- عاجل : بدء صرف مرتبات ألوية وشهداء العمالقة الجنوبية لشهر أكتوبر
- بالاسماء.. 746 ألف دولار ميزانية وفد العليمي وغالبية النساء المكرمات من تعز.. بريطانيا ترفض حضور العليمي فعالية نسوية تكريمية غير رسمية
- رئيس الإمارات يستقبل وزير خارجية قطر
- مصادر لـ«الأمناء»:إجراءات مرتقبة لمكافحة الفساد ومحاسبة المسؤولين المتورطين بالفساد
- أهمية الجنوب وموقعه البحري الاستراتيجي
- وكالة إماراتية : قيادات الحو/ثي تتخلص من أملاكها في الحديدة استعدادا لهزيمة عسكرية
- محكمة الأموال العامة تعقد أولى جلسات محاكمة المتهمين بقضية فساد مصافي عدن
- اجتماع بعدن يناقش الترتيبات لتنفيذ مشروع خط كهرباء ساخن لمستشفى الصداقة
- محافظ سقطرى يناقش مع فريق مصلحة الجمارك جهود تطوير العمل الجمركي
- وعود حكومية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء مؤسسات الدولة بعدن
الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
يجدر بالرئيس هادي أن يبادر قبل غيره من الأطراف والأطياف السياسية الهشة والمتهالكة إلى فتح قناة تفاوضية مباشرة مع إيران بالانطلاق من الإقرار بضرورة التعايش مع النفوذ الإيراني في اليمن، وكسر دائرة الانحشار الحصري في الشرنفة السعودية التي لا ينكر دورها في رعاية العملية السياسية و"المبادرة الخليجية" ودعم اليمن ليس من أجل سواد عيون اليمنيين وإنما بما يخدم مصالح السعودية ودول الخليج وأمنها واستقرارها.
سيكون من الأفضل لهادي أن يبادر إلى الإقرار بأهمية التغيير الجذري لـ(بروتوكول العلاج) الذي جرى اعتماده عام 2011 بعد التوقيع على "المبادرة الخليجية" لأنه لم يعد ناجعا أكان من الناحية الطبية أو كافة النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والأمنية.
لقد تعايشت السلطات المتعاقبة في صنعاء مع النفوذ السعودي لعقود طويلة وتسابقت مراكز النفوذ على الفوز بحظوة أصحاب البلاط في المملكة ولم يكن ذلك في سبيل خدمة المصالح العليا لليمن وإنما لخدمة مراكز القوى المشيخية والاسلاموية والنافذة التي تكرشت وتضخمت وعاثت في البلاد فسادا وإرهابا إلى أن صارت عبئا على اليمن واليمنيين وحان الأوان لطي صفحتها وتصويب المسار المعوج للعلاقات اليمنية السعودية بما يخدم مصلحة اليمن واليمنيين كافة، كما حان الأوان لبناء علاقات بنّاءة مع الأطراف الإقليمية الأخرى: إيران.
سيكون من الأحسن لهادي أن يتحرك في إطار مروحة واسعة من الخيارات والاحتمالات بما يستوعب المعطيات والمستجدات التي أعادت تشكيل معادلة السياسة وخارطة القوى وموارد السلطة والتأثير في البلاد.
صحيح أن الإقرار بضرورة التعايش مع النفوذ الإيراني في اليمن جنبا إلى جنب مع النفوذ السعودي ينطوي على اعتراف بالمآل الكارثي الذي وصل إليه ضعف الدولة، وعلى اعتراف بانكشاف الوضع السياسي وكافة أطراف اللعبة السياسية، ولكن لابد مما ليس منه بد.
إن ضعف الدولة وتحللها قد أفسح المجال للاعبين الإقليميين وحول البلاد إلى مسرح للتقاتل بين المليشيات التي نشأت واستوطنت الجيوب المثقوبة للدولة ومناطق الفراغ الشاسعة فيها.
في السياق لابد من الإقرار بأن الحوثيين أصبحوا سلطة بكل ما يعنيه ذلك من امتلاك للنفوذ وللتأثير في القرار السياسي والاقتصادي وفي مجرى إعادة تشكيل النخبة ودوائر السلطة المختلفة.
لا يمكن اختزال الأمر في حدود انحسار وانكسار قبضة "الشيخ" -آل الأحمر وغيرهم- لحساب حضور وتمدد قبضة "السيد": الحوثي.
إن للأمر علاقة وثيقة بالمشهد الراهن والتشابكات والاستقطابات الإقليمية، كما يرتبط بالمتغيرات التي شهدتها البلاد منذ العام 2011 ودفعت بالحوثيين إلى منصة المسرح السياسي مستفيدين من تحلل الدولة ومن الصراع السياسي لتوسيع قاعدة دعمهم الشعبي ومد نفوذهم للسيطرة على محافظات شمال الشمال بعد سيطرتهم الكاملة على محافظة صعدة وإقامة ما يشبه الحكم الذاتي فيها، وانفتاح شهيتهم لتعميم النموذج في مناطق التوسع الجديدة.
المعلوم أن تنظيم الجماعة الحوثية قد تمدد وصار أقرب ما يكون إلى دولة داخل الدولة، ومن الأفضل أن يكون جزءا منها، وان يندرج في السياسة ويبلور أجندته السياسية بوضوح بعد أن ينقشع الضباب والغبار المستثار بحوافر المليشيات المسلحة الحوثية والإصلاحية وغيرها.
بهذا المعنى ليس من حل إلا في بناء الدولة، دولة القانون الاتحادية لجميع اليمنيين، والجيش الاحترافي الوطني الذي ينبغي أن يكون متحررا من الهوس العصابي المذهبي والطائفي، ومتحررا من هيمنة "الخليفة" أو "المرشد- ولاية الفقية".
إن إيران موجودة على الأرض وليس بخاف على أحد ارتباط الحركة الحوثية بطهران وذلك أمر يجب أن يعيه الرئيس عبدربه وغيره من الفاعلين بأفق الانفتاح على إشراك الحوثيين في السلطة وإعادة النظر في الأقاليم وطمأنة إقليم "أزال" الزيدي بإمكانية الإطلال على البحر لأن موضوع "الجرعة" وحده لا يعبر عن كل ما في جراب الحوثي.
لقد نشأ وضعا جديدا بالمرة بعد سقوط عمران في يد الحوثيين وعمران محافظة مفتاحية واستراتيجية تتحكم بأرجاء واسعة من محافظات الشمال بما في ذلك صنعاء ومطارها ومنافذها الحيوية كما تحتوي على خزان القوى البشرية والمقاتلة التي كانت تشكل العمود الفقري للنظام، ومنها كانت تتشكل الحكومات وتدار دواليب السلطة، ولذلك ينبغي التعاطي مع الوضع الناشئ والفارق بالحوار والتفاوض وبقدر كبير من السلاسة والنظرة الاستباقية المؤهلة على تدارك انفجار حرب أهلية لن تبقي ولن تذر، ومن جحيمها سوف ينفتح الباب الواسع لتذرر أوصال اليمن المتهتكة أصلا، ولقيام دويلات لا يستبعد أن تكون حضرموت في مقدمتها نظرا لامتلاكها كل المقومات التي تسمح لها بأن تكون دولة مستقلة كليا.
ثمة رجال كثيرون تجاوزهم الزمن وفي مقدمتهم علي عبدالله صالح وعلي محسن الأحمر وعلي سالم البيض وآخرين، وثمة قبضة مشيخية قبلية تحطمت وتصدعت –عائلة الأحمر مثلا- علاوة على تصدع وانهيار صيغة دولة "المركزية الصنعانية" وهنالك عطب وتفسخ أصاب بالجملة الأدوات القديمة التي طالما اعتمدت لإدارة البلد وصار لزاما على رأس السلطة أن يقلع عنها وإلى غير رجعة ليبرهن بأنه ليس من سادة الخراب.