آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:01:26:46
هل تتوقف أطماع الحوثيين عند صنعاء ؟
عادل الحسني

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

السياسة لا تعرف عدو ولا صديق دائم , من الوسائل القذرة التي قامت على الأسس والتي تحمل كل معاني الانحطاط الأخلاقية متدثرة تحت أغطية المصالح الوطنية وحقوق المواطنين المسلوبة , حسن الخطاب وبلاغة التعبير وانتقاء الكلمات التي تلاعبت بالأحلام والطموحات كان لها الوقع الأشد في قلوب الفئات الصامتة , حتى استثارت المشاعر وجيشت العواطف لتصبح من الركائز الأساسية لطرف معين دون سواه الأمر الذي أوصل في نهاية المطاف  بعض الإعلاميين وللأسف لتصديق مثل هكذا عبارات رنانة حتى رأينا أقلامهم قد خطت مدافعة عن أطراف لا شأن لنا بها لا من قريب ولا من بعيد.

لم نتعظ بكل ما مررنا به من تجارب ومآسي والتي لا زلنا نعيش مرها إلى اللحظة , كانت البداية الإيمان بالحزب الواحد ومعاداة دون ما سواه حتى ظن البعض أن من الاستحالة أن يكون هناك دولة دون أن يكون هناك حزب والعكس , هكذا اعتقدنا وهكذا كنا نؤمن , حتى وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه, ضاعت دولة , أزهقت الأرواح وخطونا إلى الوراء سنوات ضوئية وكل هذا كان بسبب خلقنا نحن بأنفسنا طواغيت سيطروا على كل شيء واستأثروا بكل ما هو ليس لهم , تعلمنا ألا نتعلم وتعلمنا أن نكرر أخطاءنا مرات ومرات ولا نستفيق , تعلمنا أن نكون أبواقا لفئات معينة همها الأكبر مصالحها الشخصية والحزبية حتى أوصولنا إلى ما نحن فيه اليوم ولم نتعظ .

كانت هناك دولة كانت هناك مؤسسات وكانت هناك بنية اجتماعية راقية , واليوم أصبحنا نحلم بها فخرج من أجلها الكل وتعالت الأصوات ورفعت الشعارات المطالبة بحقوقها المشروعة حتى رأينا مشروعا لاستعادة دولة يتصدر الأولويات وتتداوله جميع قنوات الأخبار , حلم بدأ ينمو ويكبر فلم يسر البعض وجعلوا من أنفسهم  حواجز وعوائق أمام طموحات وأحلام شعب كان قد أثقل بقيادات عمياء لا تنظر سوى تحت أقدامها , وللأسف الشديد كانت أقلام قد استؤجرت من قبل هذه القيادات تلمع ماضيها الأسود المليء بالدماء والمؤامرات حتى صارت تطعن في أحلام شعب وتخط وبكل أنانية لمصلحة شخص وفرد بعينه .

خرج الحوثيون زعموا وكذبوا ووعدوا واخلفوا وعاهدوا ونقضوا , استبشر الكل واستبشرنا أيضا بالمطالب التي من أجلها خرجت معهم الآلاف المناصرة والمناهضة لقرارات زادت من أوجاع الشعب وزادت من تعاسته , ظنوا وظننا أن سيكون مخرجا وظنوا كما توجسنا أنه لن يكون سوى ما أرادوا فبعد أن تم الاتفاق ولما تستكمل نقاط الثورة المزعومة وكان نصيب الأسد لجماعة معينة تلاشت تلك الجموع وظهرت أجندات ونقاط أخرى لم تكن على اللائحة ولم يتم قراءتها علنا حتى يفهم الكل ما يدور في حقيقة الأمر , وكانت النتيجة خداع من لم يتم خداعه من قبل وظهور أهداف أجندات غير التي رسمت من قبل ولم نصحوا حتى كانت النهاية سقوط العاصمة بيد مليشيات مسلحة .

لا ولن تتوقف اطماع الجماعة الحوثية عند العاصمة بل ستستشري حتى تصل إلى كل ما هو ثمين في بلادنا الجنوب , فهذه سلوكيات عهدناها عنهم منذ قيامهم بثورتهم فإذا ما تم استغفالنا كجنوبيين فستكون النهاية مشابهة بل وأخس نتيجة للبعد الديني والثقافي الذي ساعد في أحيان كثيرة تجنيب العاصمة من أمور لا تحمد عقباها ,  تعاطفهم مع قضيتنا لا يعني بالضرورة مناصرتنا في ارجاع الحق لأهله واسترداد كل ما ينتمي لدولة الجنوب , فعرفوا من أين تؤكل الذبيحة وعرفوا  هوة الضعف التي نتمتع بها دون سوانا , حتى استقطبوا الكثير من الإعلاميين الجنوبيين بحجة عدونا واحد وياليت شعري من هو العدو الحقيقي .

تأكيدات رسمية غير معلنة تروي عن احكام سيطرة الحوثيين لبعض مواقع الدولة المؤسساتية والعسكرية الحساسة  في الجنوب , وهي تأكيد إلى ما تصبوا إلية هذه الجماعة من احكام سيطرتها والتغلغل وإذابة نفسها  داخل أوساط المواقع المهمة إلى أجل مسمى , هي نفسها الاستراتيجيات التي قام بها حزب الله في لبنان حتى صارت لبنان تحت رحمة مليشيات مسلحة تنضوي تحت مؤسسات الدولة وهي في الوقت نفسها وحدها من تمسك زمام الأمور باسم الجيش والدولة , وهي الخطوة ذاتها التي ينتهجها الحوثيون في اليمن وفي الجنوب بشكل خاص حتى يصبح الرئيس مجرد أداة تنفيذ في حالة لم تكن هناك قرارات شجاعة بدورها تقنن وتحد من فرض هيمنة الجماعات المسلحة , فالجنوب أغلى من تمسه حرب الطائفية والمذهبية وهو أغلى من يحكم بعقليات متحجرة لا تفقه من الأمر الواقع إلا ما قال سيدي .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص