آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:01:26:46
بـين فتـح (صنعــاء) وفتـح (مكـة)..!
ياسين الرضوان

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

مقال بلا وجهة فلا تُتعِبْ نفسك بالبحث عن وجهته أو خلفيته، ربما هذا المقال ليس موجهاً لك؛ لأنّه يُخضِّب كل وجْهة!، واللبيب اللبيب من يعقِلها وهي تطير!!، صنعاء .. حجوا إليها عام 2011 ثائرين، وعادوا إلى ديارهم في صعدة بعد مناوشاتٍ في ساحة شباب التغيير، وبعد وعودٍ بالحج إليها في الأعوام القادمة، واليوم فقط فتحوها (سالمين غانمين)، أتحدَّث عن الحوثيين وهم ينادون - متواضعين منكِّسي رؤوسهم - في الناس: من دخل دار هادي فهو آمن، من دخل مسجد الصالح فهو آمن، من دخل دار توكل كرمان فهو آمن، ومن دخل دار محمد قحطان فهو آمن ، على أساس أن الخبرة دخلوا هذه البيوت؛ لكن وصايا السيد الكبير للحوثيين :" لا تقتلوا شيخاً، ولا تهدموا صومعةً، ولا تخيفوا طفلاً ولا امرأة، وأن لا تبرحوا أماكنكم (مهما حدث)؛ طمعاً في اقتسام الغنيمة"، لا تزال الثياب مبلولةً من مخالفة أصحاب جبل أُحد، الذين قيل أنهم كانوا يمنيين حسب بعض الروايات (والله أعلم من صحة هذه الرواية)؛ قد يلتفُّ عليهم صحابي الثورة الجليل (علي محسن الأحمر) من خلف جبل (صعدة)، والجنرال اليوم يبحث عن أرضٍ تُقِلُّه؛ لكنه قد يعودُ بدعم أطرافٍ قوية، قد يحوِّل معها مسار المعركة التي لم تبدأ بعد..، قد يعود مباشرةً؛ كي يفتح صعدة، وقد يدشن الحرب السابعة، والثامنة عشر.. ، نحن نعلمُ أن البطل دائماً لا يموت، هكذا تعلمنا مما كنا نشاهده في مسلسلات الأطفال، كما كنا نشاهد أرواح الموتى وهي تحوم في المكان..!!

 يا لثارات صعدة، ست حروبٍ وصعدةُ بين الأرضِ والسماء، ستُّ حروبٍ وصعدة معلقة كشاةٍ سليخةٍ، ستُّ حروبٍ قُتل فيها من قُتِل، وأُبيد فيها ما أُبيدْ، ستُّ حروبٍ أُذيب فيها الرجال كسائل رصاصٍ على شرفاة جبال صعدة الموجوعة، ستُّ حروبٍ ربما لم يتبقَّ رجالٌ في القبيلة، من أين - إذن - يا أنت يا أنا، جاء كلُّ أولئك الرجال الفاتحين، الذين قُدِّر عددهم بعشرين ألفاً، حسب بعض الروايات الرسمية، أولئك الذين يمّموا وجههم، صوب كعبة أبرهة (صنعاء)، خرجوا من الأجداث سراعاً، تناسلوا كأنهم جرادٌ منتشر، مردِّدين "لبيك يا حسين .. لبيك يا حسين"، البعض يقصد أن الخبرة قد أضحوا شيعة خِلَاصْ، هم لا يعرفون أن رمزية حسين، هي رمزية السِّتِّ حروب، وحسين بدر الدين الحوثي المقدور به، هو المقصود، وهو قائد المسيرة القرآنية (كما يرغب الحوثيون تسميته)..

 لا زلنا نتذكر رشات عطرٍ من خِطابات "غرف النوم" في ثورة الشباب السلمية، الملوثة بصوت غربان الأحزاب وخرابها، ليأتي الجواب سريعاً: من تُراه يحرِّك القوم يا سادة، و"ما رميتَ إذ رميت ولكن صالح رمى"!، الحوثيون يقلبون الآية، هنا ابتلي الإصلاحيون وزلزلوا زلازالاً كبيرا، أُصيبوا بخيبةٍ كبيرة، إنه (ابتلاءُ الدهر)، مُنذُ افتتحَ مضمار السباق بصفارة (نفقِ الصالح)، وهذا ما كتبناه ذا مقالٍ تحليلي مفصّل، سبق نشره تحت عنوان"اليمن .. هل تدخل رسمياً بوابة الجحيم"، وقلنا فيه من هنا ستبدأ الحكاية، (هنا مربط الفرس) يا قوم، وقلنا أن صالح لا يأمَنُ ولا يأتمِنْ ولا يؤمَن..

 قيادات الحوثي السياسية، تشتكي الهوة الحادثة بينهم وبين قيادات الميدان الذين تصدروا المشهد، وقد يقلبون الستار إلى وجهة ليست محببة، يتداركهم أحد المخلصين ويحاول أن ينقذ الفراشات التي تتجه صوب النار ..!، جهنم الكبرى بانتظارِ أرض أبرهة، وأبرهةُ سيربط (الكعبةَ) ويجرها إلى (بابِ اليمن)..، أحسن الناطق الرسمي للحوثيين، إذ بعث برسالة تطمين إلى صالح، بأن يصلح كل واحدٍ سيارته، وأن يسلك كل واحدٌ طريقه، وأن مصلحين ما أفسده الدهر، والحوار الوطني يَجُبُّ ما قبله، وصالح أحْسَنَ إذ لن يصدق شيئاً مما قاله الناطق الذكي، الحذر الحذر في كلا الاتجاهين، قد يُضربُ الوسطين في الطرفين كما في المعادلات الرياضية..!!  

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص