- عاجل : بدء صرف مرتبات ألوية وشهداء العمالقة الجنوبية لشهر أكتوبر
- بالاسماء.. 746 ألف دولار ميزانية وفد العليمي وغالبية النساء المكرمات من تعز.. بريطانيا ترفض حضور العليمي فعالية نسوية تكريمية غير رسمية
- رئيس الإمارات يستقبل وزير خارجية قطر
- مصادر لـ«الأمناء»:إجراءات مرتقبة لمكافحة الفساد ومحاسبة المسؤولين المتورطين بالفساد
- أهمية الجنوب وموقعه البحري الاستراتيجي
- وكالة إماراتية : قيادات الحو/ثي تتخلص من أملاكها في الحديدة استعدادا لهزيمة عسكرية
- محكمة الأموال العامة تعقد أولى جلسات محاكمة المتهمين بقضية فساد مصافي عدن
- اجتماع بعدن يناقش الترتيبات لتنفيذ مشروع خط كهرباء ساخن لمستشفى الصداقة
- محافظ سقطرى يناقش مع فريق مصلحة الجمارك جهود تطوير العمل الجمركي
- وعود حكومية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء مؤسسات الدولة بعدن
الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
تسعتد مقاطعة اسكتلندا التي انضمت إلى المملكة المتحدة قبل 300 سنة أي عام 1707م , تستعد للحدث الكبير في يوم الخميس الموافق 18 سبتمبر 2014م أي الاستفتاء على الانفصال وهي الدعوة التي أطلقها رئيس وزراء إسكتلندا الحالي - أليكس سالموند .
في حين يقود الحملة المضادة السياسي المشهور -دارلنج- والذي بدأت الصحف تتحدث وتثير حوله الكثير من الانتقادات باعتبار انه أسوأ محامي لأعدل قضية، وأن الحملة ، حملة بقاء الكيان الاسكتلندي ومعارضة الانفصال تحت كلمة NO--كانت ضعيفة بل باهته .
بينما الانفصاليون يمضون بخطوات ثابته حاشدي العزم على استدعاء كل تراث وتاريخ اسكتلندا العظيم وبعثه بكل زهو وخيلاء كمُلهم لأبناء اسكتلندا أو -كلادونيا- لتحقيق ذاتهم فالقوة -أنت تثبت نفسك - The power To Be Yourself
وعن -كلودونيا Caledonia وهذا اسمها التاريخي القديم - وهذا يتشابه مع اسم دولة كلودونيا الجديدة في الشمال الأوربي فهي تخوض إلى اليوم الموعود حملة شرسة لكي تحقق مشروعها في الاستقلال وفك ارتباطها بالكيان -الملكي- وربما إعلان الجمهورية الاسكتلندية .
لقد استنفرت بريطانيا كل عزمها وكل عواطفها الجياشة وحبها وفخرها بأرض وشعب اسكتلندا العظيمة، والتي في حالة انفصالها عن المملكة المتحدة فقد تنذر بشؤم على هذه المملكة العظيمة ، كما أن الملكة البريطانية اليزابيث الثانية- قد ناشدت وتمنت وتوجعت وقالت في تصريحها المؤثر - انني انشادكم البقاء ضمن هذا الكيان العظيم ولا تجعلوني بعد 300 سنة آخر ملكة على اسكتلندا !
ولقد توجه كل من رئيس الوزراء البريطاني -ديفد كامرون - كما وتوجه بمعيته كل رؤساء الاحزاب فقد استنفروا قواهم، وحشدوا أنصارهم وعزمهم وتوجهوا إلى عاصمة اسكتلندا - إدنبرة- لكي يساهموا في ترجيح الاستفتاء لصالح البقاء ضمن المملكة .
لكن ما هي أسباب رغبة الاسكتلنديين في الانفصال، وهي قد انضوت في هذا الاتحاد قبل 300 سنة وخلال هذه الاتحاد اعتنق الاسكتلنديون اللغة الانجليزية والعادات والطبائع وعاشوا معا بسلام وطمأنينة لمدة قرون طوال ولم يشوب المودة شائبة ؟.
والأسباب الخفية ربما ولغير واضحة ،هي أن الاسكتلنديين من الشعوب الحرة التي ناضلت في سيبل حريتها ودفعت ثمنا باهضا لهذه الحريات وبينهم وبين الإنجليز تاريخ ممهور بالدماء كما أن الاسكتلنديين بدأوا يستشعرون أن كيانهم مفقود الهوية ضمن الكيان البريطاني وعليهم بعث الوطنيات والحس والتاريخ ، بعثه واحياؤه وإبراز مناقبه من بطولات وهمم يحشدها ويتمتع بها هذا الشعب العريق الذي عرف بشجاعة أبنائه وكانوا من أعظم من قاتل ببسالة وجسارة في صفوف جيوش بريطانيا التي فتحت العالم .
كما وللإنصاف فقد اعتنق الإنجليز بعض تقاليد وقيم وطباع الاسكتلنديين ، فعرفت انجلترا ببعض سمات الشعب الاسكتلندي فهم يفخرون بموسيقى القرب الاسكتلندية وكذلك فنون الرقص والملابس الاسكتلندية التي تتباهي بها الأسرة المالكة وتدرتديها في المناسبات الوطنية فضلا عن الأطعمة والمشروبات - الاسكتش- المشهورة .
وكذلك فإن إسكتلندا بلد ثري بثرواته النفطية والغازية الضخمة التي اكتشفت في بحر الشمال وهناك الزراعة وتربية المواشي وصناعة المشروبات والنسيج فضلا عن ثروة ضخمة سمكية تزخر بها شواطئها وبحارها الثرية ، على أن السياحة هي من أهم الموارد لبلد ساحر وملفت وجذاب فهي تشد وتجذب إليها الملايين من السواح الأوربيين ومن كل بقاع العالم للتمتع بجوها وبحيراتها ومنها بحيرة -نس- المشهورة بحيوانها الخرافي الأسطوري .
إذن الأسباب اليوم هي إثبات الذات وتحقيق رقمك دون الاستعانة برقم يعاضدك وكما قال المتنبي . وإنما رجل الدنيا وواحدها ** من لا يعول في الدنيا على أحدِ - ومن نافلة القول عن الثروات وأسبابها في هذا التوق إلى الانفصال وهذا الذي لا تظهره اسكتلندا هو أنها أكبر رافد للخزينة البريطانية بالمال والعوائد النفطية والغازية وأن هذا العوائد يوزع على المركز ثم على بقية المقاطعات الأربع وهي ويلز انجلترا وايرلندا الشمالية واسكتلندا . وتراودها أمنيات أن تنعم برخاء يساوي نفس رخاء المواطن النرويجي الذي يعيش برفاه منقطع النظير بسبب عوائد النفط والغاز الضخمة المستخرجة من بحر الشمال .
ومن الاهمية التنويه أن من يقولون نعم هم اليوم بنسبة 51% وهناك المعارضون للانفصال وهم 49% وكلا الفريقين يستجمعان اليوم قواهم وكل ذرة من مشاعرهم وعواطفهم وتأثيراتهم ، لبثها في عقول وأنفس الناس وكل فريق يبرر حجته .
ويذكر الاتحاديون Unionists بأن بريطانيا كانت عظيمة بهم وأنه ربما سوف تعيش اسكتلندا هوانها وغبنها إذا قررت اسكتلندا الانفصال وهي تشكل واسطة عقد المملكة المتحدة وأن العملة سوف لن تبقى موحدة وأن هناك متاعب عظيمة سوف تبرز إذا حصل هذا الانفصال .
وللتذكير فإن سكان اسكتلندا هم بحدود 5 مليون مواطن فقط بينما بقية سكان بريطانيا هم أكثر من 60 مليون نسمة ويعني هذا أن اسكتلندا وهي بمساحة 80 الف كيلو متر مربع وبدخل سنوي قدرة 194 مليار دولار فإنهم سوف ينعمون برفاه منقطع النظير وبحيث يصل معدل دخل الفرد السنوي إلى 39 الف دولار وبما أن اسكتلندا بهذا الثراء وبهذه الأرض السخية فإن إغراءات الانفصال تدغدغ مشاعرهم .
دعوني أضع أمامكم أيضا سلبيات الانفصال فليس كلما يلمع هو الذهب فهناك مشاكل كثيرة سوف تعاني منها اسكتلندا، وهذا وليس للحصر ، مشكلة العملة -الجنية الاسترليني- القوي الذي لم يتنازل في الانضمام إلى -اليورو- مع أن معظم أوروبا تتعامل اليوم به وكذلك هناك حصص لإسكتلندا من ثروات التاج ومن غنائم ومن آثار جميعها حشدت في المركز المقدس - لندن -
كما أن الأمور الأشد تعقيدا اقتسام القوة الضاربة من سلاح بحري وطيران ونووي وشركات هائلة جدا منها شركات نفطية وشركات تعدين ومصانع سيارات وأذكر هنا أن من أكبر شركات النفط في العالم BP هي بريطانية هولندية هذا علاوة على أن بناء هوية منفصلة للإسكتلند بعد 300 سنة من الاتحاد بعد ذوبان ضمن المملكة المتحدة ليس بالأمر السهل .
هناك من يقول من المحللين والاقتصاديين والسياسيين أن الاستفتاء سوف يكون متقاربا جدا سواء بالانفصال أو البقاء ضمن الاتحاد، وأن الترجي هو بـ NO ولكن هناك رسالة قوية يوجهها الاتحاديون من أننا حتى وإن نجحنا في ابقاء اسكتلندا معنا فهل نضمن قادمات الأيام والأزمنة .
وهناك سؤال يؤرقهم كيف افلتت من بين أيدينا اسكتلندا وهي اليوم بنصف سكانها يتوقون إلى الاستقلال ؟ هل هي قسوة المركزية والشد نحو -لندن - وإلغاء الآخر؟ هل هو طغيان الشوفونية الانجليزية ؟ هل هو إحياء الوطنية الاسكتلندية عبر كتب التاريخ والأفلام التي تجعلك تشعر بما سببته انجلترا لإسكتلندا من جور عظيم لهذا الشعب ؟ أم أنها الثروات التي غيرت القلوب وكما قالت الفنانة المرحومة ذكرى - الإسامي هي ،هي القلوب اتغيرت -