آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:23:36:28
الحرب الباردة الاقتصادية في اليمن
عياش علي محمد

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

الحرب عند بعض القبائل اليمنية عبارة عن الماضي والحاضر، والمستقبل، فهذا موروثهم الاجتماعي، تربوا عليه منذ مئات السنين وفي نفس الوقت عندهم زعماء لديهم ذكاء اجتماعي، وحنكة سياسية في التفاوض على ملفات صعبة مارسوها منذ أزمان طويلة، ولا أظن أن رجال النظام اليمني غير مؤهلين لمثل تلك المفاوضات وهي تقترب من مرحلتها النهائية.

الحرب الباردة الاقتصادية (ذهنيا) ممكن تكون خطرا على كل الأطراف، لأنها ستجعلهم في غاية التوتر، والغليان ثم (النرفزة) وفي التاريخ غالبا تنتهي بالحروب.

ومهم جدا أن يفهم المتفاوضون حقيقة الأوضاع اليمنية، كي يتجنبوا المواجهات بينهما من أجل بناء يمن جديد بشكل أفضل.

لكن الأزمة اليمنية بدأت بالتصاعد بسبب تعثرهم في الوصول إلى إنجاز الهدف المتعلق باستقرار اليمن والتخلص من المواقف التي لا تعبر عن اللحظة الراهنة.

قد لا تكون الثلاثة المطالب هي السبب في توقف المفاوضات بل قد يكون هناك سبب آخر، جعل هذه المفاوضات تنتهي بالتوقف واعتقد أن طلبا أثار حفيظة رجال الحكم المفاوضين مع جماعة أنصار الله وهذا الطلب قد يكون يتعلق بحق جماعة أنصار الله في المشاركة في صنع القرار السياسي وليس فقط تمرير القرارات الفوقية وهذه من المسائل الصعبة التي ربما تقلل من وجاهات الحكم واضعاف مركزهم الوظيفي في الدولة، ولكن في المقابل أن يضمن الحوثيون تطبيق القرارات في المسيرة التنموية والسياسية في اليمن.

والحقيقة أن طرق المفاوضات في اليمن لا زالت عتيقة وتقليدية ولم يرحب أي من الطرفين المفاوضين اشراك قوى سياسية معتدلة كمراقبين لسير المفاوضات كي يكونوا شهودا على عملية التفاوض وموقف كل طرف في المسائل التي عليها خلاف واختلاف وتبادل المعلومات مع وسائل الإعلام والصحافة لتطلع الرأي العام اليمني بمجريات التفاوض.

والسؤال هل تنزيل سعر الجرعة بـ 1000 ريال سيمثل ضررا على الاقتصاد اليمني وموازنته العامة والجواب بالنفي القاطع إذ ليس هناك أية مضاعفات سلبية على الموازنة العامة كرأي اقتصادي.

والسؤال الثاني كيف يمكن تغيير حكومة جاءت بها المبادرة الخليجية؟ والجواب هل المبادرة الخليجية حلت الأزمات الراهنة؟، وهل تعافت اليمن من مشاكلها السياسية والاقتصادية والاجتماعية؟ ، بل إن هذه الأزمات كانت حصيلة وفاق وأي حكومة وفاق إذا تجاوزت وقتها الزمني يصبح ضررها أكثر من نفعها والأهم في الأمر استقرار اليمن استقرار حكومة وفاق والهدف بناء يمن جديد والحفاظ على اليمن بأسمائه البالية.

وعلى الجميع أن يتفهم تطلعات مواطني اليمن الذين يناشدون تقدما في حياتهم الاجتماعية ومستقبلا لأجيالهم بعد 52 عاما من الضياع تقدمت من خلالها الأمم وبقيت اليمن على تخلفها.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص