آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:01:26:46
في ضوء خطاب السيد عبدالملك : شعب الجنوب لن يقبل بأقل من حريته واستقلاله
د. علي صالح الخلاقي

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

استمعت للتو، وباهتمام كبير إلى خطاب السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي مساء اليوم الاربعاء، الموافق 8 أكتوبر 2014م… لعلّني أسمع ما يطمئن شعبنا الجنوبي في أجندة المتنفذين اليوم في صنعاء ممن عانوا مثلنا من ويلات وحروب نظام عفاش وجنراله العجوز.. فلم أجد في حديثه عن القضية الجنوبية غير تهدئة العواطف ودغدغة المشاعر، ووعده بأن القضية الجنوبية ستحل حلا عادلا(؟!)… متناسيا أن شعبنا قام بثورة سلمية منذ عام 2007، وقدم مئات الشهداء وآلاف الجرحى والمعتقلين من أجل حريته واستقلاله…
كنت أتوقع أن يقول السيدعبدالملك أنه يقبل بحل عادل بما يرضي إرادة الشعب الجنوبي ويحقق رغبته التي جسدها بثورة سلمية حضارية (لا صميل فيها ولا سلاح) و عبر عنها بمليونيات متتالية كانت استفتاء لإرادته وحقه المشروع في استعادة حريته واستقلاله ودولته… وليس القبول بحل (عادل) وفق رؤيته وأجندة (انصار الله) وتحت مظلتهم .. ويعرف السيد بدر الدين وأنصاره، وباعتراف خصمهم وخصمنا اللدود جنرال الحرب العجوز المدحور علي محسن .
إن الشمال كان مستعبدا.. فيما كان شعبنا مستعمرا منذ 1994م وشعبنا مثل شعبك ..لن يقبل بأقل من حريته واستقلاله… وإذا كنت تسعى لبناء دولة العدالة المفقودة ..فمن حق شعبنا أن يستعيد دولته ، دولة النظام والقانون والعدل التي قدمها قربانا من أجل الوحدة التي حلم بها وقضت عليها قوى النفوذ القبلي والعسكري في صنعاء أثناء حرب اجتياح واحتلال الجنوب عام 1994م.
ولهذا أمامكم فسحة من الوقت لتغيير خطابكم تجاه قضية شعبنا وتحديد موقفكم بوضوح وبشفافية ، بعيدا عن التطمينات الكلامية والتبشير بـ(دولة العدالة) المفقودة ، أو الحل (العادل) أو دونه (الظلم) كما ورد تلميحا في خطابكم … وتفرغوا لبناء دولتكم (دولة العدالة) مع شركائكم ، الذي لم يكن الحراك السلمي الجنوبي طرفا فيه .. هذا إذا أردتم تأسيس علاقة متكافئة، وندية قائمة على المصالح المشتركة وعلاقة الأخوة وحسن الجوار بين شعبينا ..بعد أن فشل مشروع الوحدة ولم يعد لها أثر في نفوس الجنوبيين ولا في أرض الواقع.
ما لم ..فلا فرق بينكم وبين من قمتوا بثورتكم عليه بالنسبة لشعبنا الجنوبي… وأمامكم الخيارات مفتوحة… وشعبنا ماضٍ في ثورته التي سبقكم فيها، ولن يستجدي حقوقه من أحد، وسيصل إلى هدفه المشروع بثباته في ثورته السلمية …ولن يلدغ من جُحر صنعاء مرتين.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص