آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:01:26:46
العيد في منتدى الطيّب
احمد محمود السلامي

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

في أول أيام عيد الأضحى المبارك تشرفت بمشاركة رواد منتدى "الطيب" مقيلهم وفرحتهم وابتهاجهم بالعيد بعد انقطاع دام أكثر من عشر سنوات ، حيث كنت اذهب إلى المقر القديم المتواضع للمنتدى للمقيل والاستماع للأحاديث الجميلة والمفيدة من وقت لآخر  قبل ان انقطع تماماً لظروف شخصية ، طوال هذه المدة كنت التقي بالأستاذ الطيب احمد علي عميد وصاحب المنتدى وكان يعاتبني بود شديد  على عدم مجيئي  إلى المنتدى ! آخر مرة كانت في نهاية سبتمبر الماضي خلال حفل الذكرى الستين لتأسيس إذاعة عدن حيث كان منتدى "الطيب"  من ضمن المكرمين بهذه المناسبة  الغالية على قلوبنا جميعاً  .
يوم العيد غمرتني فرحتان ! فرحة العيد وذبح الكبش والمعايدة ولمة الأهل في الصباح ،  والذهاب إلى منتدى "الطيب" في العصر حيث كان ايضاً من ضمن فرحة العيد بالنسبة لي لما لقيته من ترحاب واستقبال طيبين  من قبل الكثير من الأصدقاء والمعاريف  الذين اكتظت بهم صالة المنتدى ، وهم لفيف ممتاز من الشخصيات السياسية والثقافية والإعلامية والرياضية والاجتماعية والتربوية وشخصيات مشهود لها بالكفاءات الإدارية والفنية في مجالات مختلفة .
أعجبني كثيراً مستوى نظافة وترتيب محتويات المنتدى وهذا يعكس مستوى وروح التنظيم والإدارة الجيدين لدى صاحب المنتدى  الذي تزينت جدرانه بالآيات القرآنية والصور منها صورة للزعيم الراحل جمال عبد الناصر وهي  كما تبدو أخذت من مجلة مصرية قديمة ، وعلى الجدار المقابل لوحة زيتية للفنان احمد بن احمد قاسم ، كما علقت صور الراحلين من رواد المنتدى منهم الإعلاميين شكيب عوض و عبد القادر خضر ، والشخصية الاجتماعية المصور هائل وآخرين ، بالإضافة إلى صور توثق فعاليات المنتدى .
تتوجت فرحت العيد بالوصلات الغنائية الرائعة التي أطربنا بها الفنان المبدع عبد العزيز مقبل فبدأها باللون  اللحجي ثم ثلاث أغان عدنية لأحمد قاسم هي حقول البن في خديك و يا مركب البندر ثم اختتمها برائعة الجرادة والمرشدي أغنية (لقاء)  .
حين سلم عليّ الطيب احمد علي عميد وصاحب المنتدى ورحب بي همس في اذني قائلاً : أنا أتابع مقالاتك التي تكتبها في الصحف وهي جيدة لكنها ضربة بالقدّوم ومسحة بالفارة !!
أنا ضحكت لان المعنى وصل لي سريعاً بهذه الكلمات القصيرة . بعض من الناس لهم نفس الرأي حول ما اكتب من مقالات أو مواضيع من الماضي أو استطلاعات ، والتي تتضمن بعض منها نقد لفترات الحكم  في الماضي من خلال تناول بعض القضايا المحطات التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه الان ويعتبروا هذا التناول ـ مجازاً ـ بمثابة ( دحشة ) بالقدوم ! ولكني في الكثير من مقالاتي اثني على العديد من بقع الضوء الناصعة البياض والتي من العيب تجاهلها بل لا يمكن ذلك ، فلابد من إظهارها وتعميمها .. تناول قضايا الماضي وربطها بالحاضر بشكل مهني محترم الغرض منه  هو استخلاص الدروس والعبر التي ستسهم في إعادة تشكيل ثقافة عصرية حديثة ثقافة القبول بالآخر ونبذ العنف وإرساء مداميك حقيقية للحرية وحقوق الفرد في العيش والحياة الكريمة المستقرة .
أنا دائماً أعول  على الشباب في تحقيق هذه الطموحات فالمستقبل لهم وحدهم وهم قادته ورواده وعليهم أن لا يقعوا في الأخطاء القاتلة التي وقع فيها أبائهم وكانت سبباً رئيسياً في تراجعنا إلى الخلف كثيراً . علينا الاهتمام بالشباب وفتح حوارات متعددة معهم والتقرب منهم والاستماع إليهم والتعرف على مشاريعهم وأفكارهم ومد لهم يد العون والمشورة  ، ومن هنا اقترح على  منتدى الطيب الثقافي أن يخصص يوم في كل شهر ولمدة ساعة يستضيف فيه الشباب الذين لديهم مشاريع او تجرب ناجحة أو أفكار تهم المجتمع يقومون بشرحها للحاضرين وتتم مناقشتهم بموضوعية وحياد كامل ، ولو نجح هذا المقترح فان نتائجه ستسهم بالتأكيد في رسم صورة مشرقة لمستقبلٍ جديد لنا المجد فيه والسؤددُ .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص