد بدعوة مجلس الأمن إلى استفتاء شعب الجنوب بالبقاء تحت الاحتلال (وحدة الاحتلال) أو الاستقلال عنه طلب غير طبيعي ويتناقض مع جوهر الرسالة ولم يحدث في أي بلد محتل ولتفكيك لغز هذا الطلب نستنتج التالي:

1 – تم تقديم الرسالة بناء على ضغط دولي وإقليمي على شخص الرئيس البيض بحجة إن الكل موافق وانه المعرقل الوحيد ، وأراد البيض في هذا الاحتمال أن يرمي الكرة في ملعب الآخر كونه يدرك مسبقا بان الشعب الجنوبي الثائر وقياداته ومكوناته سيرفضون ذلك .

2 – تم تقديمها بهدف إظهار حقيقة الاحتلال الذي يستخدم هذا الموضوع تكتيكيا من خلف الكواليس بينما يرفضه من حيث المبدأ رفضا مطلقا .

3 – إظهار حقيقة بعض الأطر الجنوبية التي تتظاهر بهذا الطلب بينما هي مع ما هو  أقل منه كما حصل قبل أيام عندما أعلن الرئيس العطاس ومن يجري في فلكه بأنه مع تعدد أقاليم هادي وتراجع  بجرة قلم عن الفدرالية المزمنة .

 من كل ذلك نتوصل إلى التالي :

1 – التكتيك في المربع الاستراتيجي خطاء جسيم وينبغي العدول عنه .

2- المجتمع الدولي مع القوي على الأرض سواء كان على حق أم على باطل ولنا في وقوفه مع الاحتلال عام 1994م خير دليل . وثانيا إن المجتمع الدولي مصر على الأقاليم ولكنه اصطدم بعقبتين الأولى في اليمن وتتمثل بحاشد فحرك لها الحوثيين كون حاشد قد أصبحت مثقلة بقيود هيمنتها على الكل،إذ قبل الحوثيين وعندهم خط رجعة وهو الخيار الثاني لمخرجات الحوار المتمثل بالفدرالية بين الجنوب والشمال ولا يمانعوا على ما اعتقد إذ تقوت ثورة الجنوب كأمر واقع لأنهم يتحركوا الآن في المحافظات الشمالية باسم الثورة والكل في الشمال يؤيدهم على ذلك فإذا وقفوا ضد إرادة الثورة الجنوبية فقد أوجدوا المصوغ المناسب للانقلاب على ثورتهم في صنعاء ، والعقبة الثانية تتمثل في رفض الثورة الجنوبية لتقسيم الجنوب ويرى الغرب إن الحل لتمرير تقسيم الجنوب يتمثل بأحتوى الثورة ولا يمكن يتم ذلك إلا باستفتاء الجنوب فإذا قبل الجنوبيين انتهت الثورة أما النتيجة فمن السهل الالتفاف عليها فنظام العولمة يقوم على منهج المكر والحيلة بدليل إنهم عندما عجزوا عن قبول تقسيم العرب بوساطة الدول الإسلامي اصطنعوا دولة إسلامية بيوم وليلة وعندما عجزوا عن احتلال سوريا دخلوا باسم داعش ومثلما عملوا قبل أسابيع في استفتاء اسكوتلاندا وجعلوا الشعب الاسكتلندي يستفتي ضد نفسه من السهل أن يعملوها في صنعاء الخبيرة بالمكر والحيلة حتى على أبناء جلدتها . وحينها يضمنوا قبول الجنوبيين لتقسيم الجنوب إلى إقليميين في إطار اليمن وتنتهي الهوية إلى الأبد .  

3 – صرح بعض القياديين في أنصار الله بان ما اخذ بالقوة لا يعاد بالقلم ، بينما صرح آخرون إذا اتفق اغلب الجنوبيين على فك الارتباط نبارك بإمكانهم أن يعيدوا براميلهم ونحن سنحترم قناعاتهم والحوثيون يعرفون إجماعنا كشعب محتل دفع ثمن الشعارات التي رفعها بالتحرير والاستقلال وراية العلم الجنوبي لما قبل الوحدة ، بمعنى أن الكرة بملعبنا نحن وليس في ملعب الاحتلال .

3 - الخطاء لا يقاس عليه  لأن الخطاء لا يمكن يدوم بدليل إن من تبنوا الفدرالية المزمنة قد قبلوا بما هو اقل منها ولم يقبلهم الاحتلال لأنه أدرك بأنهم غير صادقين لان من يطلب الفدرالية المزمنة وعبر وسيط دولي فالوسيط لا يمكن إن يكون لا مع اندماجية الاحتلال ولا مع فدرالية الجنوبيين وسيختار حلا وسطا وهو ما عمله اخذ بالفدرالية المتعددة الأقاليم

  ولهذا كله نطالبكم سيادة الأخ الرئيس بالتمسك بما هو  شرعي في رسالتكم والعدول عما يتناقض مع مبادئ وقيم وأهداف ورؤية الثورة الجنوبية ، ونتمنى أن نرى ذلك مجسدا في بيان فعالية أكتوبر القادمة حتى لا تصدر عدة بيانات مع التأكيد على وحدة الحامل السياسي وتنظيمه وتبني لجان حماية الثورة لكي تصبح ثورة سلمية محمية كون الأحداث العربية قد أثبتت فشل الثورات السلمية كما هو الحال في بعض الدول العربية وفشل الثورات المسلحة في البعض الآخر بينما نجحت الثورة المحمية في مصر والثورة المحمية في صنعاء ، بالإضافة إلى تامين الجانب المالي من خلال أشراك الشعب الجنوبي الفاعل والمناصر والمتعاطف وتفعيل التصعيد الثوري من خلال إتباع نظام الخلايا بهدف إشراك أكبر عدد ممكن من الجماهير في تحمل المسؤولية وإخضاع الكل لمعايير الحساب والعقاب .

مشرف المركز العلمي لصيانة الثورة الجنوبية

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص